وقال المنسق اليوناني لحملة "سفينة إلى غزة" فاغيليس بيساياس إن الخيار الوحيد المطروح أمام الحملة هو السفر إلى غزة، وأوضح أنه لا يحق للسلطات اليونانية احتجاز سفن أجنبية دون مبرر، وأنها لن تستطيع الاستمرار في ذلك، ووصف الحكومة اليونانية بأنها أصبحت أقرب إلى نظام.
وأوضح بيساياس في تصريح للجزيرة نت أن الحكومة اليونانية تعمل بالتعاون مع نظيرتها الإسرائيلية وحكومات أوروبية أخرى والأمين العام للأمم المتحدة على إفشال الحملة، معتبرا أن على الأجهزة الدولية حماية الفلسطينيين تحت الاحتلال، وإن لم تقم بذلك فستقوم مؤسسات المجتمع المدني بالواجب.
وأكد الناشط اليوناني أن حملتهم مكتملة الشروط والشرعية، وأنه لا شرعية لإجراءات الحكومة اليونانية التي تعرقل كل يوم مسيرة الأسطول، عبر المزيد من التعقيدات والشروط التقنية والفنية.
وأعلن بيساياس أن النشطاء كانوا يعملون على تلبية جميع المتطلبات وشروط السلطات، رغم علمهم أنها صادرة من جهات عليا بقصد العرقلة، لكن بعد صدور القرار الرسمي بمنع الأسطول من الإبحار لأسباب سياسية، لا علاقة لها بسلامة السفن، فقد أصبح من الواضح أن هناك صراعا سياسيا بين النشطاء وبين الحكومة اليونانية.
دواع أمنية
وكان مراسل الجزيرة في أثينا قد ذكر بأن السلطات اليونانية منعت الجمعة إبحار الأسطول, وأوقفت قواتها البحرية إبحار قارب حاول تحدي قرار المنع الذي بررته السلطات اليونانية بأسباب أمنية.
وأضاف المراسل أن السلطات اليونانية تمنع الأسطول, المؤلف من عشر سفن وقوارب محملة بالمساعدات ويشارك فيه 300 ناشط من 22 دولة, من مغادرة الموانئ التي يرسو فيها منذ أيام.
وأضاف أن سفنا يونانية حاصرت قاربا يقل عشرات الناشطين الأميركيين المشاركين في الحملة حاول الإبحار إلى غزة.
وقال ناشطون على متن القارب في رسائل على موقع تويتر إن قوارب لحرس السواحل اليونانيين اعترضتهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشطة أميركية أن القارب كان محملا بـ3000 رسالة تضامن مع المحاصرين في غزة.
تأجيل لا إلغاء
واعتبر الناشط اليوناني في مؤتمر صحفي عقده النشطاء في أثينا أن موقف الحكومة لا يمثل موقف الشعب اليوناني المتضامن مع جميع الشعوب المتطلعة إلى الحرية، وأنها تسعى إلى بيع جسد وروح اليونان، وتقدم على أعمال إجرامية بحجة المصلحة الوطنية.
ووعد بالعمل على إفشال مساعي الحكومة لتحويل اليونان إلى غزة أخرى، ونبه إلى حالة من الامتعاض لدى بعض المسؤولين في المرافئ اليونانية وأجهزة حكومية أخرى، جراء التعنت الرسمي تجاه الأسطول، مشيرا إلى أن السفينة التي تعرضت للتخريب ستكون جاهزة للإبحار في اليومين القادمين.
بدوره، قال رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عرفات ماضي إن أحد الخيارات لدى الناشطين قد يكون تأجيل انطلاق الأسطول لبعض الوقت، ولكن المحاولة لن تنتهي.
وأضاف أن حركة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في ازدياد مضطرد، وأن الحملة الحالية لن تكسر الحصار لكنها ستكون جزءا من عملية تراكمية من الجهود والنضالات.
وتحدث النشطاء في المؤتمر عن تدخل قوات خاصة يونانية في إحدى سفن الأسطول، في خرق واضح للمعاهدات الدولية، وحذروا الحكومة اليونانية من غضب الشعب وتكرار سيناريوات ساحة التحرير وتونس وغيرها.
التأييد الأعمى
وفي سياق الاحتجاجات على قرار الحكومة اليونانية، وطرح النشطاء خيار القيام بفعاليات احتجاجية أمام السفارتين الأميركية والإسرائيلية وأمام الوزارات المعنية، وتحريك هيئات المجتمع المدني اليوناني لمساندة حملتهم.
وكان عشرات النشطاء من الحملة ومناصريها قد نظموا تظاهرة واعتصاما أمام سفارة الولايات المتحدة الأميركية في أثينا، محتجين على ما وصفوه بالتأييد الأميركي الأعمى لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وبطشه بالفلسطينيين، وعرقلة انطلاق الأسطول بشكل متعمد.
وردد المتظاهرون، وأغلبهم من جنسيات أميركية وأوروبية، هتافات الحرية لفلسطين و"نحن قادمون يا غزة"، قبل أن تبعدهم الشرطة اليونانية من أمام السفارة إلى الرصيف المقابل.