أنف بلكيمى ..وابن زانية ...وحكم الملائكة
تصريحات البلكيمى بعد موقف حزب «النور» وإعلانه قرار فصله تؤكد أن المصريين لا يعلمون شيئا عن حزب النور أو الأحزاب السلفية الأخرى التى ظهرت فجأة على الساحة السياسية واكتسحت البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى بعد حزب الحرية والعدالة الظهير الصحراوى أقصد الذراع السياسية لجماعة الإخوان، البلكيمى قال إن الحزب عامله مثل المرأة الزانية وتم رجمه على الملأ، وهو - من وجهة نظره – لم يرتكب ما يستحق هذا الموقف، وقال: «نعم أخطأت، لكن الجزاء ليس بقدر الخطأ»، وهدد البلكيمى بأنه سيفضح رموز الحزب والشيوخ الذين يتصدرون المشهد السياسى وفسادهم، وأن هناك - حسب قوله - أشياء تظهر حقيقتهم أمام الرأى العام.. نفس المعنى تقريبا قاله محمد سعيد عبدالبر، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين فى محافظة الجيزة، الذى قدم استقالة مسببة قال فيها كلاما خطيرا، بل إنه كتب دراسة تحليلية ترصد تجربته تحت عنوان «سياسات الجماعة فى الفترة الأخيرة وابتعادها عن النهج الذى وضعه حسن البنا مؤسس الجماعة وانحرافها عن مسارها «الصحيح» وهو ما قام شباب الإخوان بتداوله على موقع «الفيس بوك».وأتوقف هنا أمام عبارة مهمة لعبدالبر يقول فيها: «إن مفاهيم الفكرين القطبى والوهابى تسللت لأفراد الجماعة وقياداتها فى الآونة الأخيرة»، ثم يقول إن هناك وقائع لفساد مالى وإدارى وأخلاقى فى مواقع إخوانية عديدة، منها انحرافات مالية فى نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة منسوبة لرئيس النادى العضو القيادى بالإخوان، ثم يتطرق عبدالبر لتاريخ المواقف السياسية لمرشد الإخوان، ومنها التعامل والتنسيق الأمنى بين المرشد السابق مهدى عاكف وأمن الدولة، وأن هذا التنسيق تم فى انتخابات 2005 التى فاز فيها الإخوان بالعديد من المقاعد البرلمانية، بل يفجر قنبلة فى رأيى لو صحت لاستتبعها ردود وأصداء مهولة، وهى أن عددا من قيادات الإخوان التقوا أثناء الثورة بعمر سليمان رئيس المخابرات السابق، وأن هذا كان سببا فى إحجام المرشد والقيادات عن تأييد الثورة، وهو الموقف الذى جعل شباب الإخوان يتمردون وينزلون الميدان، ووقتها قال عصام العريان بالحرف، القيادة ليست مع الثورة ولكن شباب الإخوان لو رأوا أن من حقهم المشاركة فلا مانع.
فى الختام كلام البلكيمى يؤكد ما قلناه دوما أننا جميعا بشر وأنه لا يصح أن نعامل أى فرد يمارس السياسة وينزل حلبتها طلبا للحكم على أنه «ملاك» أو ممثل الله على الأرض، لأن البشر يصيبون ويخطئون وأن الـ17 أو 18 مليون مصرى الذين أعطوا أصواتهم للإخوان والسلفيين وأفرزوا لنا هذا البرلمان الهزيل الذى لا فرق بينه وبين برلمانات ما قبل الثورة، هؤلاء تصوروا أن المتحدثين باسم الشريعة سيصنعون الجنة على الأرض وسيكفوننا ذل الفاقة والسؤال والشعور بالظلم والقهر، وللأسف لا توجد بوادر لذلك، وكلام عبدالبر يؤكد كلام زميله البلكيمى، وكلاهما يثبت أننا قمنا بالثورة ليحصدها هؤلاء، والثوار الحقيقيون خارج الملعب حتى الآن ومصر تتفرج.