الفترة القادمة الدولة المصرية تواجه تحدى صعب جداً، وهو محاولة الإخوان أخونة الدولة المصرية! .. مثال للمحاولة دى ما يتردد عن فصل الجامعات بجعل جامعات خاصة للشباب وجامعات خاصة بالشابات مثلاً! هذه هى إحدى أكبر المسامير فى نعش الدولة المدنية العلمانية التى تقع فيها الدولة على مسافة واحدة من جميع المواطنين بصرف النظر عن لونهم أو جنسهم أو أصلهم أو أفكارهم أو عقيدتهم أو دينهم!
أولاً: لماذا يتم فصل الأولاد عن البنات فى الدراسة؟! هل لازلنا نفكر بنصفنا السفلى؟! هذه الرجعية لا تقوم بها إلا الدول الفاشلة العاجزة عن تحقيق المستقبل المُشرق لهذه الأجيال التى تتطلع إلى المستقبل.
ثانياً: لماذا هذا التمييز بين الأولاد والبنات! لماذا تتم معاملتهم على أنهم ليسوا واحد، الواجب على الدول المحترمة أن تعامل الإنسان كإنسان بصرف النظر عن جنسه .. هذا التمييز انتهى عصره منذ عشرات السنين فى كل دول العالم وغير موجود إلا فى الدول المتخلفة.
هذا التمييز سيطول كل مناحى الحياة، ستجدهم يقولون هذه الكليات لا تنفع الإناث، وهذا واقع بالفعل ف الأزهر .. ناهيك عن عدم العدالة فى توزيع مقاعد الجامعات والعمل .. فلنفترض أن أعداد البنات فى هذا اللاتى حصلن على مجموع كبير أكبر من الأولاد! كسف سنحسم عدد المقاعد فى الجامعة للذكور وللإناث؟! هل سنحسمها بالتساوى بصرف النظر عن معيار التنسيق الأعلى فالأقل فالأقل؟! وماذا عن العمل؟! هل ستنازل عن معيار الكفاءة لصالح التمييز على أساس الجنس؟!
ثالثاً: هذا الأمر غير واقعى وغير منطقى وغير عقلانى .. كيف سيتم هذا الفصل؟! هل ستستطيعون أن تفصلوا الذكور عن الإناث فى الشارع؟! فى العمل؟! فى المواصلات؟! هذه الرجعية التى عفا عليها الزمن ضد فطرة الحياة التى نشأ عليها الإنسان على هذه الأرض .. فى الوقت الذى تقوم فيه الدول المنغلقة حولنا بالاتجاه فعلياً إلى الجامعات الطبيعية كأى جامعة فى العالم نتجه نحن نحو هذه الرجعيه!
أمر غير واقعى بالمرة لا يجوز أن تحدث هذه المأساة التى يروج لها المتطرفون والسُذج والمتخفون وراء اللحى والمتخفيات وراء البراقع الذين يريدون أن يوقعوا المجتمع بأكمله فى ظلمتهم وفى بحور جهالتهم ...
إحدى الصديقات حكت لى عن واقعها المر الأليم، فهى طالبة أزهرية حصلت على 90% فى الثانوية الأزهرية وعجزت عن دخول كلية تعادل مجموعها فلم يكن أمامها إلا دخول كليات لا تتناسب مع إمكاناتها، فى حين أن الأولاد الذين يخضعون لنفس الإختبارات ويحصلون على 70% فقط تتوفر لهم كليات أكثر بكثير لا تُتح أغلبها للبنات، أى قهر هذا لإرادة الإنسان!
أوقفوا مُخطط التمييز .. أوقفوا مخطط الظلاميون الذين لا يحكمون على حياتنا إلا بنصفهم السفلى .. نعم لمصر دولة مدنية علمانية ديموقراطية حديثة تقع فيها الدولة على مسافة واحدة من كافة مواطنيها ...