طرابلس والثوار، وسط حديث إسرائيلي عن مبعوثيْن من قبل العقيد الليبي زارا تل أبيب مؤخرا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن بلاده تؤيد الحل السياسي، لكنها لا تفاوض نظام القذافي مباشرة وتنقل إليه الرسائل "بواسطة المجلس الوطني الانتقالي وحلفائنا" وهي على حد تعبيره "رسائل بسيطة ولا غموض فيها" تفيد بأن "كلّ حلّ سياسي يمرّ عبر انسحاب القذافي من السلطة وتخليه عن كلّ دور سياسي".
وكان فاليرو يعلق على لقاء لـ سيف الإسلام القذافي مع صحيفة الخبر الجزائرية نشر اليوم قال فيه إن طرابلس أوفدت مبعوثين التقوا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي أخبره أن "المفاوضات يجب أن تكون مع باريس وليس مع بنغازي" مقر المعارضة الليبية التي وصف أنصارها بـ "الخوارج".
سيفرضون حلهم
ونقل سيف الإسلام عن الفرنسيين قولهم إنهم سيفرضون على المجلس الانتقالي أي حل سياسي يتوصلون إليه مع نظام القذافي بما في ذلك وقف إطلاق النار.
وتحدث عن استعداد طرابلس لقبول حكومة وحدة وتنظيم انتخابات، ووضع دستور جديد في إطار خريطة الطريق الأفريقية، وهو مقترحٌ يرفضه الثوار كما قال.
ومن نواكشوط قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في ختام زيارة هناك إن الحل في ليبيا يجب أن يعتمد البعدين السياسي والعسكري معا.
نقاط الحل
وحدد الحل في أربع نقاط هي انسحاب الكتائب إلى ثكناتها مع تعهد القذافي بمغادرة السلطة، ووقف فوري لإطلاق النار من كل الأطراف، وإطلاق حوار سياسي بإشراف المجلس الوطني الانتقالي ومشاركة القبائل والشخصيات الليبية وبعض المسؤولين في طرابلس، واتفاقٌ على خريطة طريق تهيئ لنظام ديمقراطي تعددي ينبثق من انتخابات حرة ونزيهة.
وقد اعتبر اليوم وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن الحل يكمن في الحوار بين الطرفين لا العمل العسكري، وحث الثوار على مفاوضة النظام وألا ينتظروا هزيمته.
من جهتها أكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن مصرة على تنحي القذافي، لكن الشعب الليبي هو من سيقرر كيفية حدوث ذلك.
وقالت أيضا إن واشنطن ملتزمة بتواصل جهود التحالف الدولي لحماية المدنيين، وهي جهودٌ اعتبرت أنها تعزز الضغط على القذافي.
هذا الانتقال السلمي للسلطة بحثه أيضا في طرابلس مع المسؤولين الليبيين المبعوثُ الأممي عبد الإله الخطيب وفق بيان للأمم المتحدة.
وساطة ليبية
وفي لقاء مع الجزيرة نت تحدث المعارض الإسلامي الليبي د. علي الصلابي عن وساطة يقودها منذ ثلاثة أشهر بين النظام والثوار وبعلم الثوار، أساسها تنحي القذافي عن السلطة على الملأ، لأن عهده السياسي قد انتهى باعتراف أنصاره كما قال.
وتحدث د. الصلابي عن مسؤولين ليبيين، بينهم مسؤول الاستخبارات الخارجية في النظام أبو زيد عمر دوردة، شاركوا في الحوار الذي لم ينقطع، على حد وصفه.
لقاءات بإسرائيل
أما في تل أبيب فقالت إذاعة الجيش إن مسؤوليْن ليبييْن زارا إسرائيل سرا مؤخرا حيث طلبوا دعم القذافي من المسؤولين الذين التقوهم وبينهم رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني والوزير السابق عضو الكنيست مائير شيتريت.
وقال عضو الكنيست قيادي حزب ليكود الحاكم داني دانون إن الدبلوماسييْن "يعرفان أني أؤيد مبادرة السلام العربية ولذلك اعتقدا أن احتمالات جيدة ستنتج عن اللقاء معي".
وقال أيضا إن الدبلوماسييْن "ليسا مطلعين على السياسة الإسرائيلية لكنهما يعرفان العلاقات في المنطقة".
ودافع دانون عن لقائه بهما بقوله "لا يوجد سبب يمنع اللقاء مع مواطنين ليبيين والحديث يدور عن محادثة وحسب".
وقالت مصادر بالخارجية الإسرائيلية إن الداخلية هي التي صدّقت على منح تأشيرة دخول الليبيين، لكن مكتب وزير الداخلية إلياهو يشاي نفى ذلك، بينما رفضت سفارة تل أبيب في باريس (التي أصدرت التأشيرة) التعقيب.