إسمع معي وركز
عن حكاية عبد المعز
مواطن من تعز
يعول عشرة أبناء ووالد معجز
ومسكنه كوخ مقزز
بحث عن الوظيفة فعجزته منجز [ صيغة مبالغة للعجز]
إدفع أو ارتكز
فظل بين الهموم مغرز
فته الهم فتوت [ صيغة مبالغة ]
لته الدين لتوت [ صيغة مبالغة ]
فلأجل القوت باع معوزه [ الإزار ـ الفوطة ـ ] والكوت
حتى غدا كالهيكل المنحوت
وعلى [.... ] خيمت العنكبوت
فهم بالإنتحار هم أن يموت
لكن الأقدار ساقت إليه الجار
فمنعه من الإنتحار
فقال يامجنون ! لمن تترك البنون ؟
قال ليقضوا علي الديون
الموت حنون في بلاد الفقر هو المضمون
فقال له نار حارق تحرق كل سارق
فلا تفارق الدنيا وأنت غارق بالذنوب والسوابق
فليست الحل المشانق .. ليست الحل المشانق ... ليست الحل المشانق
بدل التحسر والكربه لماذا لا تفكر بالغربة
فخذ نصيحة محب لك وجار
الحل في الأسفار
هكذا شاءت الأقدار
وكما قالت الأشعار
[ كلما زاد الغلا على الشعب وزادت الأسعار فحطو وفحط ـ إستعارة بمعنى أسرع ــ إلى دول الجوار ]
فقال كيف أقضي الغرض ؟ ـ يعني الغربة ـ
ومن المفترض ليس معي حق فيزا ـ تأشيرة إقامة ـ
عليه العوض
ولا حق المواصلات إلا حرض ـ منطقة بحدود الدولة الأخرى التي يقصدها ـ
لكن أملي لن يخيب ... مادامت الغربة الحل الغريب .... مادامت الغربة الحل القريب
غربة ... غربة ولو تهريب ـ خلف الكواليس ـ
كل باب في الوطن مسدود
والقلب دود وعكابر سود ـكنية يمنية تطلق على الفئران ـ
فأحسن للمواطن أن لا يعود
حتى وصل للحدود
وهنالك فلس ـ إنتهت النقود ـ
واستطلع الطريق وتلمس
حتى إذا الليل عسعس
مشى على رجليه وتكرفس ـ تعثر ـ
مشى مشي الجنين
ومع الوحشة والريح .... عبر الخبت الفسيح
في الليل يمشي دون أن يستريح
مشى حتى أضناه العنى واجتاز حدودنا
ومشى في البرية ..
لا يخشى إلا الله والطقوم العسكرية
وكل ما دنى منه شبح ارتزع على الأرض وانبطح
حتى وصل إلى واد ممدود
فيه حيات وعقارب وقرود
وشبح الخوف يسود
مشى مثقلا كأن على قدميه القيود
وبعد وقت محدود
وصاحبنا يمشي في كنف المعبود
[ طب عليه حرس الحدود ]
وقبل أن تدركه الغارة وتصل السيارة
ألقى بنفسه إلى مغارة
بحثت عنه السرية وظل في المغارة
مختبئا من الدورية ..
وفجأة رأى عند قدمية حـــــــــــــــــــــــية
سمها يقتل دون دية
فقال يارب ما هذه البلية
في الحالتين أنا الضحية
تسمرت أقدامه وتكبلت
وإذا الحية أقبلت
فقال أيتها الحية أين القبْيَلة ؟ [ إستعارة بمعنى أين احترامك للضيف ]
إعملي معروف وقدري حالتي والظروف
احترمي الضيوف
فقالت الحية يامهفوف
ما ذا أتى بك إلى وادي الحتوف
ومن أجبرك أن تسلك طريقا غير معروف
فتنهد وقال الظروف وقلة المصروف
بلدنا بالفقر محفوف وبالجرع 1 ملفوف
جرعة تنتف المنتوف
قالت الحية ....
لك صرع ماهي الجرع ؟
الجرع هو الجوع والذل إذا اجتمع
الجرع هي الموت على نغم البرع
ياحية ما الحل ؟ لعزيز قوم ذل
فكان علي المرتحل
ياحية !!!! الخرق زاد بالإتساع
كيف أعيش في وطن الضياع
كيف أصبر على ولدي إذا جاع
وطني غابة تحكمه قانون السباع
ياحية ياحنون !! إرحمي المديون
إرحمي المغبون
إرحمي أطفالي ينتظرون
بـــكت الحية وأسبل الدمع العيون
وقالت أمعقول ما يكون !!!
كيف يظلم إنسان أخاه الإنسان
إجزع [ بمعنى إذهب ] ومن هذا الرأس لك الأمان
وواصل المسير تتقدمه الحية في الأمام
وواصل المسير قدام قدام
مشيا على الأقدام
يمشي والحية تقود
وبعد أربعة وعشرين ساعة من الصمود
تجاوز الحدود أشعث أغبر الخدود
قالت الحية لقد وصلت المقصود
وودعته كي تعود
وفجأة طب عليه حرس الجنود
عندما رآهم انهار وهرب محاولا الفرار
فأطلقو عليه النار وبكتفه الأيمن أصابه عيار
فصاح يالطيف
ارحم العبد الضعيف
وألقى بنفسه تحت الكريف
يضمد النزيف
ماذا جرى ؟
أهذا هراء ؟
من قال الفقر كافر ما افترى
شعب اليمن يموت في العرى
ما هذه الأقدار ؟
هي سياسة الإفقار
جعلته يموت خارج الوطن والدار
جرحه نزف وغار
فتذكر أبناءه الصغار فالتفت نحو اليمن واستدار
وصاح بأعجوبة
يا بلادي المنكوبة
يابلادي المنهوبة
يابلادي المنهوبة
أنا ضحية الإفقار
فرأته الحية الحكيمة
حالته أليمة
فصاحت فوق رأسه واااااااااااااافقيراه
وااااااااااااااااااااافقيرااااااه
فناداها مناد ماهو بالفقير
في مأرب مصافي [ يعني بترول ]
وفي مسيرته ألف بير [ يعني بئر بترول ]
وغازه للتصدير
ثروات من كل جانب
جمارك وضرائب
ووطنه بالثروات محظوظ
وهبات وقروض
وطن من أغنى الدول
لكن !! حوله ألف معول [ أي الفأس اللذي يكسر به النخل والشجر والخشب ]
مصو [ كناية بالسررقة أو النهب أو نحو ذلك ] ثرواته مصوص [ صيغة مبالغة]
وعلى الكراسي خيم اللصوص
فصاحت وااااااااامظلوماه
واااااااااااااااامظلوماااااااااااه
فنادها مناد ماهو بالمظلوم
بل هو ظالم محروم
لا ترحموه إن صاح وانتحب
أليس هو من وقع وأشر وكتب [ الإنتخابات ]
وبصم للفاسدين وانتخب
هذا المسفر المسكين
باع صوته بمائة وخمسين
لا ترحمو منه الأنين
ولا تأسفو على وضعه الحزين
هذا لا يأتي باللين
حمادي [.........] خبز أيدي والعجين ..
فصاحت الحية
واااااااااااغريباه
واااااااااااغريبااااااااااااااه
فناداها مناد يستاهل الغربة
من باع صوته بزربه [ أي سعر لفة قوت غنم ]
يستاهل
من لغربته أسير
ليدفع ثمن بيعه الضمير
يستاهل
من صفق للباطل
يستاهل
كل صامت متجاهل
عاش فقير ومات في الغربة عاطل
الحية في الأخير فهمت المراد وقالت لماذا أنا أبكي
وأصيح من أجلك وأنت بعت أمانتك وضميرك
وسبب ابتلائك .!!
إذن أنت وأمثالك من يتخاذل لا يستحق الحياة
هل بقي لك عرق ؟ قال نعم
لدغته فمات .