ويرغب الطرفان -مدفوعين بإصرار مصري على عدم الفشل- في البحث عن مخارج لعقدة رئيس الوزراء وكذلك بحث ما تبقى من ملفات المصالحة وكيفية تطبيقها على الأرض بغض النظر عن العقدة السابقة.
وتخشى مصر أن يحدث الجمود في ملف المصالحة جفوة بين الطرفين. وبدأت قبل أيام باستضافة الفصائل بشكل ثنائي لتناقش معهم سبل تطوير وإنجاح اتفاق المصالحة، فيما يبدو أن دعوة الفصائل للقاء جماعي لن تتم في الوقت الراهن.
اتصالات مستمرة
وقال القيادي بحركة حماس سامي أبو زهري إن لقاء الأحد -الذي جاء ثمرة استمرار الاتصال بين رئيسي وفدي حماس وفتح- سيبحث ملفات الحوار الوطني كلها، فلا يجب أن يتعثر الحوار لتعثر التوافق على شخصية رئيس وزراء الحكومة المقبلة.
وأضاف أبو زهري للجزيرة نت أن الطرفين سيناقشان خطوات تنفيذ ما تبقى من اتفاق المصالحة، وتلك الملفات المتعلقة بتفعيل منظمة التحرير ومشكلة الاعتقال السياسي ومنع الجوازات عن قطاع غزة.
وبين أبو زهري أن حماس مرتاحة للدور المصري من المصالحة، فهي لم تعد ترى انحيازا لطرف على حساب الآخر، ولم تعد ترى الميل نحو طرف ودعمه، مؤكدا أن الدور المصري في المصالحة "مقدر من حماس والشعب الفلسطيني".
ورفض أبو زهري الربط بين المصالحة واستحقاق سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكدا أن حماس لا تزال ترى في الذهاب إلى الأمم المتحدة خطوة عديمة الجدوى، وتهدف السلطة منها فقط للدفع باتجاه إجبار الاحتلال على الجلوس معها على طاولة المفاوضات.
الملفات المتبقية
من جهته أكد القيادي البارز بحركة فتح النائب عنها بالمجلس التشريعي فيصل أبو شهلا، أن اللقاء سيناقش مواقف الطرفين بخصوص تسمية رئيس الوزراء المقبل وتوضيح المواقف بينهما، وكذلك بحث تفعيل بقية أجزاء ملف المصالحة.
وقال أبو شهلا للجزيرة نت إن فتح ستطرح فكرة الانتخابات وحل مشكلة جوازات السفر ومنع أبناء الحركة من السفر من قبل الحكومة المقالة بغزة، مؤكدا أن كل الملفات ستخضع للدراسة والبحث.
وأكد أبو شهلا أن الوسيط المصري يعمل بشكل مستمر على دعم جهود تطبيق اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، مشددا على أهمية أن يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل متحدين ومتسلحين بإنجاز وحدتهم الوطنية.
الدور المصري
بدوره أكد سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن ما تقوم به مصر حاليا هو تشاور ثنائي مع كل الفصائل الذين استقبلتهم مؤخرا، وأوضح أنه لا نية لمصر لدعوة الفصائل للقاء عام في الوقت الراهن.
وذكر عثمان للجزيرة نت أن مصر تنتظر ما ستسفر عنه لقاءات حماس وفتح ودرجة التوافق بينهما، وتحدد مع كل الأطراف سبل تحركها القادم لإنجاح المصالحة، وأكد أهمية استمرار اللقاءات بين فتح وحماس.
وشدد عثمان على أن هناك قلقا مصريا على المصالحة، مشيرا إلى أن مصر تدرك أن مسألة تنفيذ اتفاق المصالحة تحتاج بعض الوقت والتوافق، مؤكدا حرص القاهرة على عدم توسيع فجوة الخلاف بين حماس وفتح وتسهيل مهام اللقاءات بينهما.
وعن المصالحة واستحقاق سبتمبر/أيلول المقبل، قال السفير المصري "إن مصر ترى أن هذا الاستحقاق يتطلب إنهاء الانقسام، وهو أحد متطلبات الذهاب للأمم المتحدة، ونأمل أن تتحقق المصالحة وأن يصل الأشقاء الفلسطينيون موحدين للأمم المتحدة".