نشأ اللغوى الأمريكى الشهير "تشارلز بيرليتز" (صاحب كتاب مثلث برمودا) في بيت يتحدث سكانه خمس لغات! فوالدته لا تتحدث إلا فرنسية, وابوه يخاطبه بالإنجليزيه, بينما يتكلم أ
حد أجداده الألمانية, وجده الآخر الأسبانية, أما الطباخ والبواب فكانا يتكلمان لغة ويلز القديمة! وهو كان يرى ببساطة أن الأشخاص المختلفين ينطقون لغات نختلفة!! ومصر الآن تشبه تماماً بيت "بيرليتز", الجميع تحول إلى "ألسن" ولا توجد بيننا "أذن" واحدة! ولذلك فكرت جدياً في كتابة هذا المقال باللغة اليونانية- التى لا أجيدها- فمادام لا أحد يقرأ ولا أحد يسمع, فما المانع من النشر بأى لغة! عموماً لا أريد أصلاً كتابة مقال ولا أعرف عما سأتكلم! فبكل تأكيد لن أتكلم عن التشكيل الوزارى الجديد, فالجواب يظهر من عنوانه, فبعد إختيار المحترم "العامرى فاروق" وزيراً للدولة لشؤون الرياضة, أتضح أن الأخوان لا يريدون التوافق مع أى فصيل وطنى غير (الألتراس), حقيقى "الجبن" سيد الأطعمة! وأيضاً لن أتكلم عن إختيارات رؤساء تحرير الصحف, فأحدهم مواقفه المتشددة معروفة من الأقباط, والآخر متعصب يرتقى لدرجة الإرهابى, حرض مباشرة على قتل وحرق البهائيين!! لكنه عصر اللامؤاخذة! وطبعاً لن أتكلم عن تفجيرات سيناء, فجهاديو سيناء وغزة قرروا إحياء ذكرى (غزوة بدر) بمهاجمة الحدود الإسرائيلية بمدرعات مصرية ثمنها دماء ستة عشر مصرى! هم لا يتفهمون أن الصلاة في القدس لا تبدأ بصلاة الجنازة من عمر مكرم, وتحرير القدس لا يبدأ بتحرير الشيكات من دول الخليج.. ولن أذكر طبعاً أن السيد رئيس الجمهورية أطلق سراح مجموعة من عتاة الإرهاب, فيما يقبع آلاف الثوار خلف الأسوار لأنهم خطر على الأمن القومى!!! عموماً كلمنى عن بكرة وأبعد عن إمبارح, فلا تنزعج عزيزى القارئ من عدم حضور رئيس جمهوريتنا لجنازة شهداءنا, فالرجل يرهق نفسه طوال الليل في صلاة التراويح! (وجماعيتها ليست سنة ولا فرض بينما العمل عبادة!), فبعض الشعوب لا تنتخب رئيس دولة بل إمام جامع.. وعلى رأى "زكى رستم": (نويت أصلى ركعتين لله), والله يرحم "فريد شوقى" الذى لمّ له حبات السبحة من غرفة القتيلة! وبعيداً عن برنامج "إمساكية رمضان" الذى نشاهده الآن, أين هو البرنامج الإقتصادى الذى سينهض بمصر, فمن يلعن الماضى لا يعرف أن الفرق كبير بين بين "طلعت حرب" و"طلعت يا محلى نورها"! لكن عزاءنا الوحيد أن رئيس الجمهورية في الفيلم السياسى المصرى يقوم بدورين, دور يصلى التراويح ودور يحضر الجنازات, وهذا ما أكده مذيع التليفزيون المصرى حين قال واصفاً الجنازة على الهواء مباشرة: "وإذا كنتم تشاهدون الآن الرئيس مرسي أمامكم، فإنه يبدو متماسكا، لكنه بداخله يتمزق ألما وحسرة على أبنائه الشهداء وهو ينظر الآن إلي جثامين شهدائنا..."!!! ونجل الرئيس يقول أن والده حضر لكن الكاميرات لم تسلط عليه!! بعد كل هذا يريدنى البعض أن أكتب مقالاً وأتكلم!! أرجوك عزيزى القارئ, كلمنى عن نفسك!
رامى جلال عامر
https://twitter.com/RamyGalalAmer