طالب الجمهوريون في الكونغرس الامريكي من الرئيس باراك اوباما تفسيرا لقانونية التدخل العسكري الامريكي في ليبيا.وقال رئيس المجلس جون بوهنر ان ادارة اوباما خاطرت باحتمال خرق القانون القائل بمنح الرئيس
مهلة 60 يوما للحصول على موافقة الكونغرس للقيام بعمل عسكري.
من جانبه قال البيت الابيض انه سيرد على قلق الكونغرس قبل انتهاء موعد الستين يوما الاحد المقبل.
ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن انه لم يسبق لاي رئيس امريكي سابق ان اعتبر القانون الخاص بسلطات الحرب، الصادر عام 1973، ملزما.
على الصعيد الميداني قال التلفزيون الحكومي الليبي ان طائرات حلف الناتو جددت قصفها للعاصمة، وبدأت في قصف اهداف عسكرية ومدنية في بلدة الجفرة الصحراوية وسط ليبيا، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وجاء هذا التطور بعد انباء تحدثت عن اطلاق قوات الحكومة الليبية الثلاثاء عددا من صوارخ غراد على اهداف داخل الاراضي التونسية، في تطور يرجح ان يزيد من حدة التوتر بين البلدين. ولم يسفر القصف الصاروخي عن وقوع اضرار او سقوط ضحايا.
وكانت الحكومة التونسية قد هددت في المرة الاخيرة التي وقع فيها حادث مماثل - في السابع عشر من مايو / أيار الماضي - برفع الموضوع الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
القوات الموالية للقذافي
ونقلت رويترز عن شاهد تونسي يدعى محمد ناجز قوله "إن خمسة صواريخ على الاقل سقطت على التراب التونسي يوم الثلاثاء في منطقة مرابح. لقد كان قصفا شديدا قادما من الجهة التي يسيطر عليها القذافي من الجبال."
يذكر ان المعارضين لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يسيطرون على الحدود مع تونس.
ونقلت الوكالة عن ضابط شرطة تونسي قوله إن قوى الامن التونسية تخشى من سقوط هذه الصواريخ على معبر وازن الحدودي الذي يتجمع فيه آلاف المسافرين في معظم الاوقات.
ويقول المراسلون إن حدة القتال في ليبيا آخذة بالتصاعد، وذلك عقب عدة اسابيع من الشلل.
فقد قال ناطق باسم المعارضة في جبال نافوسه غربي البلاد يدعى عمر حسين إن قوات القذافي تقصف الطرق المؤدية الى معبر دهيبة الحدودي. يذكر ان المعارضين كانوا قد سيطروا على عدد من البلدات في المنطقة في وقت سابق من الشهر الجاري ويعتبر المعبر حيويا من ناحية ايصال المواد التموينية الى هذه البلدات.
اما في بلدة مصراته الغربية الخاضعة لسيطرة المعارضين، اعطبت الصواريخ التي اطلقتها قوات القذافي مصفاة للنفط.
"سوء استخدام" وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إن حلف شمال الاطلسي يسيء استخدام تفويض الامم المتحدة الذي يهدف لحماية المدنيين الليبيين من قوات الزعيم معمر القذافي من أجل تغيير النظام وارتكاب اغتيالات سياسية.
واضاف زوما الذي زار ليبيا مرتين منذ مارس اذار نيابة عن الاتحاد الافريقي سعيا للتوصل لحل للصراع الدائر هناك أن حلف الاطلسي تجاوز قرار الامم المتحدة الذي أقر في مارس اذار وفوضه باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين.
وقال في كلمة ألقاها في البرلمان يوم الثلاثاء: "انتقدنا بوضوح اساءة استخدام النوايا الحسنة للقرار 1973 ."
ومضى للقول "لدينا اعتقاد راسخ بأن القرار يساء استخدامه من أجل تغيير النظام وارتكاب اغتيالات سياسية واحتلال عسكري أجنبي."
اعتراف في غضون ذلك، انضمت كندا الى قائمة الدول التي اعترفت بالمجلس الانتقالي المعارض ممثلا شرعيا للشعب الليبي، بعد ان كانت المانيا قد اعترفت الاثنين بالمجلس.
وفي اديس ابابا، حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين الزعماء الافارقة على التخلي عن القذافي قائلة إن الوقت قد حان لكي يفوا بالوعود التي قطعوها على انفسهم بتعزيز الديمقراطية في القارة السوداء.
وحذرت كلينتون في كلمة وجهتها الى الاتحاد الافريقي هي الاولى من نوعها من ان الزعماء الافارقة الذين لا يعتنقون الاصلاح يغامرون بأن يكونوا ضحايا نفس المد الديمقراطي الذي يعصف بالشرق الاوسط، وقالت: "لقد انهار الوضع القائم، وان اساليب الحكم القديمة لم تعد مقبولة."
ومضت كلينتون للقول: "صحيح ان القذافي لعب دورا رئيسيا في تمويل العديد من الدول والمؤسسات الافريقية، بما فيها الاتحاد الافريقي، ولكنه اصبح واضحا بأن زمانه قد ولى."
أسلحة مهربة وفي سياق منفصل علمت بي بي سي أن مسلحي المعارضة يحصلون على أسلحة مهربة عبر تونس لاستخدامها في حربهم ضد قوات القذافي.
و تقول باسكال هارتر مراسلة بي بي سي على الحدود الليبية مع تونس إن مهربين يعكفون على نقل شحنات من بنادق أيه كيه 47 وراجمات القنابل عبر الحدود إلى داخل ليبيا لمساعدة الثوار.
ويتولى النازحون الليبيون في تونس تمويل تلك الشحنات من الأسلحة الصغيرة، ويقول أحد مهربي السلاح إن كثيرين من التونسيين متعاطفون مع قضية المعارضة الليبية.
جهد دبلوماسي وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلن ميخائيل مارجيلوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مديفيديف يوم الأثنين أنه سيزور طرابلس خلال الأسبوع القادم لعقد محادثات تتعلق بالصراع في ليبيا.
وقال مارجيلوف في تصريحات لوكالة أنباء نوفوستي الروسية "نحن نعمل في الوقت الراهن على إتمام محادثات تتم من خلال وزارة الخارجية الروسية وتتعلق بإجراءات السلامة في رحلتي القادمة إلى طرابلس الأسبوع القادم، وهذه الرحلة هي بتكليف من الرئيس الروسي".
ولم يتضح ما إن كان مارجيلوف سيجتمع في تلك الزيارة مع القذافي، وكان المبعوث الروسي قد اجتمع الأسبوع الماضي مع ممثلي المعارضة الليبية في بنغازي ، في إطار جهود روسيا لمحاولة القيام بدور الوسيط في جهود حل الصراع الليبي.