أهالي الشهداء اعتصامهم المفتوح بمنطقة محطة الرمل لليوم الثالث على التوالي.
ويمضي المعتصمون ساعات في الميدان وسط المدينة الساحلية، مطالبين باستكمال مطالب الثورة، والتسريع بمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وأعوان نظامه.
وتجمع المعتصمين الأغاني الوطنية والهتافات الحماسية والنقاشات السياسية، رغم اختلافهم السياسي والتفكير في الوسيلة المناسبة لإنقاذ ثورتهم، فيظهر "كوكتيل سياسي" لمختلف التيارات المشاركة.
ووصل عدد الخيام المنصوبة في الميدان أكثر من عشرين أكبرها خيمة أهالي الشهداء وخيمة الأحزاب، مثل المصريين الأحرار والعدل وحركة 6 أبريل والإخوان المسلمين وشباب ائتلاف الثورة وحركة دعم البرادعي.
والكل متفق على وحدة المطالب، فالهدف واحد وهو محاكمة رموز الفساد من النظام السابق وقتلة الشهداء، وعودة الأمن وجهاز الشرطة لمواصلة مهامه.
حماية المعتصمين
تستقبل اللجان الشعبية الوافدين على الميدان من أحد مداخله الثلاثة بالتفتيش، للتأكد من عدم دخول بلطجية وسط المعتصمين أو تعرضهم للأذى.
فترى الخيم المنصوبة واللافتات على طول الميدان منددة بالتأخر في تلبية مطالب الشعب، والتلكؤ في محاكمة الفاسدين، مثل "انتبه من فضلك الثورة ترجع إلى الخلف"، و"لماذا التلكؤ في محاكمة رموز الفاسدين؟"، وثورة واحدة.. كلنا إيد واحدة كلنا مع بعض".
منصة واحدة منصوبة وسط الميدان لتجميع مختلف التيارات السياسية، فتبدأ النقاشات والأغاني الوطنية في السادسة مساءً من خيمة الإخوان المسلمين.
يقول أسامة رمضان المسؤول عن اعتصام الإخوان إن الاعتصام تحول إلى ساحة لتبادل الأفكار والنقاشات والحوارات بين المعتصمين "أصبحنا نفكر في طريقة لإنقاذ ثورتنا وتوحيد جهودنا للخروج من هذا المأزق، وإجبار المجلس العسكري على تلبية مطالب الثورة".
يتابع "النقاشات تكون بين مختلف التيارات والأحزاب، ونقوم بعرض المواهب الفنية، من الشباب المغنيين والأدباء في حفلة سمر ليلية يجتمع عليها أكبر عدد من المعتصمين في الميدان ثم نخلد للنوم، بعد أن نقسم أنفسنا ورديات لحماية المعتصمين" ومثلها في توفير الأكل والشرب والاحتياجات الأساسية للمعتصمين.
صعوبات وصمود
تلعب شاشات العرض الكبيرة دورا بارزا في تسلية المعتصمين وتحميسهم، تقول إحدى المشاركات (نادية علي) للجزيرة نت "نقوم بمتابعة القنوات الفضائية، ومعرفة إلى أين وصلت المفاوضات مع الحكومة والمجلس العسكري، بشأن المطالب التي نعتصم من أجلها، ثم نقوم بتشغيل الأغاني الوطنية والحماسية في ساعات الليل لتشجيع المارين في الشوارع على الانضمام لنا".
في خيمة ما يسمى بـ"شباب فيسبوك" يجلس أربعة شباب، تجمعوا في الميدان بعد تعرفهم على الاعتصام من خلال الشبكة الاجتماعية فيسبوك.
يقول أحمد جمال "مطالبنا لم تتحقق بعد، والشهداء الذين قضوا في الثورة وقتلوا على أيدي فاسدين وضباط لم نثأر لدمائهم ونحاسب الفاسدين على ظلمهم، لذا فهذا الاعتصام يمثل وسيلة ضغط للتسريع في محاكمة مبارك وأعوانه".
ويشكو المعتصمون الذين يتزايدون يوما بعد يوم من انعدام الإضاءة في ساعات الليل، فيقول أحمد عبد الحليم "لا يوجد إلا عمود نور واحد فقط وسط الميدان للإضاءة، ورغم برودة الجو أحيانا ونومنا على الأرض المبتلة المليئة بالحشرات بسبب الحشائش، فإننا لن نتحرك دون أن يتم الاستماع لمطالبنا وتلبيتها، وأخذ أهالي الشهداء المعتصمين معنا حق أبنائهم".
وداخل خيمة أهالي الشهداء التي تعد الأكبر وسط الخيام المنصوبة في الميدان، تحكي السيدة فريدة محمد والدة الشهيد أحمد عبد اللطيف عن الأيام العشرة التي قضاها أهالي الشهداء، ومبيتهم في الشارع رغم برودة الإسفلت في ساعات الليل المتأخرة.
وتقول "ابني مات أمام قسم الشرطة، ورغم معرفة الضباط المسؤولين عن قتله، فإنهم ما زالوا طلقاء، ولم يتم القبض عليهم ولا محاسبتهم حتى الآن، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الثورة".