وقد شملت معارض للصناعات اليدوية ومحاضرات وعرض أفلام مصورة.
وشارك أبناء المدينة والمنطقة بالاحتفالية لإظهار ما يتمتعون به من مهارات حرفية كصناعة الصابون والفخار والأواني النحاسية والزجاجية والشمع وحرف مهددة بالاندثار، ومكنوا الزائرين من الاطلاع على كيفية صناعة كل صنف.
حرف مهددة
وتركزت التراثيات في خيمة نصبت على شكل سوق يحتوي كافة أصناف الصناعات التراثية منها تلك التي تشهد ازدهارا، أو المهددة بالاندثار، ومن أبرز الحرفيات المعروضة النحاسيات، والصابون، والشمعيات، والخزف.
وتهدد الصناعات الحديثة النحاسيات وصناعة الصابون والخزف، التي كادت أسواقها تقفل، في فترات من الزمن، لكن بعض حرفييها بادروا إلى تفعيل الاهتمام بها لأغراض الزينة.
ويلفت الأنظار في هذا الإطار الصناعة المتنوعة للصابون شكلا وألوانا وأصنافا ورائحة ووظيفة -كمعالجة البشرة- والذي يصنع في خان يحمل اسما تاريخيا هو خان الصابون، أما النحاس والخزف فبقي من أسواقهما دكاكين قليلة مبعثرة.
ومن الحرف المهددة التنجيد، والكندرة (تصليح الأحذية وصناعتها) وتقشيش الكراسي، وصناعة القباقيب، وسلال القصب، وصوانيها.
ثروات متنوعة
وتناول موضوع الثروات الطبيعية المحميات الفريدة والمتميزة، على الأخص محميات جزر النخل قبالة طرابلس، وحرج أهدن، وغابات عكار، والأرز، وبحيرتا بنشعي والكواشرة، وسهل القموعة المرتفع ١٧٠٠ متر عن سطح البحر حيث جرت عروض مصورة أظهرت أهميتها البيئية والسياحية في آن.
أما على مستوى المناطق الأثرية، فاقتصرت على عرض آثار مدينة طرابلس نظرا لضخامة الثروة، سواء في مدينة طرابلس، أو في محافظة الشمال عامة.
وأشار الأستاذ الجامعي مصباح رجب في محاضرة إلى كيفية تمدد طرابلس القديمة نحو المناطق الحديثة ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر، عارضا خرائط لمختلف المراحل خلال القرن الماضي.
كما تحدثت مؤسسة ومديرة مركز الدراسات العليا المتخصصة في الترميم بالجامعة اللبنانية راوية مجذوب عن الثروة الأثرية، وأبرزت أهميتها في طرابلس.
ولفتت إلى أن الوثائق والأبحاث والحفريات قليلة جدا عن الحقبات التي سبقت الفترة المملوكية بالمدينة، لكن طرابلس "غارقة عميقا في التاريخ القديم منذ أيام الفينيقيين، والمصريين، والرومان، والصليبيين".
وقسمت مجذوب الكتلة الأثرية في طرابلس إلى ثلاثة أصناف: المدني كالخانات والحمامات، والعسكري كالقلاع والأبراج الدفاعية، والديني كالمساجد والكنائس والتكايا والزوايا والمدارس الدينية.
وأشارت إلى أهمية عناصر العمارة القديمة، مثل المقرنصات (من العناصر الزخرفية في الهندسة المعمارية الإسلامية) والقباب، والعقود، والمنابر، والمحاريب، والتيجان، والمشربيات، واللوحات الرخامية، والشرائط الكتابية المحفورة على الأبنية التي "شكلت وثائق تمنع انتحال الملكيات أو سرقتها".
تجاوب ومساعدة
من جهتها قالت مديرة كلية السياحة والسفر بجامعة المنار إيمان البابا للجزيرة نت "المشروع هو تطور لمشاريع التخرج لطلاب الكلية، ورأينا أن نوسع إطار النشاط لأنشطة ثقافية تتجسد بعروض ومحاضرات موثقة على مدى ثلاثة أيام".
وأضافت "من الناحية التراثية الحرفية أقمنا ما يشبه سوقا للحرف، التي لا يزال بعضها موجودا، لكن كثيرين يجهلونها، بهدف إبراز خصوصيات هذه الحرف وخاصة تلك المعرضة للانقراض مثل الصابون، والشمع، وتقشيش الكراسي، والنجارة اليدوية".
وأكدت البابا أن هناك تجاوبا كبيرا لدى الناس، حيث اندفع الصناع والحرفيون للمساعدة والعمل من أجل إبراز الدور الحضاري والسياحي للمدينة والمنطقة.