ففارق كبير بين ان يكرة احداً شفيق بل ويؤيدة زملائة وحتى اقاربة وسكان المنطقة التى يقيم بها بنفس نظرتة ، وبين ان ينظر الشخص الى الخريطة السياسية كلها بحدودها الجغرافية المتسعة وعمقها السكانى
فجغرافيا مصر تمتد من جنوب اسوان حتى الاسكندرية ومن السلوم حتى رفح وطابا .. ومن غير المتصور ان يكون كل من يقيم بهذة المساحة صورة طبق الاصل
ونفس الامر فى الخريطة السكانية ومنها بالنسبة لمؤيدى شفيق نجد : انصار الحزب الوطنى ( لاحظ ان اعلى نسبة تصويت له فى المنوفية ) واصحاب المصالح من رجال الاعمال وممن يمكن السيطرة عليهم ممن يعملون معهم ، واصوات قطيع واسع من الاقباط ، وايضاً قطاع كبير من الصوفية ، وكذلك ابناء بلدتة واقاربة ومعارفة ، وايضاً الضباط والجنود المتقاعدين ويضاف الى هذا كلة فصيل يرى انة من الممكن ان يسيطر على الامن خاصة بعد ان تم تصدير الانهيار الامنى بعد الثورة
وحتى الاعلام خاصة قناة اون تى فى ومن على شاكلتها قد تكون احد اسباب نجاح شفيق لأسباب لاتقصدها ومنها ان الشخص الذى تركز علية الاضواء قد يحصل على اصوات حتى لو كان الهدف هو العكس ، ويتبين هذا بصورة اوضح لمرشحين تم تجاهلهم تماماً وقد تكون لديهم مؤهلات جيدة مثل المستشار البسطاويسى
كما ان الاشخاص الذين يقدمون البرامج قد يأتوا بنتيجة عكسية نتيجة الاستفزاز والانفعال وكذلك عدم ثقة الجماهير فيهم وامامنا نماذج ابراهيم عيسى ومجدى الجلاد وغيرهما ، واحياناً يتسببون - بدون قصد - فى تعاطف فصيل من المشاهدين مع الخصم .. ونفس الامر لبعض المحللين السياسين الذين ينفعلون فيأتوا بنتائج عكسية حتى مع احترام الجماهير لهم ومثال ذلك الزميل الصحفى د. عمار على حسن - وهو شخص اقدرة - لكنة كرر مرات ومرات فى دفاعة عن حمدين عقب النتائج بأنة كلما كانت محافظة ايدت بشكل اكبر حمدين صباحى كان هذا دلالة على ارتفاع مستوى العلم والثقافة بها .. وهو مايفسرة البعض - بمفهوم المخالفة - اى ان الجماهير التى لم تنتخب حمدين اشخاص متخلفين رغم ان هناك مرشحين اخرين جديرين بالاحترام ، فالمعركة ليست قاصرة على شخص واحد
وبالطبع مثل هذا التصريح غير المحسوب قد يأتى بنتائج عكسية اذا ماكان حمدين طرفاً فى الاعادة
اما العجيب فى نجاح شفيق بهذة الاصوات فأن معظم الناخبين لم يصدقوا ماقيل عنة من اتهامات رغم اعلان البعض عن مستندات ونشرها بالصحف ، بل ان معظم الناس انحازوا لرد شفيق فى جملة واحدة ان عصام سلطان عميل امن دولة وان من كشفوا المستندات فى الاصل فاسدين !
نعود الى نتائج شفيق وفق هذا التحليل خاصة لشرائح المجتمع نجد ان حصول شفيق على كل هذة الاصوات امراً طبيعياً حتى لو اختلفت انا وانت وهو وهى وغيرنا اختلافاً شديداً مع شفيق ولم نرشحة بل قمنا بالدعاية ضدة ـ ففى النهاية لسنا وحدنا الذين لديهم صوت انتخابى
ومما يؤكد مصداقية هذا التحليل ايضاً انة لم تكن مفاجآة ان يتقهقر ترتيب عمرو موسى الى المركز الخامس رغم الضغط الاعلامى فى كثيراً من القنوات وربما كل الصحف الحكومية دون استثناء فكلها كتبت لصالحة ، اضافة الى النفقات الهائلة فى الدعاية لة ، و" البوسترات " التى نزلت كالمطر فى كل ارجاء مصر .. الى ان الانتخابات لاتخضع لأستطلاعات رأى ثبت انها " مفبركة " ووصمة عار فى تاريخ من قاموا بها وفى مقدمتهم مركز الاهرام
فرؤية الاهرام والصحف الحكومية شىء ورؤية الشارع شىء ، ومن العجيب ان عمرو موسى نفسة صدق هذا الى درجة جعلتة يعلن انة يرى تولية الرئاسة رؤى العين
فالشارع يرى عمرو موسى بصورة اخرى ، فهو يراة ظاهرة صوتية لايستطيع ان يلبى لة الامن فى هذة الظروف .. وفى الوقت نفسة ليست لدية خبرة اقتصادية ، وحتى على المستوى الخارجى فليس ببعيد انة هو الذى منح الضوء الاخضر للناتو ليدمر الاف الابرياء فى ليبيا والذين ليس لهم علاقة بالقذافى او من هم ضدة
ونفس الامر فى ابو الفتوح حيث قدمتة قناة اون تى فى واباطرة الشروق والمصرى اليوم على انة هو وعمرو موسى فقط المتنافسين على الرئاسة
ولعل الجميع عرف الان ان ماحدث هو " مقلب اعلامى " لاعلاقة لة بالحقيقة
وبعد هذا يبقى المحك الرئيسى هل يتم انتخاب محمد مرسى وهو شخص ينطبق علية قول الاديب الساخر عبد العزيز البشرى " جعلوة فأنجعل " و بالتعبير العامى " استبن " وارتضى ان يكون " احتياطياً " ودلالة هذا ليست فى التعبير الساخر ولكن فى انة مجرد مطيع للمرشد صاحب وصف الاعلامين بسحرة فرعون واخوان الشياطيين
اما احمد شفيق الذى يحسب على الفلول وانكر علمة بموقعة الجمل والتى سمع بها العالم كلة .. نقول العالم كلة بمليارات السكان ، ووحدة لم يعلم بها ، او علم ولم يتصرف ، رغم زعمة انة راجل ادارة .. او انة لم يتصرف لأنها كانت اقرب للهوى او مثلما تفعل الشرطة عند حدوث معركة بالرصاص بين فئتين فتتركهما حتى تنتهى المعركة ثم تقوم بأجراء حسابتها
سوف يحصل مرسى على ماحصل علية من اصوات اضافة الى اصوات ابو الفتوح
وسوف يحصل شفيق على ماحصل علية من اصوات اضافة الى اصوات عمرو موسى
وتتبقى اصوات انصار حمدين صباحى هل تذهب للدولة الدينية ام للفلول
من يرى ان نقترب من نظام ايران سوف يأيد مرسى ومن يرى ان نعود الى نظام مبارك سوف يأيد شفيق ، والكرة فى ملعب انصار حمدين صباحى