تدفق المرتدون للجلابيب البيضاء، والنقاب والزى الإسلامى فى سيارات ومسيرات سيرًا على الأقدام فى تجمعات يرددون شعارات تطالب بتطبيق الشريعة، وبأن مصر دولة إسلامية ويطالبون بتطهير أجهزة الدولة من رموز النظام السابق.
ولم يختلف الموقف كثيرا فى الإسكندرية، حيث سيطر التواجد السلفى على المتوجهين إلى ميدان القائد إبراهيم حتى صباح اليوم، مرددين ذات الشعارات التى يرددها السلفيون المشاركون فى مليونية التحرير، حيث تم تخصيص أماكن للسيدات المنتقبات، بجوار المنصات الرئيسية الموجودة.
ورفع البعض أمام المنصات، المصاحف، ولافتات تنادى بتصحيح المفاهيم المغلوطة وإحياء التراث الإسلامى ونهضة الأمة الإسلامية وتحقيق التنمية فى شتى المجالات ونبذ الدولة المدنية والعفو العام عن كل المساجين السياسيين فى مصر، مرددين هتاف "الله أكبر الله أكبر، لا للمبادئ فوق الدستورية، الشعب يريد تطهير البلاد".
وشهدت وسائل المواصلات المتجهة للتحرير ازدحامًا شديدًا خاصة مترو الأنفاق.
من جانبه أكد د.أسامة ياسين عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، أن المليونية تطالب بوضع جدول زمنى محدد لاستكمال باقى مطالب الثورة، وعلى رأسها حركة المحافظين بما يتفق والشرعية الثورية، ووضع حدٍّ أدنى وأعلى للأجور، واستكمال تطهير مؤسسات الدولة من فلول النظام البائد والحزب الوطنى المنحل.
وأضاف "لا نريد وعودًا بل أفعال على الأرض، وليس مطلوبا أن تتحقق تلك المطالب اليوم أو غدًا بل وضع جدول زمنى واضح ومحدد لتحقيق تلك المطالب"، مشيرا إلى أن الشعب لا يريد أن يلتف أحد على إرادته، وأن يحتفظ بحقه الأصيل فى رسم مستقبله دون وصاية من أى فصيل وطنى.
وأعلنت جبهة الإرادة الشعبية وهى ائتلاف من القوى الإسلامية على مطالبها التوافقية السبعة لجمعة الإرادة الشعبية لضمان توافق جميع القوى السياسية عليها وعودتنا مرة أخرى فريقا واحدا أمام عدونا الحقيقى المتمثل فى نظام فاسد منذ أكثر من ثلاثين عامًا: المطلب الأول: إعطاء صلاحيات كاملة للحكومة للبدء فى اتخاذ إجراءات عملية فى ملف التطهير الشامل لملف الفساد المالى والإدارى، المطلب الثانى: سرعة محاكمة مبارك وجميع أركان نظامه.. وتنفيذ الوعود المقدمة بخصوص محاكمة قتلة الثوار وفتح التحقيق فى ملف القناصة، المطلب الثالث: تحديد جدول زمنى واضح للانتخابات البرلمانية والرئاسية وتحديد صلاحيات المجلس العسكرى وتحديد موعد تسليم إدارة الدولة إلى سلطة مدنية منتخبة، المطلب الرابع: رفض قيام المجلس العسكرى بوضع تشريعات وإصدار قوانين وقرارات بشكل منفرد تؤثر على مستقبل مصر (مثل قانون مجلسى الشعب والشورى - وضع بنود حاكمة للدستور - وضع محددات اختيار الجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور - قانون تجريم المظاهرات والاعتصامات) وغيرها بدون الرجوع لكافة القوى السياسية والتيارات المختلفة، المطلب الخامس: الإسراع بصرف مستحقات المصابين وتعويض أهالى الشهداء، المطلب السادس: وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة من أدينوا أمامها أمام محاكم مدنية، المطلب السابع: حبس الضباط المتهمين بقتل الشهداء خاصة بعد ممارستهم الضغط على أهاليهم، وتفريغ الدوائر القضائية لسرعة المحاكمات.
أما صفحة "كلنا خالد سعيد"، فرفعت شعار "مصر أولاً"، وقالت رسالة لكل صاحب منبر إعلامى سواء على الفيس بوك أو غيره: الخلاف وارد، وكل الأطياف والتيارات على اختلافها فيها أصوات متطرفة وإقصائية وساخرة من الآخرين.. سهل جدا إننا نقرر نركز على الأصوات دى ونعمم تصرفاتها على الفكر أو التيار المنتمية إليه للهجوم عليهم .. بس الصعب إننا نحاول نكون موضوعيين ونبحث عن الأصوات المعتدلة فى كل تيار لإبرازها وتقديمها على أنها النموذج الصحيح.. إحنا بنصنع التاريخ ولازم نكون على قدر المسئولية.
ومن جانب آخر وقبل أداء صلاة الجمعة وتأكيدا على الوحدة الوطنية أقام الدكتور هانى حنا قداسا من منصة الإخوان المسلمين سبقها شعارات "مسلم.. مسيحى إيد واحدة"، وقال حنا "أسمع فى الميدان شعارات "الإسلام قادم.. الإسلام قادم" أمال حنا عايشين فى إيه"، مؤكدا أن مسلمى وأقباط مصر جميعه يد واحدة ويحبون بعضهم البعض ويقفون معا لتحقيق مطالب واحدة للثورة.
وأشار حنا إلى أن جميع المصريين لن يصمتوا حتى تتحقق جميع مطالب الثورة لأن لا زال هناك نظام سابق بعد، مشددا على مطلب تظهير كافة المؤسسات الحكومية .
وفى المقابل هتفت منصة قناة الحكمة بمطلب واحد "الشعب يريد شرع الله" ،"إسلامية ..إسلامية ضد أنف العلمانية"، وحملوا لافتات مكتوبا عليها "لا إله إلا الله..القرآن دستورنا ولا للمبادئ الحاكمة للدستور "، "لا إله إلا الله ..اسلمى يا مصر".
كما رفع البعض صوراً لحازم صلاح أبو إسماعيل المرشح الإسلامى المحتمل لرئاسة الجمهورية،
فيما استعدت وزارة الصحة بدفع 40 سيارة إسعاف مجهزة بالمعدات والمستلزمات الطبية وفرق المسعفين و8 عيادات متنقلة بها فرق طبية وإخصائى أمراض باطنة، وجراحة وعظام، وغيرها إلى ميدان التحرير لتأمين مليونية وحدة الصف.
وقال الدكتور عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية، إن الوزارة قامت بوضع السيارت والعيادات المتنقلة على ثلاثة محاور"ميدان عبدالمنعم رياض، وسيمون بوليفوار، ومجلس الشورى "، وتم تزويدها بجميع الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية والجراحية، ورفع درجة الطوارئ القصوى فى جميع المستشفيات الطبية القربية من ميدان التحرير والتابعة لوزارة الصحة وهى: مستشفيات معهد ناصر، والهلال، وأحمد ماهر، والمنيرة العام، والجمهورية، مشيرا إلى أنه تم تزويد هذه المستشفيات بأكياس الدم والمحاليل والأدوية والمستلزمات الطبية، وتم أيضا تزويد أقسام الطوارئ بالأطقم الطبية لتعمل على مدار 24 ساعة فى نوبات عمل مختلفة تحسبا لأى ظروف قد تطرأ.