خالد المهير-بنغازييترقب الليبيون في بنغازي بين لحظة وأخرى وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى مدينتهم، وبرفقته رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، وذلك في زيارة تأتي في مرحلة يقترب فيها حسم الصراع
بين الثوار ونظام العقيد معمر القذافي.
وقد أشار وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قبل أيام قليلة إلى مرحلة الحسم هذه بقوله إن اللقاء المقبل مع الصحفيين سيكون في العاصمة طرابلس، في إشارة صريحة إلى قرب سقوط نظام القذافي.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قاريونس صالح السنوسي إن زيارة ساركوزي لبنغازي تكتسي أهمية، لكنه شكك في أنها ستكون الأخيرة للمدينة قبل رحيل القذافي.
وأشار السنوسي في حديثه للجزيرة نت إلى ما سماها جملة من الاعتبارات والمصالح في إستراتيجية فرنسا المستقبلية في المنطقة عموما وليبيا بشكل خاص.
مكاسب
وقال إن فرنسا تساهم حاليا في تنفيذ قرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الزيارة المرتقبة لساركوزي تأتي حرصا على عدم فقدان فرنسا لمكانتها في شمال أفريقيا، إضافة إلى تجنب الانتقادات الداخلية كما حدث مع موقفها من ثورتي تونس ومصر.
وأشار الأستاذ الليبي إلى أن ساركوزي يسعى إلى مكاسب انتخابية بدفاعه عن القيم التاريخية الفرنسية ودعمه للحريات، مؤكدا أنه يريد أن يظهر بصورة الرئيس الذي لا يتحدث فقط بلغة الأرقام والمصالح، وإنما الرئيس الذاهب إلى جبهة قتال شرسة ضد نظام دكتاتوري راحل لا محالة.
ومن جهته، أكد مدير إذاعة "ليبيا الحرة" خالد علي أن زيارة الثنائي الأوروبي تهدف "لإيجاد موطئ قدم في دولة ليبيا المستقبلية القائمة على الدستور والتعددية والديمقراطية".
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن العالم يشاهد اليوم ليبيا أخرى تختلف عن ليبيا القذافي، مشيرا إلى أنه على هذا الأساس سوف تكون المباحثات والمفاوضات بين ممثل الشعب الليبي والضيوف من موقع الندية.
وقال خالد علي إن القذافي كان يبحث عن أمجاده الشخصية من خلال التحالفات الإقليمية والعربية والأفريقية، مشددا على ضرورة وضع مصالح الشعب الليبي على قائمة الأولوية خلال زيارة ساركوزي وكاميرون.
أما المحلل السياسي منير القعود، فقد اعتبر أن زيارة رؤساء دول فاعلة في منظومة المجتمع الدولي بحجم فرنسا وبريطانيا يجب عدم إغفال أهميتها، خاصة وأنها تأتي في وقت يشن فيه القذافي ما سماها حرب إبادة على شعبه.
تحذير
وتوقع المحلل السياسي في تصريح للجزيرة نت أن يتمتع المجلس الوطني الانتقالي الليبي بقدر كبير من الحنكة في رسم المعادلة المفترضة بين ليبيا الحديثة وأوروبا.
وحذر القعود المجلس من التورط في "تعهدات أو تطمينات بعيدة المدى" على الأصعدة الأمنية والاقتصادية، مضيفا أن القلق ينتابه من تعهدات لا تراعي العلاقة الطبيعية بين "ليبيا الحرة "ودول العالم الآخر.
كما دعا إلى الاستفادة من الزيارة في زيادة الضغط على حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتكثيف ضرباته الجوية على مراكز قيادة قوات القذافي.
وأعرب القعود عن أمنياته بأن لا تكون زيارة الرئيس الفرنسي لبنغازي من أجل البحث عن ممول عربي أو من أجل طلب تمويل لقوات الناتو.