وأشار عبد الجليل في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال خلال زيارة غير معلنة للجبل الغربي الذي يسيطر عليه الثوار، إلى أن "بإمكان القذافي البقاء في ليبيا ولكن ستكون هناك شروط.. سنقرر أين سيقيم ومن سيتولى مراقبته، والأمر ذاته ينطبق على عائلته"، إلا أنه لم يوضح نوعية الشروط التي سيعيش بموجبها القذافي في ليبيا.
وتؤكد تصريحات عبد الجليل هذه بشكل أو بآخر تصريحات مسؤولين أميركيين وإيطاليين وفرنسيين أدلوا بها خلال الأيام الماضية في هذا الصدد.
وفي اتصال للجزيرة، قال عبد الجليل إنه كان هناك عرض سابق شهد عليه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب ووزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي، لكن الموعد انقضى وتجاوزه الزمن حيث حدد لذلك الأمر عشرة أيام لتنحي القذافي.
وشدد عبد الجليل على أن بقاء القذافي أو خروجه مسألة تخص الليبيين وحدهم، وأكد أن لا تنازل عن طلب تنحي القذافي.
وأشار إلى أنه كانت هناك اتصالات غير مباشرة منذ ثلاثة أشهر عن طريق الشيخ علي الصلابي، لكنها ماتت في مهدها حين انفض الممثلون عن الجانب الليبي بعد اشتراط الصلابي تنحي القذافي.
واعتبر عبد الجليل أن القذافي أصبح بعد صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية هو المنشق عن مجلس يعترف به العالم.
وكان عبد الجليل قد نفى في وقت سابق هذا الشهر تصريحات سابقة له أشار فيها إلى إمكانية بقاء القذافي في ليبيا بعد تخليه عن السلطة، وذلك بعد مظاهرات عمت بنغازي رفضا لذلك.
الانتقالي وقطر
من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس الانتقالي التقارير التي ذكرت أن قطر زادت المساعدات العسكرية للثوار في الأيام الماضية، وقال إنها أرسلت مدربين عسكريين إلى الجبل الغربي في ليبيا لتدريب مقاتلي المعارضة، وبنت وجهزت مركز قيادة ميدانيا.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مدربين عسكريين قطريين رافقوا عبد الجليل في الزيارة إلى الجبل الغربي، وقال أحدهم إن فريق المدربين وصل إلى المنطقة قبل عشرين يوما لتدريب الثوار على استخدام الأسلحة الخفيفة وتكتيكات الوحدات العسكرية الصغيرة.
وكان التلفزيون الليبي قد بث مقاطع تظهر مجموعة أسلحة قال النظام إنه استولى عليها من سفينة قطرية كانت متجهة إلى الثوار.
وقال عبد الجليل إن "الحرب ستنتهي بطريقة من ثلاثة، إما أن يستسلم القذافي ويفر من ليبيا، أو يقتل أو يخطف على يد أحد حراسه الشخصيين أو قوات الثوار".
ليبيا وبلغاريا
وفي تطور آخر، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية فيسيلا تشيرنيفا الاثنين أن بلغاريا أعلنت المستشار في القنصلية الليبية في صوفيا إبراهيم الفوريس شخصا غير مرغوب فيه.
وقالت فيسيلا إن "مذكرة تستند إلى البند التاسع من معاهدة فيينا، أعلن بموجبها مستشار الشؤون القنصلية في سفارة ليبيا إبراهيم الفوريس شخصا غير مرغوب فيه، قد سلمت الاثنين إلى المكلف بالشؤون الليبية في صوفيا".
وأضافت "يجب أن يغادر البلاد خلال مهلة 24 ساعة"، دون مزيد من التفاصيل حول أسباب طرده.
وكانت قناة بي.تي.في التلفزيونية البلغارية اليوم قالت إن مجموعة من الدبلوماسيين الليبيين والعاملين في السفارة الليبية بقيادة القنصل إبراهيم الفوريس اقتحموا السفارة في صوفيا وحطموا تماثيل وصور العقيد معمر القذافي، وأعلنوا أن السفارة أصبحت تحت سيطرة المعارضة.
وأظهرت لقطات عرضتها القناة التلفزيونية عددا من أنصار المعارضة الليبية وهم ينزلون العلم الليبي ويحطمون تمثالا للقذافي في فناء السفارة، واستولت المجموعة على ختم السفارة والخزينة.
واحتجزت المجموعة القائم بالأعمال في السفارة وسكرتيره اللذين رفضا التخلي عن القذافي، وسمح للاثنين لاحقا بمغادرة السفارة.
وقد اعترفت بلغاريا -التي يعمل الآلاف من مواطنيها في ليبيا- قبل شهر بالمجلس الوطني الانتقالي، كممثل شرعي للشعب الليبي، لكنها لم تعتبره "الممثل الشرعي الوحيد".
وأغلقت بلغاريا سفارتها مؤقتا في طرابلس، وقالت متحدثة باسم الخارجية إنه لا يوجد دبلوماسيون من بلغاريا في ليبيا.