وهنا أشفق السائل على النقيب وكارثة "كثرة الابناء"وكأننا امام مشكلة الانفجار السكانى..
الا ان المفاجأة جاءت مؤخرا فى اعلان لجنة الثقافة والاعلام بمجلس الشعب على العمل لحل مشاكل الصحف المغلقة وتوزيع صحفييها فورا على الصحف القومية .. وتبين ان المقصود بالصحف المغلقة "افاق والامة والحقيقة" دون "الشعب"..كما تبين ان قرار لجنة مجلس الشعب لم يهتم بمشاكل الصحف الاخرى التى تتعرض لازمات طاحنة مثل:العربى والاحرار ..وغيرها من ابناء الولى.
مشكلة "الشعب"الحقيقية فى الجذور وليست فى النتائج .. وفى "الاخوان"وليست فى الابناء!!.
فرغم ان "الشعب"هى الجريدة الوحيدة التى امتلكت الشجاعة فى استضافة الاخوان فى عهد النظام البائد..لاقت الجزاء مرتين..الاولى من النظام.. والاخرى من الاخوان على طريقة جزاء "سنمار".
فالذين فوجئوا بقرار مجلس الشعب بحل مشكلة صحفيى الاخوان او افاق دون غيرهم"حيث الاعتقاد ان الامة والحقيقة مجرد ستار" ..لايعرفون تفكير جماعة الاخوان..وهم يعملون تحت شعار"اينما تكون مصلحة الاخوان تكون كل الادوات مسخرة لتحقيقها".
فحقيقة قرار حل مشكلة"افاق واخواتها دون غيرها جاء وقت تولى الزميل متولى صلاح عبد المقصود- متولى اسمه الحقيقي والوظيفىّ!!- على كرسي النقيب بالانابة عقب استقالة او انسحاب النقيب السابق..رافضا – اى عبد المقصود - مطلب جموع الصحفيين اجراء انتخابات مبكرة.
واستغل عبد المقصود "كرسييه" فى تمرير القرارات التى تخدم الاخوان دون ابناء الجماعة الصحفية، وحتى لاينتقد البعض هذا الانحياز ادخل مع صحيفة افاق الاخوانية-العربية سابقا- صحيفتى الحقيقة والامة..ومن الطريف انه ادخل محرر ومحررة احداهما من غيراعضاء النقابة.
وفى هذا الوقت تولى د.يحيى الجمل المسئولية عن ملف الصحافة ..وبذل عبد المقصود كل الجهد تحت شعار "غدا فى ظهر الغيب واليوم لى " ليحصل من الجمل على ما حمل..وبالفعل نجح فى "تدشين"وانتزاع موافقة كتابية منه بالتوزيع على الصحف.
وترك عبد المقصود موقعه كنقيب للصحفيين ليتسلم بعده الراية ممدوح الولى..وعاد عدد من صحفيى "الشعب" لحث الولى على احياء قضيتهم..والتى من اهم بنودها: حصولهم على حقوقهم المالية..الا انه منحهم حبوب "مسكنة" بحجة الأبناء والمساواة.رغم ان الولى كان يمكنه حل مشكلة افاق بجرة قلم ودون اى عناء..والحل بسيط جدا وهو ان صحفيى افاق فى حقيقتهم من جماعة الاخوان..والجماعة وحزبها فتحت لهم كل الابواب واصبحت لديهم الصحف..فلماذا لايتم توزيعهم على صحف الاخوان وهم الاولى ؟!.
فالاصرار على توزيعهم فى الاهرام والاخبار يعنى فى هذه الحالة زرع وانتشار الاخوان فى كل المؤسسات وبصورة مؤثرة..خاصة مع هيمنة الاخوان على كافة المواقع والمؤسسات ومنها المتحكمة فى شئون الصحافة مثل مجلس الشورى والذى لم يطالب الاخوان بحله رغم مطالبتهم من قبل بدعوى اهداره لميزانية تتكلف المليارات دون عمل حقيقي!!.كما ان المجلس الاعلى للصحافة جارى استبداله وبالطبع مع تغيير قياداته، ونفس الامر فى مساعى تغيير المواقع القيادية بالصحف القومية بحجة استبعاد الفلول وشعارات الطهارة والنزاهة وتولى ابناء الثورة..حتى لو كان بعض الابناء أو "الاخوان"لم يشاركوا سوى فى جنى الثمار!! وهذا هو العرض الحقيقي للقصة سواء ل "الاخوان" او للابناء.
ومنذ ايام التقى عدد من صحفيى الشعب بالنقيب الولى وهم يحملون عشرات التساؤلات وعلامات التعجب لخصها الزميل اشرف خليل بقوله:انه من غير المتصور ان يكون قرار لجنة الاعلام بمجلس الشعب بدون اي جهد مبذول من النقابة، وهو ما يعنى تجاهل النقابة لاثارة قضية "الشعب" عن عمد رغم انها القضية الاكبر ويوجد ايضا اتفاق بين الدولة والنقابة على حل المشكلة.. وانه مع التقدير لاى صحيفة فى مصر.. فان النظام السابق اغلق الشعب بسبب كشفها لفساده وتصديها له..ولم تغلق الجريدة لاسباب ماليه او رغبة من صحفييها فى التوزيع..بل كانت الجريدة ميسورة ماليا ورائدة صحافيا وادبيا وهو ما يتضح من الارتفاع فى نسبة توزيعها..وكان صحفييوها يفخرون بالعمل بها.. ولا يفكرون اطلاقا بالعمل فى اكبر صحيفة قومية حتى لو عرضت عليهم.
وبسبب التصدى للنظام السابق اغلقت الجريدة واصبح صحفيوها بلا عمل ويحصلون على "الفتات" حيث المرتبات باسعار عام 2000؛ ومن العجيب ان صحيفة العربى التى تصدت للتوريث تتعرض للتوقف والمعاناة رغم الثورة!!.
الولى - وهو للحق اقل انحيازاً بشكل كبير من عبد المقصود - سأل عن عمل بعض الصحفيين ب "الشعب" فى اماكن اخري حتى "يخفف" العدد فى حالة المطالبة بالتوزيع..وهو سؤال احتج عليه عدد من الزملاء حتى الذين يعملون فى بعض الاماكن وتساءلوا بدورهم : هل الولى يريد منا ان نرتدى ملابس ممزقة و"نشحت" لاعالة اسرنا؟!؟
لقاء الولى بصحفيى "الشعب" انتهى بوعده بارسال خطاب الى لجنة الثقافة بمجلس الشعب..و نظرا لافتقاد الثقة منذ تصرف عبد المقصود يخشى البعض ان يكون ذلك لاستهلاك الوقت لحين تسلم ابناء الولى "الحقيقيون" عملهم بالصحف القومية ضمن منظومة سيطرة "الاخوان" على الاعلام والتى سبق الاشارة اليها..لتبدأ قضية"الشعب" من جديد ..وكأن الولى ومجلس النقابة لايعلمون عنها اى شئ !!.
ونقطة …ومن اول السطر !.