مجموعة الاتصال الدولية بشأن الوضع الليبى
تبدأ في العاصمة القطرية الدوحة الاربعاء وسط حضور دولى كبير اعمال مجموعة الاتصال الدولية بشأن الوضع الليبى.
ويناقش الاجتماع الذى سيعقد برئاسة قطرية بريطانية مشتركة المستجدات فى ليبيا وكيفية تنفيذ قرارى مجلس الامن الدولى الصادرين حول الشأن الليبيى.
كما سيبحث الاجتماع المساعدات الانسانية والمستقبلية للشعب الليبى.
من جهة اخرى، انتقد ذوو ضحايا حادث تفجير طائرة لوكربي سماح الحكومة البريطانية لوزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا، الذي فر إلى لندن الشهر الماضي، بالتوجه إلى الدوحة لإجراء محادثات مع مسؤولين قطريين وممثلين ليبيين حول الأزمة الراهنة في بلاده.
وقال ذوو الضحايا إنه كان يتعين بقاء كوسا في بريطانيا لكي يمثل أمام العدالة للاشتباه في ضلوعه في الحادث الذي وقع عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين.
ولكن وزارة الخارجية البريطانية قالت إن الوزير الليبي المنشق شخص حر تعاون مع التحقيقات التي جرت بشأن الحادث في بريطانيا.
فقد نقلت التقارير عن متحدث باسم المعارضة الليبية، واسمه عبد الباسط أبو مزيريق، قوله إن إن أربعة من المتمردين لقوا حتفهم وأُصيب 23 آخرون بجروح جرَّاء قصف يوم الثلاثاء لمصراتة.
ونقل متحدث آخر باسم المعارضة، واسمه عبد السلام، عن مسعفين طبيين قولهم إن أحد المتمردين قُتل نتيجة قصف القوات الموالية للقذافي للمدينة.
لكن المعارضة قالت إنها صدَّت هجومين منفصلين كانت القوات الموالية للقذافي قد شنتهما على المدينة الثلاثاء.
وقال متحدث آخر باسم المتمردين، واسمه محمد أبو شعرا، إن شارع طرابلس في مصراتة شهد قتالا عنيفا بين المعارضة وقوات القذافي، حيث حافظ الثوار على مواقعهم.
اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد، قائد عمليات قوات الناتو ضد ليبيا
"سوف تواصل طائراتنا ضرب أهداف النظام حول مصراتة"
وأضاف: "لقد وقع قتال عنيف أيضا على الجانب الشرقي من مصراتة، لكن الثوار تمكنوا من صد الهجوم".
تدمير دبابات
من جانبه، قال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد، قائد عمليات قوات الناتو ضد ليبيا، إن الدبابات التي تم تدميرها بالقرب من مصراتة، آخر أهم معاقل المتمردين غربي ليبيا، "كانت تشكِّل تهديدا للسكان المدنيين في المنطقة".
وأضاف: "سوف تواصل طائراتنا ضرب أهداف النظام حول مصراتة".
من جانب آخر، قالت المعارضة إن مدينة الزنتان تعرَّضت أيضا لهجوم وقصف جديدين من قبل قوات القذافي.
وقال متحدث باسم المعارضة: "لقد أطلقت القوات الموالية للقذافي، والمتمركزة شمالي المدينة، قذائف الهاون على الزنتان من سيارات بيك آب".
وكان التلفزيون الرسمي الليبي (قناة الجماهيرية) قد قال الثلاثاء إن غارة جوية نفذتها طائرات الناتو على مدينة كيلكه، الواقعة جنوب غربي العاصمة طرابلس، "أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين وأفراد الشرطة".
مواقف أوروبية
ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني
"علينا في حلف الناتو الإبقاء على جهودنا وتكثيفها"
إلى ذلك، طالبت كل من بريطانيا وفرنسا حلف الناتو بعمل المزيد لتدمير الأسلحة التي تستخدمها القوات الموالية للقذافي.
فقد حثَّ ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، قوات التحالف على تكثيف عملياتها العسكرية ضد قوات القذافي.
وأضاف: "علينا في حلف الناتو الإبقاء على جهودنا وتكثيفها".
كما قال ألان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، إن المدنيين الليبيين لا يزالون في خطر، وذلك على الرغم من حملة القصف الجوي الراهنة التي يخوضها الناتو ضد قوات القذافي.
وأضاف جوبيه قائلا إن الناتو "لا يقوم بما يكفي للقضاء على السلاح الثقيل الذي بحوزة القوات الموالية للقذافي".
وقال: "لا بد أن يقوم الناتو بكامل دوره، والحلف يريد أن يأخذ دورا قياديا في هذه العمليات".
كيري والقذافي
من جانبه، كان السيناتور الديمقراطي الأمريكي، جون كيري، قد قال الثلاثاء "إن هدف العملية العسكرية في ليبيا هو حماية المدنيين وليس إزاحة القذافي".
لكنه أكَّد في الوقت ذاته "أن زعامة القذافي تتلاشى، وكذلك قدرته على التسلح، وأن رحيله عن السلطة بات مسألة وقت لا أكثر".
موسى كوسا، وزير خارجية ليبيا السابق
"إن حل الأزمة الراهنة في ليبيا سيأتي من الليبيين أنفسهم عبر نقاش وحوار ديمقراطي"
وجاءت تصريحات كيري، والتي أدلى بها خلال افتتاح منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في واشنطن الثلاثاء، في وقت تتزايد فيه الجهود لإيجاد مخرج للأزمة في ليبيا.
مبادرة تركية
فمن المنتظر أن تجدد تركيا طرح مبادرتها لحل الأزمة الليبية خلال زيارة يُرتقب أن يقوم بها وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو إلى قطر الأربعاء لحضور اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا.
ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن أوغلو سيشرح للدول الأعضاء في المجموعة تفاصيل "خريطة طريق" لحل الأزمة الليبية، وكانت أنقرة قد كشفت عنها قبل نحو أسبوع.
وتتضمن الخطة التركية وقفا فوريا لإطلاق النار، وإقامة جيوب "إنسانية آمنة" لمساعدة الشعب الليبي، والشروع بإجراء تحوُّل واسع النطاق نحو الديمقراطية، وصولا إلى "انتخابات حرة".
اعرض الملف في مشغل آخر
يُشار إلى أن مجموعة الاتصال، والتي تشكَّلت أواخر شهر آذار/مارس الماضي في العاصمة البريطانية لندن، تضم في عضويتها كلا من بريطانيا وتركيا وفرنسا والمغرب والأردن وقطر، إلى جانب منظمات دولية، كالأمم المتحدة والجامعة العربية والناتو.
"إشراف استراتيجي"
وتتولى المجموعة نشاطات "الإشراف الاستراتيجي" على الموقف والعملية العسكرية في ليبيا، وذلك في إطار تطبيق قرارات الأمم المتحدة المعنية، وبالتعاون والتنسيق مع الناتو.
من جانبه، دعا وفد الاتحاد الأفريقي المعارضة الليبية إلى إبداء "التعاون الكامل" لحل الأزمة في ليبيا، وذلك بعد أن كانت قد رفضت خطة الاتحاد لوقف القتال في البلاد، على الرغم من موافقة القذافي عليها.
لكن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، قال إن المعارضة رفضت المباردة الأفريقية "لأنها لا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه".
وكان وزير الخارجية الليبي المنشق، موسى كوسا، قد قال الاثنين "إن حل الأزمة الراهنة في ليبيا سيأتي من الليبيين أنفسهم عبر نقاش وحوار ديمقراطي".
من جهته، كان سيف الإسلام، نجل القذافي، قد قال إن الحديث عن رحيل والده عن السلطة "أمر لا معنى له".