ففي مؤتمر صحفي عقد في أثينا أمس الثلاثاء بحضور ممثلين عن أحزاب يسارية وحزب الخضر ونواب مستقلين، جدد النشطاء تأكيدهم على الطابع السلمي للأسطول، وعلى استغرابهم لوصول موقف الحكومة اليونانية إلى هذا القدر من "العدوانية" تجاه الأسطول.
وقال النائب في حزب التجمع اليساري ثيوذوريس ذريتساس إن العديد من المسؤولين أكدوا له أن انطلاق الأسطول من أثينا يندرج في إطار الأفعال المشروعة قانونيا.
وأضاف أن "تصرف الحكومة يضع في الخطر علاقات اليونان مع العالم العربي التي اتسمت بالإيجابية والصداقة والتضامن منذ عشرات السنين، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى ابتعادها أكثر عن تمثيل الشعب اليوناني وطموحاته".
أعمال إجرامية
ضمن نفس الإطار، قال ممثل حزب الخضر يانيس تسيرونيس إن الحكومة تقوم بـ"أعمال إجرامية بحق النشطاء".
وفي موقف مشابه، رأى نائب رئيس البرلمان اليوناني تاسوس كوراكيس أن سياسة حكومة باباندريو لا تمثل الشعب اليوناني.
واعتبر أن العرض الذي تقدم به رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو لكي يوازن منعه لأسطول الحرية، بنقل المساعدات عبر سفن يونانية، إنما هو "تشريع للحصار غير الشرعي على غزة".
أما رئيس رابطة الصحفيين اليونانيين يورغوس سافيذيس فقد قال إن تصرفات السلطات بحق الأسطول مخجلة، وخاصة بحق الصحفيين الأجانب الذين منعوا من تغطية أحداث الأسطول.
دوافع اليونان
وفي قراءته لدوافع موقف اليونان التي منعت إبحار سفن الأسطول، قال سوتيريس روسوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلوبونيسوس إنه يجب أخذ ثلاثة أمور بعين الاعتبار.
أولها الضغوط التي مورست على الحكومة اليونانية من الخارج، وخاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع الأسطول، مشيرا إلى "تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي جاءت في نفس الاتجاه".
ثانيها يتمثل في "أن حكومة باباندريو لا تتمتع بشعبية داخل اليونان بسبب إجراءاتها التقشفية حيث تعتمد على الدعم الخارجي،" وبالتالي "فهي أكثر انصياعا للضغوط الخارجية".
حليف إستراتيجي
أما ثالث الأسباب فهو أن "الحكومة الحالية تعتبر أن إسرائيل يمكن أن تكون حليفا إستراتيجيا لها، وهي سياسة قد تكون جيدة أو سيئة، لكن لم يظهر حتى الآن أن إسرائيل قدمت شيئا مهما لليونان".
ورغم إقرار الأستاذ الجامعي بارتفاع أعداد السياح الإسرائيليين الزائرين لليونان، فإنه شكك في استمرار ذلك على اعتبار أن "العلاقات الإسرائيلية التركية لن تبقى سيئة على الدوام"، منتقدا اعتقال السلطات للقبطان الأميركي الذي حاول الانطلاق بالسفينة باعتباره "كان مبالغة لا ضرورة لها".
وفي رأي مخالف، قال الصحفي سيرافيم فيندانيذيس في اتصال مع الجزيرة نت، إن الأسلم هو أن تستلم الحكومة اليونانية عملية توصيل المساعدات، لأن ذلك يجنب الجميع مواجهة مثل التي حصلت العام الماضي.
التحركات الميدانية
وفي ما يرتبط بالتحركات الميدانية، أعلن الناشط في حملة "سفينة إلى غزة" ذيميتريس بليونيس أن سفينة "ديجنيتي" الفرنسية انطلقت خلال الساعات الأخيرة من جزيرة كورسيكا الفرنسية للانضمام إلى "أسطول الحرية 2".
ولفت إلى أن البعثة المشاركة في السفينة المذكورة تطلب حماية الدولة الفرنسية لها لإتمام رحلتها إلى غزة.
وخلال يوم أمس واصل منظمو "الحرية 2" احتجاجاتهم في أثينا حيث احتل نشطاء إسبان سفارة بلدهم واعتصموا فيها لساعات طويلة احتجاجا على موقف حكومتهم من الأسطول.
وضمن موجة التنديد بالقرار اليوناني، اعتصم عشرات النشطاء الأردنيين أمام مقر السفارة اليونانية بعمان أمس الثلاثاء، في حين تظاهر أول أمس العشرات من الفلسطينيين والإيطاليين في مدينة باليرمو عاصمة إقليم صقلية بجنوب إيطاليا دعمًا لأسطول "الحرية 2".