وديع عواودة-حيفارغم تصاعد الضغوط وعمليات التحريض الإسرائيلية يؤكد قادة فلسطينيي الداخل على مشاركتهم في أسطول الحرية الثاني نهاية الشهر الجاري، مشددين على حيوية مواصلة النضال لإخراج غزة من قفصها السياسي.وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية
اليوم عن تصعيد سلاح البحرية في جيش الاحتلال لتدريباته على مواجهة أسطول الحرية الثاني في عرض البحر، وعن بنائه سجنا في النقب لتجميع المتضامنين فور اعتقالهم.
وتواصل الصحف الإسرائيلية حملاتها على القيادات الفلسطينية داخل أراضي 48 التي أعلنت قرارها بمشاركتها بأسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة.
وتنقل اليوم عن رئيس لجنة الكنيست النائب ياريف لفين زعمه بأن اللجنة العليا لمتابعة شؤون فلسطينيي الداخل تساهم في تنظيم الأسطول الثاني، وتمويل نفقات مشاركة مندوبي الأحزاب العربية كما فعلت في الأسطول الأول.
ودعا لفين وزير الدفاع اليوم لإصدار أمر يخرج لجنة المتابعة العليا خارج القانون لتأييدها "جهات إرهابية".
سلاح الاحتلال
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نشرت قبل أيام صورا تزعم أنها تشكل دليلا على وجود أسلحة على سفينة "مرمرة" قبل سنة خلال مشاركتها ضمن أسطول الحرية في مايو/ أيار 2010، وعلى مقربة من القيادية في التجمع الوطني الديمقراطي عضو الكنيست حنين الزعبي التي شاركت في حملة كسر الحصار.
من جهتها تؤكد الزعبي أن السلاح الوحيد الذي شاهدته على السفينة هو سلاح الجيش الإسرائيلي، وبه تم قتل تسعة متضامنين مدنيين، متحدية أن تنشر الصور والتسجيلات الكاملة الخاصة بالهجوم على الأسطول.
ولفتت إلى أن النشر اليوم يتم لمآرب تحريضية، ويؤجج المحاكمة السياسية والإعلامية التي تتعرض لها منذ أكثر من عام.
وفي تصريح للجزيرة نت شددت حنين زعبي على أنها تتعرض لملاحقة سياسية، وتساءلت لماذا تنشر الصور الآن وقبل انطلاقة أسطول الحرية الثاني؟ أين كانت هذه الصور؟ من قرر نشرها، لماذا لم تأخذ الصحيفة تعقيبي؟
وقالت إن من ينشر هذه الصور المشوهة المبتورة من سياقها يدرك أنه يخاطب "رأيا عاما عنصريا منغلقا، تحكمه كراهيته"، وتساءلت: إذا كان الناشطون قد حملوا السلاح فلماذا لم يستعملوه؟
حملات الترهيب
وشددت العضو في الكنيست على أن حملات الترهيب والتهديدات الإسرائيلية لن تردعها عن المشاركة في أسطول الحرية الثاني ضمن مساعيها لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو أربع سنوات.
وهذا ما يؤكده رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد زيدان الذي شدد على حيوية تلبية دعوة ائتلاف أسطول الحرية الثاني، لافتا إلى أن عشرة من قيادة "المتابعة" سيشاركون بالأسطول.
وشدد زيدان في تصريح للجزيرة نت على ضرورة مواصلة النضال حتى كسر الحصار عن غزة لافتا إلى أنها مازالت محتلة ومحاصرة برا وبحرا وجوا رغم فتح معبر رفح.
وتابع "المشكلة ليست غذائية فحسب بل هي قضية سياسية ورمزية، فإسرائيل تحاصر مليونا ونصف مليون إنسان من شعبنا بدافع سياسي يتمثل بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فهل نقف مكتوفي الأيدي؟".
غزة في قفص
ويوضح زيدان -الذي اعتقلته إسرائيل ورئيسي الحركة الإسلامية بشقيها الشيخين رائد صلاح وحماد أبو دعابس لمشاركتهما بأسطول الحرية الأول- أن فلسطينيي الداخل يرفضون استمرار وجود غزة داخل " قفص"، مشيرا إلى الواجب الإنساني والوطني بالتكافل مع أهلها.
وقال إن "الوقت قد حان كي ينتهي حصار غزة الظالم ليعيش أشقاؤنا أحرارا وسنشارك بأسطول الحرية الثاني رغم تصعيد التهديدات الإسرائيلية".
يُشار إلى أن آخر تقرير صدر عن الأمم المتحدة يؤكد أن الحصار منذ فرضه عام 2007 يتسبب ببقاء نسبة البطالة في غزة الأعلى في العالم (45%) بينما انخفض معدل أجور العمال بنسبة 34.5%.
ومن المنتظر أن تحدد لجنة المتابعة العليا عقب اجتماعها في الناصرة السبت، هوية المشاركين العشرة من فلسطينيي الداخل في أسطول الحرية الثاني.
ولفتت لبنى مصاروة -واحدة من منسقات الائتلاف الدولي لأسطول الحرية للجزيرة نت- إلى أن نحو 1200 متضامن دولي من مائة دولة سيشاركون في الأسطول نهاية الشهر، وأن مليون مواطن تركي سجلوا للمشاركة به دعما لقطاع غزة.