كتاب " انكسار مرآة السماء .. مؤامرة لأخفاء صورة مصر القديمة " يثير ضجة عالمية
بوفال وعثمان اصدرا كتاب اتهما فية فاروق حسنى وحواس بالمؤامرة على اثار مصر
وفاروق حسنى وحواس اتهما المؤلفان بالعمالة للصهاينه .. والكتاب جاء بسبب طردهما من العبث بالاثار
الدلائل الواقعية تؤكد مجاملة الفريقان للصهاينة بدرجات متفاوتة
بوفال نظم محاضرات تناصر الصهاينة وزعم وجود سجلات تحت اقدام ابو الهول
عثمان كتب اخطاء فادحة عن اخناتون ورمسيس وايضاً عن موسى ويوسف ( عليهما السلام )
فاروق حسنى جامل الصهاينة قبل تولية الوزارة واستمر فى التطبيع بعد ان اصبح وزيراً
زاهى حواس شهد مع فاروق حسنى عبث الصهيونى ميشيل جار فى احتفالية الالفية بالاهرامات
وذكر الكتاب ان فاروق حسنى بذل مجهوداً كبيراً للسيطرة على هيئه الاثار منذ تولية وزارة الثقافه ، الا انه عندما وجد معارضه شديدة من الدكتور احمد قدرى الذى كان يمتلك شخصية عميدة ولا يقبل بتدخل فاروق حسنى ، لكن الوضع تغير مع ظهور د. زاهى حواس خصوصاً مع تعيينة مديراً لأثار الاهرامات عام 1987 ويرى الكتاب انه بعد تعيين د. حواس رئيساً للأثار ظهرت الاف القطع الاثرية المصرية فى الاسواق العالمية ، وانة تم منح سوزان مبارك حق التدخل فى الشأن الثقافى
ومن جانبهما رد فاروق حسنى وزاهى حواس على هذة الاتهامات بأن ماذكرة المؤلفان يرجع الى انهما يعملان بأفكار يهودية صهيونية وانهما - اى حسنى وحواس - منعهما من العبث فى اثار مصر فأصدرا ضدهما الكتاب من باب التشفى وتصفيه الحسابات والمعلومات المغلوطة
واذا كانت هذة رؤية مؤلفا الكتاب - روبرت فال واحمد عثمان - ورد " فاروق حسنى وزاهى حواس " فأننا نرى ان كل من الفريقان ذكر جزء من الحقيقة واتفقوا عليها جميعاً وهى الاتهامات المتبادلة بمجاملة الصهيانة حتى لو كانت بدرجات متفاوتة
ففاروق حسنى هو الذى اعد تمثيلية " ركيكة " حملت عنوان سقوط حجر من كتف ابو الهول لأبعاد د. احمد قدرى من رئاسة هيئة الاثار ، وكان د. حواس وقتها يشغل مدير اثار الهرم
وارجع د. احمد قدرى حقيقة ابعادة ( فى ندوة عقدت بنقابة الصحفيين ) الى تصدية للبعثات اليهودية الصهيونية ورفضة لعملها فى مصر الى جانب رفضة للتطبيع بشكل عام فى مجال الاثار فتم اصطناع تمثيلية بسقوط حجر من كتف ابو الهول لتكون زريعة لأستبعادة
اما عن دلائل مجاملة فاروق حسنى للصهاينة فهى لاحصر لها بل تمتد جذورها حتى قبل أن يشغل منصب وزير الثقافة ويشهد على ذلك مذكرة الفنانة إنجى أفلاطون التى سجلت فيها احتجاجها على فاروق حسنى وقت أن كان يشغل الملحق الثقافى المصرى عام (1981م) – حيث فوجئت بأن موقع معرضها الفنى بباريس فى وجود تخصيص جناحين فى منتصف القاعة الكبرى " بالجران باليه " : أحدهما لمصر وآخر لإسرائيل يكادا أن يكونا متلاصقين تماماً مع تركيز معروضات إسرائيل وأفلام دعائية عن عظمتها والقدس العاصمة الأبدية لها : وبيع " كتالوج " المعرض فى ركن حافل بالملصقات والدعاية الصهيونية بينما المفروض أن يكون هذا الركن عاماً للمعرض وليس لأحد الدول العارضة !..
وذكرت الفنانة إنجى أفلاطون فى مذكرة احتجاجها : أننى أؤكد أن هذه الجمعية الفرنسية الصهيونية قد استطاعت أن تحقق أغراضها السياسية من إبراز تعاون مصرى إسرائيلى .. وأضافت لقد أتصلت عقب ذلك بالملحق الثقافى المصرى فاروق حسنى لأسجل أحتجاجى على اشتراك مصر فى هذا المعرض بالشكل المهين لكرامة التشكيليين المصريين خاصة وأننى علمت أن المستشار الإعلامى الإسرائيلى كان قد أقام مأدبة عشاء باسمه وباسم مصر – وبدون – علمها – إحتفالاً بهذا المعرض " المشترك " مما أدى الى احتجاج المسئولين المصريين على هذا التصرف ..
وطالبت بالتحقيق ومحاسبة سفارتنا بباريس وعلى وجه الدقة الملحق الثقافى والمستشار الثقافى المصرى آنذاك .
ومنذ تولى فاروق حسنى موقع وزير الثقافة وهو يتودد للإسرائيليين بصورة أو أخرى – حتى لو حاول البعض الكذب بتجميل وجهه
ففى عهد فاروق حسنى بوزارة الثقافة شاركت مصر فى معرض للآثار بأمريكا وهو معرض شارك فيه تاجر الآثار " نوربرت شمل " وورد فى مُذكرة المتحف المصرى وقتها أن اللجنة رأت هناك بعض القطع المذكور اسم إسرائيل .. وفى عهد فاروق حسنى سرقت برديات من المتحف المصرى تزعم إسرائيل أن لها علاقة بها .. وفى عهده أيضاً قام مستشار الرئيس الأمريكى " كلينتون " بسرقة آثار من سقارة .
وفى عهد فاروق حسنى تم الاستعانة بالمخرج اليهودى ميشيل جار لإحياء احتفالات الألفية والتى عرضت لرموز صهيونية ماسونيه.
وفى عهده أيضاً استضافت وزارة الثقافة عازف البيانو الإسرائيلى دانيال بارنبويم ومنحه " صك " الوطنية بالدافع عنه وبترويج له من صحيفة تعد صوت أمريكا فى مصر ولم يقل لنا أحداً ماذا يعنى قول المذكور بقبول الآخر سوى التسامح مع الاحتلال الإسرائيلى وهدم المستوطنات وقتل الفلسطينيين وليس العكس كما يروجون وإلا لماذا يحمل العازف المذكور الجنسية الإسرائيلية بجانب جنسيته الأصلية الأرجنتينية حيث مولده إلا لأنه يعمل من أجل الدولة العبرية !!. وفى عهد فارق حسنى صرح ذراعه الأيمن والحاصل على جائزته المسماة بجائزة " الدولة التقديرية " جابر عصفور بأن المجلس الأعلى للثقافة سيترجم كتباً إسرائيلية !
وفى عهد فاروق حسنى سمح بتوزيع مجلة إسرائيلية تحمل عنوان باسم عربى وهى مجلة " قوس قزح " والمجلة مكتوبة باللغة العربية حتى يقرأها الجميع وهى تروج لإسرائيل وتذكر إدعاءات كاذبة عن الحضارة اليهودية المزعومة !00أما الأخطر فهو طلب إسرائيل استعارة قطع أثرية بزعم أن عليها نقوش عبرية ومن ذلك ما جاء بمحضر اللجنة الدائمة للآثار المصرية :
وهو ماجاء فى طلب اميرد رورى من متحف روكف لر للآثار الإسرائيلية " بأنه بناء على الاتفاقية بين هيئة الآثار المصرية ونظريتها الإسرائيلية سيرسل إلى مصر كل الاكتشافات والتقارير العلمية .. وجاء فى طلبه ( حسب نص محضر اللجنة الدائمة للآثار المصرية ) أنه يوجد فى متحف إسرائيل كمية صغيرة من الآثار عُثر عليها بموقعين فى سيناء ومعروضة بالمتحف ويطالب بإعادتها ، ويدعو أثنين من مفتشى الآثار المصرية لديهما رخصة غوص ليكونا ضيوفاً على إسرائيل فى قسم الآثار البحرية ، ووجه الدعوة لأمين المجلس الأعلى للآثار بمصر لحضور معرض إسرائيل يحمل عنوان ( معرض سيناء فى المتحف الإسرائيلى بالقدس ) "
وهذا الطلب يكشف – للأسف – عن وجود اتفاقية تعاون بين مصر وإسرائيل رغم إدعاء فاروق حسنى وزير الثقافة بعدم وجود تطبيع مع إسرائيل.
كما أن خطورة ما يطلبه الإسرائيليين يتعلق بالزعم بوجود نقوش عبرية على القطع وقد سبق لهم الزعم بأن نقوش عبرية على الآثار بسيناء تتعلق بموضوع هيكل سليمان ( المزعوم ).
هذا ومن المعروف ان احتفالية الالفية فى مطلع عام 2000 جرت وكان د. حواس يشغل مديراً لأثار الهرم ، وتم استضافة اليهودى الصهيونى ميشيل جار ليحيى الاحتفالية والذى استخدم الليزر بوضع الرموز الماسونية على الهرم واغفال الحضارة المصرية .. وتجدر الاشارة ايضاً الى اصدار د. حواس قراراً بنقل عمود مرنبتاح عام 2008 من موقعه الاصلى بالمطرية بدعوى ترميمة - وهو عمود يزعم الصهاينة علاقتهم بنقوشة - ولم يعد العمود الى موقعه الاصلى حتى اليوم
اما عن وصف حسنى وحواس لمؤلفا الكتاب بوفال وعثمان بأنهما يروجان للصهاينة على حساب اثار مصر فهذا حقيقى ايضاً
مغالطات بوفال وعثمان
فاروبرت بوفال متورط ايضاً فى احتفالات الالفية لصالح الصهاينة
فافى اواخر عام 1999 صدر فى لندن كتاب لـ بوفال بعنوان
chamber secret
" الحجرة السرية " اعلن فية انة سيتم الكشف عن حجرة سرية داخل الهرم الاكبر ، وهو نفس ماذكرة ادجار كيس مؤسس جماعة البحث والتنوير الماسونية الصهيونية بالزعم بوجود اوراق للسجلات داخل غرفة بالهرم ( وهو ما ادى ايضاً الى تخوف العديد من العلماء عند قيام مجلس الاثار بالتعاون مع الجمعيه الجغرافية الامريكية بعمل ثقوب داخل غرفة بهرم خوفو )
وفى كتابة " لغز الاوديون " يقول روبرت بوفال ان اوزوريس كان اول الملوك الفراعنة الذين حكموا مصر ، عاش قبل الملك مينا موحد الارضين بفترة طويلة
كما يرى ان غرفة الملك خوفو فى الهرم الاكبر هى غرفة اوزوريس ، وان النفق الجنوبى الموجود بها يشير الى مجموعه النجوم الاوديون فى السماء التى صعدت اليها روح اوزوريس بعد موتة
( يذكر للدكتور حواس انة كتب مذكرة بتاريخ 31 يونيو 1996 الى رئيس العلاقات الثقافية الخارجية يشكو من بوفال وعدد من الاجانب ووصفهم بأنهم هواة يقومون بحملات منظمة ، وانة يلقى ومعة جرام هانكوك محاضرات فى اوروبا وامريكا تحرض ضد مصر وتنشر اكاذيب ، بل جمع توقيعات لحث السفارة الامريكية لعمل ضغوط على المسئولين فى مصر )
اما عن احمد عثمان فهو على خلاف دائم ومعروف مع د. زاهى حواس ، حتى ان د. حواس قام بطردة ومنعه من حضور احد المؤتمرات بالقاهره معلناً انة - اى عثمان - يعمل لصالح الصهاينة فى تشوية الحضارة المصرية ، كما وص فد. حواس لة بأنة شخص مستفز وكان يعمل راقصاً فى الفنون الشعبية ثم سافر الى لندن ونجح اليهود فى استقطابة ولة اربعه كتب يدَعى فيها ان الحضارة المصرية من صنع العبرانيين ، بل ويزعم ان موسى - علية السلام - هو اخناتون واليهود هم اصحاب الحضارة الفرعونية !
وعن زعم احمد عثمان بان موسى - علية السلام - هو اخناتون فقد نشرة عثمان فى كتاب
فى مجلة العصور الجديدة (15) وكذلك فى كتاب بعنوان : Moses Pharaoh Egypt, The Mystery Of Akhenaton Resolved
وترجمه موسى فرعون مصر ، حل غموض شخصية " أخناتون " هو نفسه " نبى الله موسى – عليه السلام " وملآه بكل ما يتعارض مع الحقائق التاريخية والروايات الدينية والعقل والمنطق
ردود العلماء
وقد رد العلماء على هذه المهاترات التى يثيرها احمد عثمان ومن أبرز ردود العلماء المتخصصين كان رد د. عبد المنعم عبد الحليم أستاذ التاريخ القديم والآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وجاء رده المفحم على مغالطات احمد عثمان
المغالطة الأولى :
وهى إدعاء السيد احمد عثمان ان اخناتون ولد فى بلدة ثار والقريبة من القنطرة فى شرق الدلتا فإن هذا الإدعاء ، قائمين على عدم رجوع السيد احمد عثمان للاسم الهيروغليفى للبحيرة التى أهداها الفرعون أمنحتب الثالث لزوجته الملكة تى واسمها الهيروغليفى هو " زعرو – خاء " ومكانها الحالى " بركة هابو " فى منطقة مدينة هابو فى غرب الأقصر وإنما قرأ الاسم فى المراجع الإنجليزية التى كتبته بدون حرف العين كما يلى Zarw-Kha لعدم وجود حرف العين فى اللغات الأوروبية كما هو معروف ، كما أن السيد احمد عثمان حول حرف الزاى فى بداية الكلمة (Z) الى حرف الثاء ونطق الكلمة ثارو ثم اسقط المقطع الأخير من الكلمة وهو " خا " وبذلك يثبت تعمده فى تحريف الكلمة إلى ثارو وهو أم المدينة الواقعة فى شرق الدلتا وذلك لكى ينقل أحداث طفولة وشباب أخناتون من مدينة طيبة عاصمة مصر حيث عاش أبوه أمنحتب الثالث وأمه تى اى شرق الدلتا حيث توجد أرض جاسان التى سكنها بنو إسرائيل لكى يلبس أخناتون شخصية " موسى – عليه السلام " دون أى مراعاة لحقائق التاريخ المصرى القديم .. ورغم انهيار الأساس الذى أقام عليه كتابه كله وهو أن " زعرو – خا " الواقعة غرب طيبة هى ثارو الواقعة فى شرق الدلتا – رغم أن هذا الانهيار يؤدى إلى انهيار كل ما ورد فى كتابه ويصبح لغواً لا قيمة له فإننى رغم ذلك سأسترسل فى نقد باقى مغالطاته ..
المغالطة الثانية :
وهو إدعاء السيد احمد عثمان أن كلمة " عمران " التى هى أصل التسمية تل العمارنة فى رأيه ليست اسم والد موسى بل هى الجزء الأول من اسم الإله آتون الذى ينطق " ام ر ن " وهنا تجلى تعمد السيد احمد عثمان المغالطة لأن هذا الجزء الأول من أسم آتون يخلو من حرف العين وهو الحرف الأول من كلمة " عمارنة " كما أن عبارة " ام ر ن " هذه ليست اسماً بل هى جزء من جملة وقراءتها الكاملة هى " ام – رن – اف " ومعناها باسمه أى باسم الإله آتون فكيف تتحول مقدمة جملة هيروغليفية ناقصة إلى اسم عربى هو العمارنة ؟ أن هذا من أغرب ما صادفته بحوث علم المصريات بل ربما أغربها جميعاً .
المغالطة الثالثة :
وتتصل بالمغالطة الثانية وهى إدعاء السيد احمد عثمان أن كلمة " ملوى " وهو اسم المدينة التى تقع فى تل العمارنة فى نطاقها يرجع فى أصله إلى كلمة " لاوى " وهو اسم الجد الأكبر لموسى وهذه المغالطة أغرب من السابقة إذ كيف يشتق اسم مكان فى الصعيد من اسم جد إسرائيلى تعيش ذريته فى أقصى شمال شرق الدلتا ، ولو رجع السيد احمد عثمان إلى القواميس الهيروغليفية والقبطية لوجد أن كلمة " ملوى " أصلها فى اللغة القبطية " منلاو " التى اشتقت من " مرو " التى ترجع فى أصلها إلى الكلمة المصرية " مرى " أو " مريت " بمعنى " ميناء " لأن المدينة كانت ميناء للمقاطعة السادسة عشرة الفرعونية التى تمتد حتى حدود المنيا وعلى ذلك فليس هناك أدنى صلة بين كلمة ملوى وبي الاسم لاوى الجد الأكبر لموسى .
المغالطة الرابعة :
إدعاء السيد احمد عثمان أن الكاهن " آى " Aye كان عم أخناتون والأدلة الأثرية تخالف ذلك تماماً فلم يرد فيما دونه الكاهن " آى " الذى أصبح ملكاً على مصر بعد موت توت عنخ آمون- لم يرد فيما دونه أى إشارة إلى انتسابه للأسرة الملكية بل لأنه لكى يكسب مركزاً متميزاً تزوج من مرضعة الملكة نفرتيتى المسماة " تى " ..
المغالطة الخامسة :
إدعاء السيد احمد عثمان أن صولجان الحكم كان على هيئة عصا يعلوها شكل ثعبان من البرونز وهذا يخالف تماماً كل الصور والرسوم التى ظهر فيها هذا الصولجان الذى كان على شكل عصا معقوفة وهى فى الأصل كانت عصا الراعى فى عصور ما قبل التاريخ المصرى القديم وبعد معرفة المصريين للكتابة الهيروغليفية كانت تكتب كعلامة هيروغليفية مقطعية تنطق " حقاً " ومعناها " حاكم "
المغالطة السادسة :
إدعاء السيد احمد عثمان بأن الذى سخر بنى إسرائيل فى بناء مدينة رعمسيس هو القائد رمسيس وهذا خطأ كبير لأن الأدلة الأثرية تثبت أن الذى شيد مدينة " رعمسيس " هو الفرعون رعمسيس الثانى وكانت المدينة تنسب إليه فى النصوص الهيروغليفية باسم " بى – رعمسو مرى آمون آى " مدينة رمسيس محبوب آمون .. وقد أسس رمسيس الثانى هذه المدينة فى شرق الدلتا لتكون عاصمة حربية لقربها من ميادين حروبه فى الشام ..
المغالطة السابعة :
إدعاء السيد احمد عثمان أن أخناتون ( موسى ) خرج ببنى إسرائيل من مدينة ثارو ولا يعرف من أى مصدر جاء السيد احمد عثمان بهذه المعلومة فإن المصدر الوحيد لها هو التوراة التى ذكرت فى سفر الخروج أن " موسى – عليه السلام " خرج ببنى إسرائيل من مدينة رعمسيس كما يلى : " فأرتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت " ( إصحاح 12-37 ) فلماذا يغالط السيد احمد عثمان ولماذا يسرق المعلومات التى ليس لها أى مصدر !..
لا شك أن هذا الأسلوب فى المغالطات ولى المعلومات دون أى سند بطريقة هى أقرب إلى الفبركة وتزييف التاريخ ..هذا الأسلوب يجعل كتاب السيد احمد عثمان من قبيل الأوهام والخزعبلات تحقيقاً للهدف الخبيث من ورائها كما ذكرت سابقاً ، ( اذ ربما خضع صاحبها المقيم فى لندن لتأثير الدوائر الأجنبية المعروفة بعدائها لمصر والنيل من حضارتها القديمة.. أما العجيب فإن احمد عثمان عاود تكرار نفس الحجج والأسانيد فى مجلة عصور والأعجب ما جاء فى تعليق المجلة والتى كتبت تشكو من غياب الأفق الثقافى والسياسى ، وأن كل سطر مما يقوله احمد عثمان كفيل بإثارة معركة إن كان علماء الآثار لدينا يتمسكون بأفق حر يسمح بالنقاش (!!)
وماحدث من اوهام لعثمان فى اخناتون وموسى علية السلام تكرر فى رؤيتة ليوسف - علية السلام - حيث ذكر معلومات خاطئة تميل للتعاطف مع اليهود والاسرائليين وذلك فى كتابة " غريب فى وادى الملوك - مومياء يوسف الصديق فى المتحف المصرى " وكذلك فى مقالات مختلفة اكد فيها ان " يويا " - احد كبار رجال الدولة فى عصر الملك امنحتب الثالث ووالد المكلمة تى هو يوسف " علية السلام " - وهو مايخدم هدفاً صهيونياً بسحب فكرة الوحدانية التى اعلنها الملك اخناتون ونسبها الى اسرائيل
وقد رد العلماء المتخصصون وفندوا هذة الادعاءات ومنها ماجاء فى مقال للدكتور زاهى حواس تحت عنوان " نموذج للمصريين المؤيديين للأفكار الصهيونية فى الاثار المصرية " قال فية
خرج علينا – منذ أوائل الثمانينات – السيد احمد عثمان – وهو الهاوى للقراءة فى علم المصريات وليس متخصصاً أو على درجة علمية بهذا العلم – خرج بالعديد من التخيلات فى محاولة منه للتقريب بل التوحيد بين الشخصيات التاريخية المصرية القديمة العامة وبين أنبياء الله خاصة أنبياء بنى اسرائيل منهم .
كانت أكبر أوهامه وتخيلاته فى كتابه الذى صدر بالإنجليزية تحت عنوان Strangers In The Valley Of Aeings. وفيها ترك العنان لخياله الذى قاده – وأظن أنه كان مُقاداً فى ذلك – إلى عدة تخيلات حول شخصيات الأنبياء ووجودهم فى مصر ؛ فبدأ " يوسف – عليه السلام " وقال أنه الموظف " يويا " حمى الملك " أمنحتب الثالث " من ملوك الأسرة الثامنة عشر ، ثم قال عن موسى أنه أخناتون وعن المسيح أنه توت عنخ آمون ، بل وشكك فى مصداقية القصص القرآنى إذ يرى السيد احمد عثمان أن من قصص القرآن ما لها يمكن تصديقه كقصة أصحاب الكهف التى ليس لها دليل أثرى يؤكدها على حد قوله ! وكان ذلك بمقاله فى أحد الأعداد الأخيرة عجلة " عصور " التى تصدر عن " دار نشر سينا " وهو ما دعا الدكتور زاهى حواس..
للرد على إدعاءات السيد احمد عثمان لتوضيح بعض الحقائق عن تلك الإدعاءات أمام جمهرة المصريين محاولين بذلك تنبهم إلى خطورة محاولات الأعداء ، هم ومن استقطبوهم من أبناء مصر من أجل سلب الحضارة المصرية بقوله :
وما كان لأقلام العلم أن تقف عن بحثها من أجل الرد على مثل تلك الأوهام والإدعاءات التى يخرج بها الهواة ومن هو ذى مصلحة فى نسب الحضارة المصرية إلى غير المصريين وخاصة بنى إسرائيل – لولها خطورة ما وصلت إليه هذه الأوهام من انتشار بين الناس بفضل ما تتيسر لهؤلاء الدعاة المأمورين من صفحات جرائد ينشرون عليها أكاذيبهم ودور نشر ينسجون على مطابعها خيوط مؤامرة دنيئة لسرقة حضارة مصر من بُناتها المصريين وكذلك محطات تليفزيون يبثون من خلالها صوت الباطل يصل إلى كل الطبقات والفئات على الأرض .
فى حديثه عن سيدنا " يوسف – عليه السلام " وجد احمد عثمان بينه وبين شخصية المدعو " يويا " حمى الملك " أمنحتب الثالث " وقد عاشر " يويا " فترة كبيرة من العمر حيث عاصر الملوك تحتمُس الرابع وأمنحتب الثالث وأخناتون ، وقد أعتمد احمد عثمان على ما يراه أدلة قوية ومنها :
أولاً : التقريب اللفظى بين أسمى يويا ويوسف ، إذ كُتب اسم " يويا " بإختلافات كثيرة فى مقرته بوادى الملوك والمكتشفة عام 1905م ، وقد قربها جميعها من اسم سيدنا يوسف .
ثانياً : ما عُثر عليه من حلى بمقبرة " يويا " والتى يراها احمد عثمان هدية ملك مصر لـ " يوسف – عليه السلام " بعد ما فسَر له الحلم .
ثالثاً : زوجة " يويا " المصرية والتى تدعى " تويا " يراها احمد عثمان المرأة المصرية التى تزوجها " يوسف – عليه السلام " .
رابعاً : يرى احمد عثمان أن يويا أو يوسف – كما يراه – مل لقب أبو الفرعون حين تزوج أمنحتب الثالث من أبنه يويا ( يوسف كما يراه ) المدعوة " تى " فأصبح " يويا " حما أمنحتب الثالث لذلك حمل هذا اللقب .
وهذا نعنى ما ذكره احمد عثمان بمقاله نشرت فى جريدة الأخبار فى 3 مارس عام 1984م :
" تؤكد المراجع أن يوسف قد جاء إلى مصر مع قافلة التجارة الذين اشتروه بعد إخراجه من الجُب وباعوه بجورهم إلى عزيز مصر أيام الملك أمنحتب الثانى .. وفى عصره حدثت قصة محاولة زوجة العزيز لإغرائه ورفضه مخالفة تعاليم ربه ، مما أدى إلى دخوله السجن .. أما الملك الذى عينه وزيراً فهو ابن أمنحتب الثانى واسمه تحتمُس الرابع .. وازدادت أهمية يويا ( يوسف ) باعتلاء أمنحتب الثالث الحكم بعد تحتمُس الرابع وأزداد أهميته بعد زواج أمنحتب الثالث من " تى " ابنة " يويا " لذلك لقب بلقب أبو الفرعون " ..
وأخيراً يقول احمد عثمان فى ذات المقالة :
" أن قصة السبع بقرات والسبع سنابل التى لم يستطع أحد تفسيرها للفرعون سوى يوسف تتفق مع قصة الوزير " يويا " .
وكل هذه الاقتراحات المقدمة من السيد احمد عثمان لها تعدو كونها مجرد تخيلات لا أساس لها من الحقيقة وما من دليل علمى وأثرى يؤكدها ، ومن الممكن إيجاز رأى العلم فيما يلى :
أنجب " إبراهيم - عليه السلام " أبو الأنبياء إسماعيل وإسحاق عليهما السلام ، ومن بعد إسحاق يعقوب ( إسرائيل ) ومن بعده يوسف عليهم السلام .. ويعنى ذلك أن يوسع هو الجيل الثالث من أنبياء بيت إبراهيم عليه السلام.. وقد عاشوا جميعاً فى فترات زمنية متتابعة قد تزيد عن قرنين من الزمان وفقاً لتقدير التوراة لأعمار هؤلاء الأنبياء .
لقد زار " إبراهيم - عليه السلام " مصر وقابل ملكها الذى أجزل له العطاء ، ولم يكن نزول إبراهيم حادثة فريدة حيث أعتاد الآسيويين النزول الى مصر كلما أشتد بهم القحط فى بلادهم فينالون من كرم أهل مصر الخير الوفير ، كما كان نزولهم مصر أيضاً للتجارة .
وكان أقدم تصوير لزيارات الآسيويين ومنهم العبرانيين ذلك الذى وجد على جدران مقبرة حاكم المنيا خلال الأسرة الثانية عشر وهو المدعو " خنوم حوتب الثانى " والتى تقع فى منطقة بنى حسن بالمنيا ، حيث صورت جماعة آسيوية بلغ عددهم 37 رجل وامرأة يرأسهم رجل يدعى " أبشا " أو " بيشاى " كما ورد فى التورة ..وهى زيادة حدثت أيام الملك سنوسرت الثانى الذى حكم من ( 1895 حتى 1878 ق.م ) .
وعلى هذا النحو لا تكون زيارة سيدنا " إبراهيم - عليه السلام " بأى حال من الأحوال قبل عصر الأسرة الثانية عشر التى نشطت فيها زيارات الآسيويين للأراضى المصرية .
وشيئاً فشيئاً تحول الزوار الأجانب الى مستوطنين للأراضى المصرية خاصة شرق الدلتا القريبة من مواطنهم الآسيوية ، وشكلت هذه الجاليات الأسيوية مع نهاية الأسرة الثانية عشر خطراً كبيراً على المصريين لذلك ناصبهم المصريون العداء ، فلجاءوا إلى استعمال السحر للقضاء على أعدائهم ن الآسيويين بصفة خاصة فدأبوا كتابة أسماء الآسيويين على أوانى فخارية تنقش بنصوص تُعرف بنصوص اللعنة حيث تنزل اللعنات على أفراد تلك الجاليات الآسيوية التى صار لها شأن من القوة ثم تُحطم هذه الأوانى حتى تتحطم معها أرواح هؤلاء الآسيويين .
ومع نهاية الأسرة الرابعة عشر أعتلى أحد الأسيويين ويُدعى " سلاطيس " عرش البلاد وكان هو أول حكام الهكسوس الذين كونوا الأسرتين الخامسة عشر ، والسادسة عشر .
وتُجمع الأدلة الأثرية على أن اعتلاء الهكسوس لعرش البلاد كان حوالى عام ( 1660 ق.م ) أو عام ( 1650 ق.م ) ودام حكمهم لمدة 259 عاماً وفقاً لرواية المؤرخ اليهودى " يوسنوس " أو 284 عاماً وفقاً لرواية المؤرخ " أفريكانوس" ، إلا أن بردية تورين التى سُجلت فى عصر رمسيس الثانى قدرت مدة حكمهم بحوالى 108 عاماً .
أما خروجهم من مصر فكان على وجه التقريب عام 1567 ق.م .
ويتبين من حساب الفارق الزمنى لأولى زيارات الآسيويين فى عصر سنوسرت الثانى عام 1895 ق.م ويبين خروج الآسيويين من مصر عام 1567 ق.م نجدها فترة زادت على الثلاثة قرون وهى بلا شك كافية لتتابع أنبياء بيت إبراهيم وهم إسحاق ويعقوب ويوسف ويعنى ذلك أن هؤلاء الأنبياء جميعاً عاشوا فى فترة ما قبل الدولة الحديثة التى عاشت فيها الشخصيات .
يويا وتويا وأمنحتب الثانى وتحتمُس الرابع وأمنحتب الثالث الذين تحدث عنهم احمد عثمان .
وهكذا كثيراً ماتتسبب الخلافات فى الكشف عن الفضائح