يومية، لافتا إلى أن ينبوع سبعة آلاف سنة من عمر الإنسان المصري تفجر فنا وإبداعا بكل صوره.
وأضاف سلماوي، في ندوة أقامتها الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة بعنوان "الرواية الثورة" أن هناك أحداثا كبرى بتاريخ الأمم لم تحظ بالتأريخ الأدبي المناسب، مثل حرب أكتوبر/ تشرين الأول، ونحن الآن نشارك بالثورة ومبهورون بها، ولا نستطيع الارتقاء فوقها وتشكيلها في أدبنا.
وأكد أن الإبداع ليس مجرد انفعال لحظي، والأديب لابد أن يكون فوق الحدث ليصوغه.
وعن روايته "أجنحة الفراشة" قال سلماوي إنه لم يكن يقصد التنبؤ بشيء حين كتبها، بل هدف إلى تصوير الحراك السياسي بمصر، فالأدب ليس فنا فوتوغرافيا يصور الواقع، بل يستشرف المستقبل بكل تجلياته السياسية والاجتماعية، فقد ألهم الأديب توفيق الحكيم جمال عبد الناصر القيام بثورة يوليو 1952 لإعادة الروح للوطن الذي يمر بأزمات طاحنة.
أدب متمرد
وأضاف أن العمل الأدبي والفني يتحرك عضويا، حيث ينقل عن الواقع ويطوره بما يمليه عليه البناء الروائي، من خلال خط سردي وصل إلى نتيجة حتمية، هي قيام الثورة بجيل الشباب ووسائط الاتصال الحديثة، ويتضافر فيها كل الشعب، وتنتهي بسقوط الحكم.
من جهته أكد الروائي إبراهيم عبد المجيد أهمية تجديد الشكل الأدبي بالمسرح والسينما والفن، كنوع من أنواع التمرد على سلبيات المجتمع، وعلى الكاتب ألا يرضى عن نفسه حتى يبدع ما هو أفضل.
ونبه إلى أن حركة التجديد بالأدب العربي منذ خمسينيات القرن الماضي كانت تمردا على النظم السياسية السائدة، حتى بالقصص التي تبدو بعيدة عن السياسة.
وقال إن الحركات الأدبية الكبرى إما أنها تسبق الثورات أو تكون نتيجة لها، والأدب المصري سبق الثورة وتنبأ بمجتمع أفضل.
وذكر مواقف من يومياته بميدان التحرير، الذي جاءه من بلده بالإسكندرية وعايشه بالليل والنهار، وروى مشاهد عن الثبات والصمود والثقة في الله، والاطمئنان والسكينة بقلوب الثوار وهي من طباع الشعب المصري.
وأكد عبد المجيد أن الأدب يتسم بالتنوع، وبه جانب الرصد والتسجيل، وهذا لا غبار عليه، ولكن الرواية تحتاج إلى نضج ووقت، وقال إنه لم يقرأ شعرا جيدا عن الثورة حتى الآن عدا استثناءات بسيطة، فالشعر يتطلب إحساسا وصورة شعرية وتأنيا وتأملا وموسيقى.
نبوءة الثورة
وبدوره أشار الناقد ومقدم الندوة محمد عبد المطلب إلى أن الروائي إبراهيم عبد المجيد تنبأ بالثورة منذ سنوات، ففي عام 1998 بشر في أعماله بدور الجيل الجديد في صناعة المستقبل، وكذلك تنبأ الأديب محمد سلماوي بالثورة وبكثير من تفصيلاتها الدقيقة.
وهناك أعمال أدبية كثيرة تنبأت بها، ومنها رواية "حكاية المؤسسة" للروائي جمال الغيطاني، ورواية "قسمة الغرباء" ليوسف القعيد، ورواية "حكمة العائلة المجنونة" للروائي فؤاد قنديل، ورواية "الشيء الآخر" للروائي سعيد سالم، وكتاب "الشهاب" للكاتب حامد أبو أحمد، وهي أعمال أدبية رصدت الواقع الفاسد المأساوي والمتفاقم بمصر.