بعضها مثل فشلوم وسط العاصمة وضواحي طرابلس الشرقية، عرادة وسوق الجمعة وتاجوراء.
وكان لحصول الثوار على أنواع مختلفة من الأسلحة أثر بتطوير المواجهة مع الكتائب، إذ باتوا ينفذون عمليات محددة ضد دوريات الكتائب وتجمعاتها ونقاط التفتيش المنتشرة بالمدينة.
كما يبتكر الثوار طرقا متنوعة لإعلان تأييدهم لثورة 17 فبراير مثل طباعة أحجام صغيرة لعلم الاستقلال يلصقونها على السيارات، وإطلاق بالونات على شكل ذلك العلم ورفعه أحيانا على مبان معروفة ككليات الجامعات ومقار حكومية.
انتهاكات متزايدة
ووفقا لوكالة التضامن للأنباء الليبية فإن عدد المعتقلين بطرابلس فاق خمسين ألف معتقل، وكانت ذات الوكالة قد ذكرت قبل أيام نقلا عن مصدر أمني بمعسكر باب العزيزية أن أجهزة الأمن التابعة للقذافي تعتقل داخل المعسكر أكثر من ثلاثين ألفا، مؤكدة أنهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة.
ولعل من أسوأ ما نقل عن مصادر داخل المدينة ما تقوم به كتائب القذافي من تجنيد لأطفال لا يتعدون الرابعة عشرة، ونقلهم لمناطق المواجهات، وكان ثوار مصراتة قد أكدوا عثورهم على أطفال تم تجنيدهم بالقوة بصفوف الكتائب المحاصرة للمدينة.
فيما أكد المتحدث باسم الثوار بالمدينة للجزيرة أن الكتائب تجوب بسيارات مجهزة لالتقاط المكالمات الهاتفية سعيا لمعرفة نقاط الاتصال بين الثوار أنفسهم، ومع وسائل الإعلام من جهة أخرى.
كما لجأت الكتائب لتقطيع وعزل أحياء وضواحي المدينة عبر حصارها وتضييق حركة الخروج منها والدخول إليها، كما هو الحال بضواحي طرابلس الشرقية سوق الجمعة وتاجوراء، وكذلك منطقة فشلوم التي عانت طويلا من حصار خانق.
وأما خارج المدينة فتتزايد نقاط التفتيش والحواجز الأمنية المحاصرة من كل جهاتها بالكتائب الأمنية، في ورشفانة شمال غرب طربلس عند المايا وتتجه جنوبا حتى منطقة العزيزية (غير باب العزيزية). وشرقا يحكم السيطرة عليها عدد من الكتائب الأمنية لتلتقي مجددا بمنطقة العزيزية.
وما يزيد معاناة سكان المدينة النقص الشديد بالغذاء والوقود والدواء.
تحركات الناتو
بعد تلكؤ بحسب وصف الثوار بدأ الناتو توجيه ضربات متواصلة لترسانة القذافي العسكرية، حيث دمر طائرات بقاعدة امعتيقة، كبرى القواعد الجوية بليبيا. وواصل استهداف مراكز الاتصال والقيادة لقوات القذافي ومقار الاستخبارات مثلما حدث لمركز قيادة الاستخبارات بشارع الزاوية.
وكان معسكر باب العزيزية الهدف الأكثر قصفا من قبل الناتو للحد الذي قال فيه القذافي إن أحد أبنائه وثلاثة من أحفاده قضوا بإحدى غارات الحلف.
ومع ازدياد الخناق حول العقيد بطرابلس تسارعت الأنباء المشيرة لانشقاقات متوالية لضباط وعسكريين وعناصر شرطة، من أشهرها انشقاق أكثر من مائتين من ضباط الجيش الشهر الماضي.
ثوار حول طرابلس
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن الثوار بالمنطقة الغربية يخططون للزحف على العاصمة من خلال تضييق الخناق على القذافي بقطع إمدادات الوقود إليه، وكانوا قد قطعوا فعليا الخط الذي يغذي مصفاة الزاوية غربي طرابلس.
وأكد الثوار للصحيفة أنهم يسعون لإعادة السيطرة على مدينة غريان لقطع طريق إمداد رئيسي يصل لجنوب العاصمة يتحصل منه القذافي على شحنات وقود من بعض دول الجوار، كما يواصل الثوار حث السلطات التونسية لتمنع دخول الإمدادات النفطية من معبر رأس إجدير الحدودي.
وأكد الثوار تواصلهم مع أعيان بالمدينة ومسؤولين بنظام القذافي بغية حفظ العاصمة من التعرض لأي عمليات تخريب أو نهب بعد سقوط النظام، فقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية نقلا عن أمين بالحاج عضو المجلس الانتقالي أن الثوار بشرق ليبيا على اتصال وثيق بشبكة من معارضي النظام والتي تنشط سراً بطرابلس.
وذكر بالحاج أنهم يجرون محادثات سرية عبر سكايب وهواتف الأقمار الاصطناعية للتحضير لسقوط القذافي. ويحاول الثوار عبر هذه الاتصالات تقدير تأثير ضغوط الغارات الجوية للناتو على الروح المعنوية لكتائب القذافي بطرابلس، وإشراك المعارضة السرية بإستراتيجيتهم للإطاحة بنظامه.