وتشير معطيات نادي الأسير الفلسطيني -التي حصلت عليها الجزيرة نت- إلى أن 12 أسيرا من بين نحو سبعة آلاف أسير، أمضوا في سجون الاحتلال أكثر من 25 عاما، أقدمهم الأسير نائل البرغوثي الذي دخل مؤخرا عامه الرابع والثلاثين في الاعتقال.
وغالبية الأسرى القدامى تجاوزوا العقد الخامس من العمر، وهم حسب سنة الاعتقال: نائل البرغوثي (1978)، فخري البرغوثي (1978)، أكرم منصور (1979)، فؤاد الرازم (1981)، إبراهيم جابر (1982)، حسن سلمة (1982)، عثمان مصلح (1982)، سامي يونس وهو الأكبر سنا (1983)، كريم يونس (1983)، ماهر يونس (1983)، سليم الكيال (1983)، بشر المقت (1985).
التطلع للصفقة
وتقول أم نادر زوجة الأسير المسن سامي يونس (81عاما)، إن زوجها أمضى في الاعتقال 29 سنة، مشيرة إلى أن وعودا كثيرة قدمت بالإفراج عنه دون جدوى.
وتستبعد أم نادر الإفراج عن زوجها دون صفقة تبادل، معربة عن أملها في أن تتضمنه قائمة مبادلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، بعد أن فشلت الكثير من الوعود السابقة والرهانات في الإفراج عنه.
وبدوره يقول طارق، نجل الأسير ميسرة أبو حمدية (63عاما)، إن والده اعتقل بعد انتفاضة الأقصى وحكم عليه بالسجن المؤبد، ويعاني من قرحة شديدة في المعدة ولا يتلقى العلاج المناسب، مشيرا إلى أنه أعلن الإضراب عن الطعام منذ ستة عشر يوما للمطالبة بتحسين ظروفه وتوفير العلاج المناسب له.
ويعلق أبو حمدية الكثير من الآمال على صفقة شاليط للإفراج عن والده، مضيفا أن دور المؤسسات الحقوقية أصبح روتينيا ولم يعد كثير التأثير.
أما أم فتحي، زوجة الأسير المسن إبراهيم جابر فتقول إن زوجها معتقل منذ 29 عاما، مشيرة إلى معاناة ومشقة كبيرة تكبدتها منذ اعتقاله، خاصة في رعاية الأسرة وتربية الأبناء. وتردد الحاجة أم فتحي "الحمد لله" كلما استحضرت صورة زوجها.
أما فتحي، نجل الأسير جابر، الذي عاش معه في السجن سبعة أعوام، فيقول إن صحة والده آخذة في التراجع، منتقدا دور التنظيمات تجاه الأسرى لأنها تعتبر دورهم قد انتهى بمجرد أسرهم فتنساهم وتنسى عائلاتهم.
مهمة مشتركة
ويقول المسؤول الإعلامي في وزارة الأسرى الفلسطينية حسن عبد ربه، إن المسنين والأسرى القدامى يحظون باهتمام خاص، مشيرا إلى تردي الوضع الصحي للأسير أكرم منصور الذي يعاني من ورم في الرأس.
وأضاف أن لجنة طبية رفضت قبل أسابيع الإفراج عن الأسير منصور المحكوم عليه بالسجن 35 عاما، وهو ثالث قدامى الأسرى، رغم تدهور حالته الصحية، معتبرا أن اعتقال هؤلاء يعتبر وصمة عار في جبين الاحتلال.
وطالب السلطة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني بتكثيف جهودها لضمان إطلاق سراحهم.
أما رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس فيوضح أن الصورة أصبحت جلية خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جملة قيود ضد الأسرى، وهي أن قضية الأسرى هي قضية سياسية ووطنية بالدرجة الأولى، مما يتطلب عمل خطة وطنية للوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم.
وقال إن الخطة المطلوبة يجب أن تتم بمساندة ومشاركة الجميع، خاصة أن قضية الأسرى هي مسؤولية الأحزاب والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير والرئاسة ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي والمجلس الوطني، وليست مسؤولية المنظمات الحقوقية فقط.
إضرابات
ومن جهة أخرى أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن الأسير يوسف سكافي لا يزال مستمرا في إضرابه عن الطعام والدواء منذ الثاني عشر من هذا الشهر، مبينا أنه يوجد حاليا في قسم 5 في سجن عسقلان المركزي.
وأضاف في بيان له تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن الأسير عاطف وريدات عاود إضرابه عن الطعام الذي استمر 18 يوما للمطالبة بتحسين ظروف اعتقاله بسبب الاحتيال عليه من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وذلك بعد تعليق استمر يومين.
وأوضح النادي أن الأسيرين سكافي وورديات يعانيان من مشاكل صحية في القلب، وبحاجة إلى رعاية طبية خاصة.