ذكرت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) دكَّت منتصف نهار اليوم الجمعة هدفا جنوبي العاصمة الليبية طرابلس حيث شوهدت سحابة كثيفة من الدخان الأسود ترتفع في
سماء المدينة.
وقد سُمع دوي ستة انفجارات على الأقل جنوبي شرقي طرابلس، وأزيز طائرات حربية تحلق في أجواء العاصمة، بينما هُرعت سيارات الإطفاء إلى الشوارع وأُطلقت صفارات الإنذار.
ومع أن الضربات الجوية التي تشنها طائرات حلف الناتو على أهداف ليبية تحدث في أغلب الأحيان تحت جنح الظلام، فإن الغارات في وضح النهار ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وقد ظلت طائرات الناتو تحلق باستمرار فوق سماء طرابلس فقصفت ودمرت أمس الخميس فندقا خاليا على ما يبدو من النزلاء وسط العاصمة وبالقرب من منشآت حكومية ومبنى الإذاعة.
وذكر الحلف في بيان له اليوم الجمعة أن ضرباته الجوية أمس الخميس شملت منصة إطلاق صواريخ أرض جو بالقرب من طرابلس، وسبعة مدافع محمولة على شاحنات, وثلاث دبابات بالقرب من مدينة البريقة، وخمسة مدافع منقولة على ظهر مركبات في منطقة مصراتة.
كمائن بطرابلس
وأفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن الثوار في طرابلس يواصلون تنظيم عمليات نوعية تتمثل في نصب الكمائن لنقاط التفتيش التابعة للكتائب ودورياتها التي تجوب شوارع المدينة. كما يقوم الثوار برفع أعلام الاستقلال بطرق مختلفة ومبتكرة كالبالونات وإلصاقها على السيارات المارة.
وأضاف المراسل أن الكثير من سكان العاصمة يحاولون الخروج من المدينة في اتجاه الجبل الغربي هربا من الأوضاع المتفاقمة فيها.
ويواصل ثوار الجبل الغربي تطهير المدن الشرقية والقرى المجاورة منها ككلة ويفرن والقلعة والعوينة. وفي ذات الأثناء زار وفد من المجلس الوطني الانتقالي مناطق الجبل قادما من بنغازي بينهم مسؤولون عسكريون.
ومن ناحية أخرى تحاول كتائب القذافي جاهدة تكثيف حملتها على مدينة مصراتة من الجهتين الشرقية والغربية مستخدمة المدفعية والدبابات وراجمات غراد ومدافع الهاون.
وتسعى الكتائب إلى شن هجوم واسع على المدينة منطلقة من منطقة تاورغاء شرقي المدينة في محاولة للحد من سرعة اندفاع الثوار نحو طرابلس بعد أن باتوا على مقربة من مدينة زليتن.
اقتراح مرفوض
وعلى الصعيد السياسي، رفضت الولايات المتحدة والمعارضة الليبية اقتراح سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي إجراء انتخابات في البلاد، في حين أعلنت الخارجية الإسبانية طرد السفير الليبي من مدريد وثلاثة من أعضاء البعثة الدبلوماسية الليبية "بسبب قمع نظام القذافي المتواصل لليبيين".
وكان سيف الإسلام قال إن والده مستعد لإجراء انتخابات والتنحي إذا خسرها، وقال -في تصريحات لصحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية- إنه "يمكن إجراؤها خلال ثلاثة أشهر، بنهاية العام على أقصى تقدير، ويمكن أن يكون وجود المراقبين الدوليين ضمانا للشفافية".
وفي بنغازي رفضت قيادة المعارضة عرض سيف الإسلام باعتباره مضيعة للوقت، ووصفته بالترهات.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة "فليقل سيف الإسلام هو ووالده ما يريدان قوله، فنحن لا نأبه لما يقوله سيف الإسلام".
وأضاف -في اتصال مع الجزيرة من بنغازي- "لقد صمت سيف الإسلام دهرا ونطق كفرا"، وتابع "أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر لأن الثوار على مشارف طرابلس للانضمام إلى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا بإذن الله".
وكان رئيس الحكومة الليبية البغدادي المحمودي جدد اليوم الخميس التزام بلاده بتنفيذ قراري مجلس الأمن رقمي 1970 و1973 بشأن ليبيا، وبخارطة الطريق الأفريقية التي سبق وقبلت بها حكومته لمعالجة الأوضاع في البلاد.
ودعا المحمودي في مؤتمر صحفي عقده بعد لقائه المبعوث الروسي ميخائيل مارغيلوف الأفارقة للتعاون مع روسيا لبلورة أفكار روسية، قائلا "نحن سنقبل بكل ما يأتي من روسيا ولا نقبل بما يأتي من الآخرين".