وأوضحت المصادر ذاتها أن حملة الاعتقالات شملت منطقتي القصور والعرضي في دير الزور، وأفاد شهود عيان توجه أرتال من الدبابات إلى منطقة العرضي حيث تجري الحملة العسكرية.
من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن أربعة وثلاثين مدنيا على الأقل قتلوا أمس الثلاثاء برصاص قوات الأمن والجيش في عدة مدن سورية.
وأضافت اللجان أن القوات السورية قامت بحملة اعتقالات ليلية في صفوف المتظاهرين في مدينة الكسوة بمحافظة ريف دمشق، وأشارت إلى أن هناك عددا من الجرحى سقط جراء الحملة العسكرية المتواصلة في المدينة.
كما نفذ الجيش عمليات دهم واعتقال واسعة في محافظة إدلب شمالا وريف حماة وحمص وسط سوريا.
وسجل أعلى عدد من القتلى في دير الزور التي اقتحمتها الدبابات الثلاثاء حيث قتل 17 شخصا وأصيب نحو 50 بجروح في المدينة والبلدات المحيطة بها. كما قتل شخص في اللاذقية وأصيب اثنان بجروح، وسقط خمسة قتلى في محافظة إدلب، وستة قتلى في حماة وثلاثة قتلى في حمص، وقتيلان في ريف دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الدبابات ترافقها سيارات أمنية ترفع رشاشات ثقيلة تنتشر في شوارع مدينة دير الزور وفي ساحة الحرية التي شهدت مظاهرات حاشدة في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى اعتقالات واسعة في المدينة.
وأضاف أن "إطلاق النار يسمع في أكثر من منطقة وأن النيران استهدفت مستشفيين".
وأشار المرصد إلى أنه "يتم إسعاف الجرحى في المنازل دون وجود أدوية بسبب إغلاق الصيدليات، كما يعاني السكان من فقدان الخبز".
وسقط معظم الأطفال قتلى في بلدة طيبة الإمام بريف حماة –الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من مدينة حماة- حيث أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل خمسة بينهم ثلاثة من عائلة واحدة برصاص قناصة انتشروا على الأبنية العالية كلها في البلدة, في وقت تستمر فيه حملة الدهم والاعتقال وإحراق الدراجات النارية مع تمركز خمس دبابات داخل البلدة وانتشار أخرى على جميع المفارق.
كما قتل في هذه البلدة ثلاثة أشخاص آخرين، إضافة إلى مقتل شخصين في بلدة حلفايا القريبة وفق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وتحدث أعضاء اتحاد تنسيقيات الثورة عن عشرات الضحايا بين قتيل وجريح في بلدة صوران لكن لم يتم التثبت بعد من أعدادهم بسبب قطع الاتصالات والحصار المحكم هناك.
وتعرضت طيبة الإمام للاقتحام، في حين استمرت القوات السورية في عملياتها بمدينة حماة المقطوعة تقريبا عن العالم الخارجي.
وقالت منظمات حقوقية سورية وناشطون على الإنترنت إن قوات سورية مدعومة بدبابات وآليات مدرعة، اقتحمت فجر الثلاثاء بلدتي بنّش وسرمين في محافظة إدلب مما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو عشر دبابات وعربات عسكرية اقتحمت بنش وسرمين, وتحدث ناشطون عن نزوح عدد من الأهالي.
قصف بدير الزور
وفي مدينة دير الزور التي اجتاحتها قبل يومين قوات عسكرية وأمنية كبيرة, وقتلت فيها ما لا يقل عن 65 شخصا, تعرضت أحياء سكنية بينها الحويقة صباح الثلاثاء لقصف بمدافع الدبابات والرشاشات الثقيلة، حسب مصادر محلية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بين القتلى أمًّا وطفليها وامرأة عجوزا وفتاة صغيرة.
وقال معارضون إن تعزيزات عسكرية تشمل طابور آليات دخلت المدينة, في وقت شن فيه الجيش وقوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في أحياء المدينة الواقعة بشرق البلاد.
وكانت العمليات العسكرية والأمنية التي تستهدف خنق الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الأسد قد شملت أيضا مدينة معرة النعمان. وبث ناشطون شريطا مصورا يظهر وجود قناصة على أسطح المنازل في المدينة.
كما شملت الحملات الأمنية أمس الثلاثاء وفق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية مدينة حمص وريفها قرب بلدة الرستن وسهل الحولة حيث سقط خمسة قتلى هناك.
وأشار شهود عيان للجزيرة نت إلى أن دبابات وآليات حاصرت قرية غرناطة القريبة من الرستن قبل أن تقتحمها قوات أمن فجر الثلاثاء وتشن فيها حملة دهم واعتقالات.
كما تحدث نشطاء التنسيقيات عن حملة اعتقالات واسعة في داريا وعربين بريف دمشق، إضافة إلى محاولات اقتحام لحي سكنتوري في مدينة اللاذقية الساحلية.
وفي درعا, قتلت القوات السورية أول أمس معن المناع شقيق المعارض السوري المقيم في فرنسا هيثم المناع عندما كان يشارك في تشييع قتيل.
ولم تمنع العمليات العسكرية والأمنية التي تسارعت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية بوضوح، من استمرار المظاهرات المناهضة للنظام خاصة بعد صلاة التراويح.