وكانت «ثورة الخيام»، أو «ثورة الـ(فيس بوك)» كما يسميها البعض، قد واصلت تصاعدها لتشمل نحو 30 مدينة إسرائيلية، بينها ثلاث مدن عربية وهي الناصرة وباقة الغربية وقلنسوة. وإذا كانت الشعارات المرفوعة في بداية المظاهرات قبل أسبوعين، قد اقتصرت على المطالبة بتخفيض أجور وأسعار السكن، فإن الشعارات التي تلصق على آلاف الخيام ترفع شعارات أكثر عمقا، مثل: «وقف عملية تحطيم الطبقات الوسطى» و«زيادة الأجور ورفع مستوى المعيشة» و«تغيير سلم الأفضليات في الدولة» و«وقف التمييز لصالح الأغنياء والمستوطنين واليهود المتدينين» وغير ذلك. وهي شعارات لن تستطيع حكومة يمين أن تطبقها إلا إذا غيرت آيديولوجيتها. ولذلك، فإن المقربين من نتنياهو يعتبرونها «مؤامرة كبيرة لإسقاط الحكومة».
ومن المفترض أن تشهد هذه المعركة تصعيدا جديدا اليوم مع انضمام أكبر تجمع لنقابات العمال «الهستدروت» إليها، والتهديد بإجراءات عمالية تتصاعد حتى تشمل الإضراب العام الذي يشل الاقتصاد. كما أن قرار نقابة الأطباء إعلان الإضراب العام في جميع المستشفيات الحكومية، اليوم، يساهم في هذا التصعيد. وباتت الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو قلقة على مكانتها واستقرارها، خصوصا أن عددا من الوزراء بدأوا يسمعون تصريحات انتقادية لسياستها ومطلب جعل وزير المالية، يوفال شتاينتس، كبش فداء وإقالته من أجل امتصاص غضب الجمهور. وانتقد خمسة وزراء طريقة نتنياهو في معالجة هذه الأزمة، وقال سلفان شالوم، النائب الأول لرئيس الوزراء: «هذه هبة غضب عادلة نابعة من معاناة حقيقية للجمهور، خصوصا في الطبقات الاجتماعية الوسطى. وتحتاج إلى خطة اقتصادية مدروسة بشكل مهني، وعميقة ومقنعة وليس إلى قرارات مسحوبة من كم القميص من دون دراسة».
وطالب الوزير موشيه كحلون، وهو من اليهود الشرقيين وقد ذكر اسمه كأحد أفضل المرشحين لخلافة شتاينتس في وزارة المالية، بأن يدعى قادة المظاهرات إلى مكتب رئيس الحكومة وأن يتم تدارس الموضوع وإظهار النوايا الطيبة، وغرس الشعور لديهم بأن الحكومة تعتبرهم شركاء لها في الهم وكذلك في إيجاد الحلول. وفي التاسعة من مساء أمس، بدأت ست مظاهرات ضخمة في ست مدن إسرائيلية، بقرار من قادة الاحتجاج، كتصعيد جديد في المعركة. والمدن هي تل أبيب والقدس وحيفا والناصرة (العربية) وبئر السبع (في الجنوب) وكريات شمونة (في أقصى الشمال). ومن المتوقع أن يعلن مجموعة من عشرات الأطباء إضرابا مفتوحا عن الطعام، اليوم، إلى حين تلبى مطالبهم بزيادة الأجور والملاكات. وقالت ستاف شبير، إحدى قادة ثورة الـ«فيس بوك» الإسرائيلية إن ردود الفعل الجماهيرية مذهلة في حرارتها وتضامنها، ولذلك فإنها متفائلة من احتمالات نجاحها: «سنصل إلى وضع يكون فيه البديل، إما سقوط الحكومة وإما تغيير سياستها بشكل جذري».