وقد أعلن وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح أن الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق تعبيراً عن احتجاجها على قمع المظاهرات المعادية للنظام، مضيفاً أن وزراء خارجية دول الخليج العربية سيجتمعون قريباً لمناقشة الوضع في سوريا.
كما تابع الصباح للصحافيين في البرلمان أنه جرى استدعاء السفير للتشاور.
وأكد مراسل العربية نقلا عن دبلوماسي كويتي أن اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين بشأن سوريا سيكون في الـ14 من أغسطس / آب الجاري .
وأضاف أن الحكومة الكويتية تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لوقف العنف الممارَس ضد المتظاهرين.
ويأتي هذا القرار غداة خطوة مماثلة قامت بها السعودية، كبرى دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الكويت أيضاً، حيث استدعت السعودية سفيرها لدى دمشق، وشجب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز استخدام سوريا القوة لقمع الاحتجاجات المندلعة فيها منذ خمسة أشهر.
تضامن برلماني
وتضامن نواب مجلس الأمة الكويتي مع قرار وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم بسحب السفير الكويتي من دمشق، واتخاذ نفس خطوة المملكة العربية السعودية.
وقال النائب مبارك الوعلان لـ"العربية.نت" إن النواب يشيدون بقرار وزير الخارجية، وأنه يتماشى مع مطالب الكويتيين، وأيضاً الخليجيين، وأن النقطة الفارقة هي أنه جاء انسجاماً مع خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي كان يحمل الكثير من الميزات التي تريح الشارع الخليجي والكويتي.
كما قال النائب فلاح الصواغ إنه يثني على قرار وزير الخارجية الكويتي ويصفه بالقرار الشجاع والقوي، وأن الشعب الكويتي شعب مسالم وتألم كثيراً من حزب البعث، وطالب الصواغ بإنقاذ الشعب السوري وإنقاذ الجرحى هناك، كما أشاد الصواغ بخطاب خادم الحرمين الشريفين، وأن المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى للكويت.
كما دعا النائبان الوعلان والصواغ غداً الثلاثاء بعد صلاة التراويح إلى اعتصام سلمي كبير أمام السفارة السورية مطالبين من خلالها طرد السفير السوري الذي كان وزيرا للداخلية في سوريا سابقاً.
البحرين تستدعي سفيرها
وفي الوقت نفسه، أفاد مراسل "العربية" في البحرين بأن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد ال خليفة استدعى سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية العربية السورية للتشاور انطلاقاً من علاقاتها الأخوية ومسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب السوري.
كما أكدت الخارجية البحرينية في هذا الصدد أهمية انتهاج الحكمة في مواجهة الأحداث الجارية، وذلك لما فيه تقدم ورفاه الشعب السوري، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن جانبه، قال شيخ الازهر الشريف أحمد الطيب في بيان أصدره اليوم الاثنين إن "الامر جاوز الحد" في سوريا ولابد من "وضع حد لهذه المأساة".
وأكد الطيب، الذي يترأس أكبر مؤسسة سنية في العالم الاسلامي، أن "الازهر الذي صبر طويلاً وتجنب الحديث عن الحالة السورية نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن الازهر وبكل وضوح ان الامر قد جاوز الحد وأنه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الاسلامية".
وناشد شيخ الازهر "المسؤولين في سوريا الشقيقة - كل المسؤولين - ان يرعوا هذا الشعب الأبيّ".
وتابع "ان الشعب السوري وما يتعرض له من قمع واسع، ومن استعمال لأقصى درجات العنف، واعتقال وترويع، كل ذلك يمثل مأساة انسانية لا يمكن قبولها ولا يجوز شرعا السكوت عنها".
وأكد الطيب انه "معلوم ان الدم لا يزيد الثورات إلا اشتعالاً"، مشدداً على "ضرورة احترام حقوق الشعب السوري وحرياته وصون دمائه".
وقال إنه "يطالب القيادة السورية بأن تعمل فوراً على وقف إراقة الدماء وعلى الاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية، استجابة صادقة واضحة ناضرة".
وختم شيخ الازهر بيانه بالدعاء "حفظ الله الشعب السوري آمناً حراً عزيزاً كريماً، صامداً شامخاً يرد كيد العدو ويشد أزر الصديق".
وعلى صعيد متصل، قال أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، إن ما يجري في سوريا يقلق الجامعة العربية والدول كلها.. وطالب العربي دمشق ببدء حوار جدي لإجراء المصالحة المطلوبة.
قال العربي إنه سيلجأ إلى الإقناع بدلاً من الإجراءات الجذرية للمطالبة بإنهاء العنف في سوريا، متحدثاً بعد أحد أعنف الأسابيع في الانتفاضة السورية المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وتناقض رد الفعل العربي المحدود بشأن سوريا مع مساندة جامعة الدول العربية لمنطقة حظر الطيران فوق ليبيا بعد بدء الانتفاضة هناك.
ومضى يقول ما يحدث في سوريا يثير قلق الجامعة والعالم. الحوار وإنهاء العنف هما الخياران الوحيدان. التعامل مع الاحتجاجات والدعوة للتغيير لا يمكن أن يتم عبر العنف. الجامعة العربية تأمل وتتوقع رد فعل إيجابياً من سوريا على بيان الجامعة.
وأردف قائلاً في الوقت الحالي أصدرنا بياناً وأصدرت دول أخرى بيانات. لا أعلم أي جهة تريد المزيد من الإجراءات في الوقت الراهن.
وأبدت الجامعة قلقاً متزايداً، أمس الأحد، بشأن سوريا ودعت السلطات إلى وقف العنف ضد المحتجين على الفور.