علينا كصحفيين تطهير انفسنا قبل تطهير الاخرين
المطالبة بكشف اصحاب المصاريف السرية والاعلان عن مصادر تمويل جميع الصحف المصرية
هذا ماكتبة الاستاذ الكبير محمد حسنين هيكل بتاريخ 13 اغسطس 1952 اى بعد ثورة يوليو بـ 20 يوماً فقط ، متناولاً ضرورة تطهير الصحافه وهو ماطالب به ايضاً الكاتب والاديب عباس محمود العقاد فى مقال نشرة بمجلة الهلال
اما عن مقال هيكل والذى نشر بمجله اخر ساعة فى 13 اغسطس 52 فقد جاء فية :
انى اقولها بصراحة - وانا عتقد انها ستجلب لى متاعب الدنيا والاخرة - ان بلاط صاحبة الجلاله فى حاجة الى تطهيراً كبير ، لقد كان الملك السابق كارثة على مصر ، هذا صحيح ، وكان زعماء الاحزاب السياسية كارثة على مصر ، هذا صحيح ، وكان محترفو السياسة كارثة على مصر ، هذا ايضاً صحيح ، ولكننا - نحن بلاط صاحبة الجلالة - كنا كارثة اخرى ، ويجب ان نعترف ان علينا مسئولية كبرى فى كل الذى صارت الية الاحوال ، ولقد بدأت مصر كلها تنادى بالتطهير وعلينا نحن ايضاً ان ننادى مع مصر بالتطهير ، تطهير انفسنا قبل تطهير الاخريين
ان الصحافه اليوم ليست ملك اصحاب الصحف ولا ملك المحررين ، انما الصحافه اليوم مؤسسة عامة ، تؤدى دوراً بالغ الخطورة ، انها اشبة ماتكون بعجله القيادة للرأى العام ، وينبغى ان تتوافر كل الضمانات لعجله القياده ، فلا يكون بها خلل ينحرف بالمركبة الى اليمين حيث ينبغى ان تكون الى اليسار ، او ينحرف بها الى اليسار حيث ينبغى لها ان تكون الى اليمين ، لايستيطع احد ان يركب سيارة اصيبت عجله القيادة فيها بخلال ، خصوصاً اذا كان سيقطع بها طريقاً شاقاً مليئاً بالمنحنيات والمنعرجات
انى لا اطالب بالحد من حرية الصحافة بل العكس انا اعتقد ان الصحافة الحرة هى معنى الوحيد للديمقراطية ، ولكن اسمعوا ماحدث فى انجلترا ، وانجلترا هى بلد حرية الصحافة مهما اختلفنا فى الرأى حول سياسة الانجليز ، بعد الحرب العالمية الاخيرة ثار فى مجلس العموم لغط حول الصحف البريطانية واتجاهاتها وقرر مجلس العموم تأليف لجنة برلمانية لفحص حالة الصحافة البريطانية وتضمن هذا مايلى :
- فحص الحالة المالية للصحف البريطانية ومن هم اصحابها ومن هم حملة الاسهم وما مصادر تمويلها
- فحص حالة الصحافيين وماهى اتجاهاتهم وما الاراء والتيارات التى تسيرهم فى الطريق الذى يسيرون فية ؟
حدث هذا فى انجلترا بلد الحرية الصحافية التى لاتعرف حدوداً ، اما فى مصر فأن الحكومات تصرف مرتبات سرية لعدد من الصحافيين ، وفى مصر تيارات كثيرة ومصالح متشابكة معقدة - بل ومريبة - تعمل عملها فى الصحافة وليس هناك من يطالب بحساب او بعقاب ، وبعد فدعونى اقترح ثلاثة حلول ولتكن لنا الشجاعة فى مواجهاتها :
- ينبغى الغاء المصاريف السرية للصحافة فوراً
- ينبغى ان تعلن اسماء جميع الصحافيين الذين استحلوا لأنفسهم اموال المصاريف السرية فى جميع العهود
- ينبغى ان يقوم ديوان المحاسبة بفحص حسابات جميع الصحف المصرية لنعرف ماهى مصادر تمويلها وكيف تعيش
( تعليق ) / ان هذا المقال يصلح حتى اليوم فقط مع تغييرات هامشية مثل اضافة الى امتياز المصاريف السرية التى حصل عليها البعض الاراضى والمنتجعات والفيلات والعمل كمستشاريين لكبار المسئوليين بمرتبات خرافية رغم امكانياتهم الهزيلة وكذلك استبدال ديوان المحاسبة بالجهاز المركزى للمحاسبات حالياً
وهو مقال يصلح ان نستمد منة شيئاً من معايير اختيار القيادات الصحافيية فى الصحف المسماة القومية .