وفي رد على من يقول إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل مارس (آذار)، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان «إن من يقول إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار، ويظن في ذلك تهديدا لها، فإن الشعب السوري يقول لهم فعلا إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار، لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبل».
وحددت شعبان في كلمتها التي ألقتها في مهرجان حلب المؤيد للنظام تحت عنوان «تحية من حلب الوفاء لسوريا العطاء»، «المطلوب والممنوع»، وقالت إن «المطلوب من الجميع هو الإيجابية في البناء»، وإن «الممنوع على الجميع السلبية، وتسقط الأخطاء». واستشهدت بما يجري في مصر، وقالت: «ها هو المشير حسين طنطاوي يتهم جهات خارجية بعد أشهر من الثورة المصرية بالنزاعات ومجريات الأمور في بلدان عربية»، وعليه رأت شعبان «إن النزاعات في كل هذه البلدان مرتبطة بهدف واحد، هو إضعاف العرب وإعطاء الهيمنة للكيان الصهيوني وإحكام قبضة الصهاينة على فلسطين والأراضي العربية المحتلة».
وأكدت المستشارة الرئاسية أن «سوريا ستقدم نموذجا ليس لشرق أوسط جديد، ولكن لوطن عربي جديد، ولعالم إسلامي جديد». وقالت إن «مرحلة البناء بدأت»، داعية «كل مواطن للبناء». وأضافت أن «المعارضة الوحيدة التي يجب أن تكون، هي معارضة الخطأ، والموالاة المهمة التي يجب أن تكون هي موالاة الصح والوطن وقائد الوطن». وأشارت شعبان إلى أن «الأزمة كانت بشكل ما مفيدة لبلادنا مع أنها سرقت ربيعنا وصيفنا، ولكنها كشفت بما لم يعد يقبل الشك، أننا جميعا مستهدفون في مدننا وقرانا وفي مدارسنا وقطاراتنا، وأننا جميعا أصحاب لغة الضاد محل حسد العالم ومحل مؤامراته ومناكفاته الدائمة».
بدوره، أكد مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي ألقى كلمة في المهرجان نفسه، «أن الشام هي خيرة أرض الله وإليها يهتدي طيبة خلقه ولا يظهر فيها المنافقون». ودعا حسون جميع أبناء الشعب السوري إلى «الالتقاء في دمشق لا في العواصم الأجنبية، فسوريا أحق بجهود أبنائها، وخاصة لمن يريد العطاء والبناء»، معربا عن أمله أن «تتحول المساجد إلى مشاعل رحمة وخاصة في رمضان». وقال إن «المظاهرات يتم استغلالها لتفجير هذا الوطن وقتل أبنائه».
وبحسب الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا)، فقد ألقى كريم بقرادوني، رئيس حزب الكتائب السابق، كلمة قال فيها إن «الرسالة التي يحملها من لبنان في هذا اليوم هي أن لبنان يقف إلى جانب سوريا وأن كل من يهددها عبر لبنان ليس لبنانيا». وأضاف بقرادوني أنه «ينقل تحية بيروت المقاومة إلى حلب الصامدة، وتحية لبنان الوفاء إلى الرئيس المقاوم، لأننا لا ننسى ما فعلته سوريا للبنان في محنته، وخاصة عشية عيد الجيشين اللبناني والسوري اللذين يثبتان كل مرة أنهما معا يحميان لبنان وسوريا». وتابع بقرادوني يقول للعالم العربي «إن سوريا هي قلب العروبة النابض، وما يصيبها لا يتوقف عند حدودها، بل يصيب كل الجسم العربي من كل محيطه إلى كل خليجه، وعلى العرب أن يتذكروا أن سوريا هي عصب المقاومة ضد إسرائيل، فإذا ضعف العصب استقوت سلطة الاحتلال، ليس على سوريا فحسب، بل على كل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية». ودعا بقرادوني الشعب السوري «إلى تذكر التجربة اللبنانية لتحاشي السقوط في مطباتها ومآسيها»، كما دعاهم «إلى الخروج في أسرع وقت من الشارع والجلوس في أقرب وقت إلى طاولة الحوار». وأشار «إلى أن الرئيس الأسد سبق الجميع في التطلع إلى الإصلاح، حيث طرح مشروعا إصلاحيا في خطاب القسم، وحقق الكثير من الإصلاح الاقتصادي، وهو اليوم يطلق عجلة الإصلاح السياسي»، مضيفا أن «قيادة الرئيس الأسد هي القاسم المشترك لاستمرار الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار، والشرط الذي لا بد منه لصناعة الإصلاح».
من جانبه، قال النائب اللبناني السابق ناصر قنديل الذي يعرف بعلاقاته المقربة من نظام الأسد، «إن لبنان لن ينسى لسوريا وشعبها وجيشها وقيادتها وقوفهم معه في وجه العدوان الإسرائيلي، وهو يقول اليوم لسوريا إنه معها وهو واثق بنصرها لأنها أقوى من المحن». وأضاف قنديل «إن الغرب يدرك أن اختيار السوريين هو الإصلاح مع الرئيس الأسد، وأن العد التنازلي للأزمة قد بدأ، وأن عليهم استثمار ما بقي من الوقت الذي قد لا يتعدى الأسابيع، عسى يستطيعون مفاوضة القيادة في سوريا على بعض المكاسب في المنطقة، وهم يحلمون في ذلك كما حلموا دائما». من جهته، قال الصحافي منتظر الزيدي «إن سوريا ستبقى مثلنا الأعلى في القومية والإصرار على وحدة الأمة العربية، وإن الشعب السوري سيبقى متمسكا بخطه الوطني». وأضاف الزيدي «إن الإصلاح لا يبنى على القتل أو التدمير، وإن هذه المؤامرة التي تطال سوريا تستهدف تفكيكها كما فككت المؤامرات المتتالية العراق»، داعيا أبناء الشعب السوري «إلى عدم الاستماع إلى الأصوات الخارجية التي لا تريد الخير لسوريا ولأبنائها».