يتوهم البعض أن جهاز مباحث أمن الدولة رحل إلي غير رجعة عقب ثورة يناير 2011 وفي اعتقادي أن هذا وهم .
فالواقع
أن هذا الجهاز باق ليس بتحريكه للفوضى والبلطجة في الشارع المصري – كما
يظن البعض – فحسب , بل أن اختيارات كثيرا من المناصب والمواقع تمر من خلاله
, وأيضا الحفاظ علي بعض " رجالة " إذا جاز التعبير المجازي .
وان كانت تغيرت طريقة العمل بصورة مباشرة إلي العمل بطريقة خبراء " العرائس المتحركة " الذين يديرون أحداث المسرح دون أن يراهم أحد .
وسوف
أعرض لنموذجين – تصادف ترابطهما – وهما يدلان علي صدق ما اقولة عن علاقة
جهاز امن الدولة بالأحداث حتى بعد الثورة ومنها اختيارات المناصب أو
الحفاظ علي بعض المفسدين .
النموذج الأول هو اختيار أسامة هيكل وزيرا
للإعلام وهو ما يطرح التساؤلات عن مؤهلاته التي أدت إلي اختياره لمنصب هو
في تقديرى أهم الف مرة ومرة من أي وزير أخر حتى وزير الداخلية .. فوزير
الإعلام هو من أهم أدوات توجيه الرأي العام , فما الحال ونحن نمر من أخطر
مراحل تاريخ مصر ؟
مؤهلات أسامة هيكل كما نعرفها علي مستوي جريدته
”الوفد" انه تم اختياره منذ عدة شهور رئيسا للتحرير بجانب الزميلان سيد عبد
العاطي وسليمان جودة والمشهود لهما بالكفاءة المهنية والثبات علي المبدأ
وجاءت التغييرات عقب وفاة المرحوم سعيد عبد الخالق , وقد جاء اختيار هيكل
( أسامة طبعا حتى لا يختلط علي أحد الأمر مع الكاتب الكبير حسنين هيكل )
فقد جاء أختيارة بالقرعة , وهي المرة الاولي في تاريخ الصحافة في مصر
والعالم كله أن يتم اختيار رئيس تحرير بالقرعة .. وللحق لا أعرف أن كان تم
اختياره بالقرعة بطريقة ملك وكتابة أم وضع ورقة في يد من اختارة وسأله
"الورقة في أيدي دي ولا دي "
وأعتقد أن طريقة الاختيار الفريدة والعجيبة تدلل علي أن ضغوطا ما فرضت لاختياره .
ام
الاختيار الذي لابد ان يكون بأمر جهاز امن الدولة بشكل مباشر خاصة في عهد
مبارك , فقد تم اختيار أسامة هيكل لإدارة ورئاسة مواقع حكومية عديدة أشهرها
صالون الاوبرا وادارة العديد من الندوات واللقاءات رغم انه مفترض فيه انه
صحفي في جريدة معارضة في وقت نظام دكتاتوري وأيضا يلاحظ أن اختياره جاء مع
وجود عشرات أكفأ منه .. فهل لدي احد إجابة مقنعة بان طريقة الاختيار الأمثل
هذه المواقع وإدارة الندوات كانت بعيده عن موافقة مباشرة من جهاز مباحث
أمن الدولة ؟
وبالمناسبة نرجو من الأخ هيكل ان تكون لديه الشجاعة
الأجنبيه ليكشف لنا ما كان يحصل عليه من نظام مبارك من هذه الندوات التي من
حسن حظ الشعب المصري انها أتت بنتيجة عكسية وهو ما يستوجب منح هيكل
مكافأة خاصة
أذكر أن الأخ هيكل – أسامة طبعا – عقد بمسرح نقابة
الصحفيين ندوة عن " تلميع" سمير فرج محافظ الأقصر , وفيها أشاد بأمجاده
وسبح بحمده .. وقد أدار هيكل الندوة باقتدار بارع فى استخدام " الورنيش
الإعلامي " دون منح أي احد فرصة ليعارضه ..
وهو ما أثار حفيظة العديد من
الصحفيين خاصة الذين يكتبون في مجال الآثار , إذ أن ما كان يفعله سمير فرج
في أثار الأقصر جريمة أشبه بمن يعمل " فرح العمدة " علي حساب تشويه
بانوراما الآثار المفترض فيها الوقار خاصة بالبر الغربي والمعروف أثريا
وتاريخيا باسم مدينة الموتى والتي لا يتناسب معها هذا الصخب .
وكان
التعجب أيضا في هذه الندوة التلميعية لفرج بمسرح النقابة الذي يتم تأجيرة
في مثل هذه الحالات الدعائية حيث تم منحة مجانا , وتعجبنا وقتها كيف لمجلس
النقابة أن يصمت إزاء إهدار أموال النقابة حتى همس أحد الزملاء : " أنت
فاكر إن أمور النقابة ومثل هذه الندوات التلميعية للمسئولين لاتخضع
لتوجيهات امن الدولة " ؟!
ومرت الشهور وثبت خضوع النقابة لتوجيهات امن
الدولة عند إغلاقها في وجه المتظاهرين أثناء الثورة , وثبت أيضا انحرافات
سمير فرج الذي كان يعمل له هيكل لما يشبه بمدير الدعاية .
قد لا يعرف
القا رئ عن كواليس ما يدور داخل الصحف ومنها نشر جريدة الشروق خبرا ( في
يونية 2011) عن تحذيرات من أن تشمل حركة تغيرات ضباط الشرطة في أغسطس
للتجديد للواءات كانوا ضمن أعداء ثورة يناير 2011 .. فإذا بجريدة الوفد (
اليومي ) وبتوجيهات أسامة هيكل رئيس التحرير للمحرر محمد عبد النبي بالدفاع
عن الشرطة والرد غير المباشر علي جريدة الشروق !.
أن ندوات هيكل في
الأوبرا وغيرها حدثت في عهد مبارك , ولذا نطالب عصام شرف - الذي قيل انه هو
الذي اختاره – أن يحضر تسجيلات هذه الندوات وليسمع لنفسه ما كان يقوله
هيكل في مدح مبارك ونظامه وان لم يفعل ذلك يكون تماما مثل شرف الأستاذ شرف
في مسلسل الفنان يحي الفخراني أو يكون خير تعبير للمقولة الشهيرة للفنان
خالد الذكر توفيق الدقن " أحسن من الشرف مفيش " ! وإذا كانت الأوبرا التي
عمل بها أسامة هيكل وغرف من أموالها كانت تخضع لفاروق حسني وزير الثقافة
فإننا ننتقل لعرض النموذج الثاني لشخص أفلت من العقاب والمحاكمة بل حصل علي
صك ببراءة ذمته المالية دون أن يستدعي احد ممن قدموا بلاغات ضده للسؤال
؟.. فبالضبط من الذي يحمي فاروق حسني ؟
فكاتب هذه السطور كان ضمن الذين
تقدموا ببلاغات ضد فاروق حسني وزير ثقافة مبارك , وقدمت 28 حافظة مستندات
تضم أكثر من 400 مستند بخلاف "سيديهات" وكتب ..
ومنذ فبراير الماضي وقت
تقديم البلاغ لم يتم استدعائي للتحقيق فيما قدمته موثقا بالمستندات , بل
قيل انه تم فقد البلاغ فتقدمنا ببلاغ بديل ولم يتم التحقيق فيه أيضا في وقت
تم استدعائنا للتحقيق في بلاغات قدمناها ضد زكريا عزمي بعد تاريخ هذا
البلاغ بشهور .. وبالضبط من الذي يقوم بحماية فاروق حسني والذي سبق أن قال
عنه يحي الجمل انه كان يجمع معلومات عن الطلاب المصريين للخارج ويرسلها
لأجهزة الأمن فهل جاءت حمايته ردا "للجميل " ..
وإذا كانت حافظة
المستندات كثيرة علي المحقق فليتكرم بالتحقيق ولو في أربعة اتهامات فقط
لأنها " اتهامات فاجرة " .. وهي تخص فاروق حسني الذي قام بإلغاء هيئة
الآثار وانشأ مجلس تحت رئاسته مباشرة .
قيام مهرب أثار ألماني بتهريب
نحو 17 ألف قطعة في عهد فاروق حسني ورغم تأكيد تحريات الأجهزة المختصة
والرد علي السفارة بان ما تم تهريبه حقيقة , لم يقم فاروق حسني بلا عمل علي
عودة كل هذه الآثار .. لماذا ؟
تم ضبط 619 قطعة أثار في مطار هيثرو
بلندن , وجاء التقاعس عن استردادها , و أخذت لجان الآثار اللجنة وراء
الأخري في تخفيض أعدادها حتى استقرت علي 105 قطعة.. ثم تنازلت مصر عنها
لمتاحف لندن , وزيادة في الكرم عرضت ترميمها مجانا .
إهدار 30 مليون
جنيه في عملية ترميم المتحف اليوناني في يوم وليلة حيث تم منح العملية
لشركة بالأمر المباشر , فقامت بمنحها لشركة أخري من الباطن – أنشئت خصيصا
وبفارق المبلغ, فضلا عما ضاع من أموال بسبب إغلاق للسرقة والاستبدال حيث لم
تكن مسجلة وقت عملية " والنقاشة" فلمصلحة من إهدار 30 مليون جنيها وتعريض
أكثر من 100 ألف قطعة أثار لخطر السرقة والتزوير؟ .
أصدر فاروق حسني
قرارا بنقل أثار ركن الملك فاروق بحلوان إلي أكاديمية روما دون العرض علي
اللجنة الدائمة للآثار بالمخالفة للقانون, فضلا عن أن متحف ركن حلوان كان
قد تم الانتهاء من ترميمه بتكلفة 5 ملايين جنيها , وبالطبع أصبح غير ذي
قيمة بعد نقل أهم الآثار الموجودة به .. فلمصحة من نقل الآثار دون العرض
علي اللجنة الدائمة .. وهل سيقوم "سكر" بحمايتها في روما ؟!
هذا قليل
من كثير ضد فاروق حسني الذي لا يعرف أحد لماذا لم تتم محاكمته .. ونعتقد مع
اختيار صديقة أسامة هيكل وزيرا للإعلام أصبح معروفا أن الذي يحمي فاروق
حسني هو الذي أختار أسامة هيكل ..
أن الأمر أشبه بمن ينفذ بروتوكولات حكماء صهيون : باختيار الحكومات للمسئول الأسوأ .
أبصم بالعشرة أن الثورة سرقت ....