وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمان لوكالة الصحافة الفرنسية إن دبابات وناقلات جند مدرعة جالت صباح اليوم في أحياء الشيخ ياسين والجبيلة والموظفين، وسط إطلاق لنيران الرشاشات الثقيلة وأصوات القذائف.
وكانت السلطات السورية قد أنكرت في وقت سابق أي اقتحام لدير الزور التي تقع شرق سوريا وتضم منشآت نفطية، لكن ناشطين نشروا تسجيلات تظهر انتشار الآليات المدرعة في المدينة, وتحدثوا عن انتشار ما لا يقل عن 200 دبابة وآلية هناك.
عمليات تتوسع
ويأتي تجدد القصف لأحياء في دير الزور -بينها الجبيلة والموظفين- غداة مقتل ما لا يقل عن 17 من السكان وجرح 50 آخرين بنيران القناصة والقذائف.
وقال مدير المرصد إن القصف الذي حدث صباح اليوم أثار مخاوف من عملية عسكرية جديدة في دير الزور التي شهدت قبل اقتحامها مظاهرات ضخمة مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد.
وجرت المظاهرات الرئيسية في ساحة الحرية التي باتت تنتشر فيها الدبابات وفقا للمرصد.
وأفادت مصادر للجزيرة أن القوات السورية بدأت صباح اليوم حملة دهم واعتقال في مدينة دير الزور التي كانت إحدى مدن وبلدات كثيرة تعرضت أمس لعمليات اقتحام متزامنة أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا في صفوف المدنيين, فضلا عن مئات المعتقلين.
فقد شملت العمليات العسكرية والأمنية بلدتي بنّش وسربين في محافظة إدلب شمال البلاد, وبلدة طيبة الإمام التي تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة حماة المحاصرة, وبدات في محافظة ريف دمشق.
وقال المرصد الحقوقي إن قوات كبيرة من الجيش اقتحمت بلدات زملكا وعربين وحورية بريف دمشق وسط إطلاق نار كثيف.
وأوضح أن القوات المقتحمة صادرت الدراجات النارية التي استخدمها المتظاهرون على نطاق واسع في بداية الاحتجاجات التي انطلقت منتصف مارس/آذار الماضي.
وتحدث ناشطون في مواقع المعارضة عن اقتحام قوات عسكرية فجر اليوم لمدينة سراقب بريف دمشق أيضا. وكانت عملية عسكرية قد استهدفت قبل أيام منطقة الحولة بريف حمص, وأوقعت عشرات القتلى بين المدنيين.
وفي محيط حمص أيضا, عززت القوات السورية أمس انتشارها حول مدينة الرستن -التي شهدت في الأيام الماضية مظاهرات ليلية كبيرة- تمهيدا لاقتحامها وفقا لناشطين.
مظاهرات
وقلصت العمليات العسكرية التي تسارعت وتيرتها في الأيام الماضية حجم الاحتجاجات، خاصة في المدن الكبيرة مثل حماة وحمص ودير الزور. لكن آلاف السوريين تظاهروا الليلة الماضية مجددا حتى داخل مدن محاصرة.
فقد تظاهر الآلاف في حيي التكية والقصور بحماة, وتظاهرت أعداد مماثلة في أحياء الغوطة والإنشاءات والبياضة وبابا عمرو والخالدية وغيرها في حمص.
وأكد ناشطون خروج مظاهرات كبيرة في مدن وبلدات أخرى بينها داريا ودوما والزبداني بريف دمشق.
وكان نطاق الاحتجاجات قد توسع أمس ليشمل لأول مرة حي المهاجرين القريب من مقر القصر الجمهوري في دمشق.
وقال ناشطون إن قوات الأمن التي تنتشر بكثافة في أحياء وميادين وسط دمشق, اعتقلت العشرات في حي المهاجرين.
كما تظاهر الآلاف الليلة الماضية بعد صلاة التراويح في عامودا والعزيزية بالحسكة شمال البلاد, وفي بلدات بحوران (جنوب) مثل المسيفرة القريبة من درعا.