وعلى مدى 67 دقيقة استعرض مهاتير خطة نجاح الحكومة الماليزية، وكيف تستطيع مصر أن تتخذها نموذجا حديثا للديمقراطية والتحول البناء، لافتا إلى أن هناك وجه شبه كبير بين البلدين، وأشار إلى أن مصر ارتضت أن ترضخ على مدى سنوات طويلة إلى حكم سلطوى تخلصت منه ماليزيا قبلها بكثير، موضحا أن مصر تتمتع الآن بالديمقراطية، ولكن ليس معنى هذا أن يأتى الاستقرار ملازما لهذه الديمقراطية، موضحا أن الديمقراطية هى أيديولوجية فى حد ذاتها، تستوجب إرادة شعب، وإرادة أغلبية قادرة على تحقيق الاستقرار.
وأشار مهاتير إلى أن الإعلام عليه دور كبير فى عملية الاستقرار، لافتا إلى أن ظهور التيارات المعارضة تعتبر ظاهرة صحية لأى حكومة، لأنها تصحح أخطائها، مؤكدا فى الوقت نفسه على ضرورة الاهتمام بـ "السياسة السليمة"، لأنه بدونها لن يكون هناك اقتصاد سليم.
قائلا: "أنا لا أستطيع أن أملى على الحكومة المصرية، أية توصيات"، وذلك ردا على سؤال الإعلامى يسرى فودة الذى أدار الجلسة، حول ماذا ستقول لعصام شرف حينما تقابله اليوم؟
فى السياق نفسه لفت مهاتير النظر إلى عدم الاهتمام بالصحافة الأجنبية، ووصفها بسيئة السمعة، موضحا أنها ترسم وتنقل صورة مختلفة عن الواقع بهدف خدمة مصالحها الذاتية، وأشار إلى أن العلاقات بين مصر وماليزيا ليست مرضية خاصة فى الاستثمار، على الرغم من زيادة حجم التباتدل التجارى بعد الثورة بنسبة 4% أى ما يمثل 10 ملايين دولار زيادة مقارنه بالفترة التى سبقت الثورة.
وعلق مهاتير على انتشار الإضرابات والاعتصامات قائلا: "إنها تضر الاستثمار وتؤخر عجلة التنمية، ومن المفترض أن تكون الملاذ الأخير، وليس الخيار الأول أمام أصحاب المطالب، وأن يسبقها العديد من الخطوات قبل الدخول فى الإضراب".
ورفض مهاتير بشدة فكرة الاقتراض من البنك، أو الصندوق الدوليين، موضحا أنه يقيد المقترض بشروط مجحفة تجعل الدول عاجزة أمام الجهة المانحة، لافتا إلى أنها سوف ترد هذه المبالغ، وفضل مهاتير الاعتماد على موارد الدولة من خلال توليد الموارد ذاتيا.
وردا على سؤال حول موقفه السياسى من رفضه الغزو الأمريكى للعراق، وإدانته لإسرائيل، قال مهاتير إن أمريكا يجب ألا تستخدم قوتها فى قتل الآخرين، منتقدا سياسة "بوش و بلير وشيراك" أثناء الغزو الأمريكى.
وردا على مداعبة من الإعلامى يسرى فودة حول إمكانية ترشيح مهاتير للرئاسة فى مصر، علق ضاحكا "ليس لدى الجنسية المصرية كى أستطيع الترشح".
من جانبه اختتم جلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات المؤتمر باللغة الإنجليزية، بمنح الدكتور محمد مهاتير درع الاتحاد، معربا عن شكره لحضوره إلى مصر وتلبية دعوة اتحاد الصناعات، قائلا: "مهاتير رفض الحصول على أجر مقابل إلقاء المحاضرة وعرض تجربة بلاده الناجحة".