وقالت صحيفة هآرتس العبرية اليوم الثلاثاء إن الهدف من وراء توصية الشرطة في منطقة القدس المحتلة هو تقليل الالتفات للموضوع في العالم العربي الذي سيكون منشغلا في ذلك الوقت بالمبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أنه خلال مداولات داخلية أجرتها الشرطة الإسرائيلية مؤخرا، برزت تخوفات من اندلاع مواجهات في القدس الشرقية إذا تم هدم جسر باب المغاربة الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى.
وأضافت الصحيفة أن ضباط المباحث في الشرطة الإسرائيلية اختلفوا في تقديراتهم بشأن تأثير رئيس الحركة الإسلامية -الجناح الشمالي داخل الخط الأخضر- الشيخ رائد صلاح على الأحداث إذا تم هدم جسر باب المغاربة في البلدة القديمة في القدس الشرقية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط قوله إن الشيخ صلاح فقد قوته السياسية في القدس ولم يعد بإمكانه تحريك احتجاجات في المدينة، بينما رأى موقف آخر أن الشيخ صلاح سيحاول استغلال حقيقة أن "الحفريات الأثرية والأنشطة الاستيطانية في الحي الفلسطيني المقدسي" سلوان لم تعد تتصدر العناوين وسيحاول تسخين جبهة جسر المغاربة.
وقالت الصحيفة إن تقديرات الشرطة الإسرائيلية تفيد بأن الفلسطينيين في القدس يريدون العيش بهدوء، لكن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث مظاهرات ومواجهات هو أي محاولة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي أو قيام متطرفين يهود بالمس بمسجدي الأقصى وقبة الصخرة في الحرم.
وأكدت هآرتس أن قيادة الشرطة في منطقة القدس وافقت في نهاية مداولات أجرتها في الأيام الأخيرة على هذه التقديرات وقررت عدم البدء في تنفيذ أعمال جسر باب المغاربة وتم إبلاغ بلدية القدس بذلك، الأمر الذي أثار غضب مسؤولين في البلدية وخصوصا ممثلي الأحزاب اليمينية والدينية اليهودية.
ونددت منظمة اليونسكو خلال اجتماع مجلسها في باريس مؤخرا بالمخطط الإسرائيلي لهدم جسر باب المغاربة وبناء جسر جديد بناء على شكوى تقدم بها الأردن وطالب فيها بالتنديد بشدة بالممارسات الإسرائيلية.
ومن جهتها، حذرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في وقت سابق من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من وراء هدم طريق باب المغاربة إلى تحقيق عدة أهداف، منها بناء جسر عسكري حديث لتسهيل اقتحام قوات وآليات عسكرية كبيرة للمسجد الأقصى، وربط هذا الجسر العسكري بشبكة الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل المسجد الأقصى ومحيطة الأقرب، وليشكل بذلك طوقاً خانقاً للمسجد الأقصى فوق الأرض وتحتها.