الأحد.
استكشف هذا المصمم أنواع الرقص جميعها مستلهما بزوجته زيزي جانمير.. من مارسيليا (جنوب-شرق فرنسا) إلى هوليوود ومن مسرح البولشوي (روسيا) إلى كازينو باريس، مع نجوم من أمثال جان كوكتو ورودلف نوريف وفريد أستير.
ذاع صيت رولان بوتي مع أعماله الأولى، وقد نال أوسمة عدة. وهو يعتبر إلى جانب موريس بيجار من كبار مصممي الرقص الفرنسيين في النصف الثاني من القرن العشرين.
صمم هذا المبدع الذي لا يعرف خياله حدودا، عروض باليه مفعمة بالأحاسيس لكبار الراقصين الكلاسيكيين أمثال نورييف وميخائيل باريشنيكوف ونجوم من هوليوود أمثال فريد أستير وليسلي كايرون، مستمدا الوحي من كارمن ودوك إيلينغتون.
وقد حظي بمساعدة كبار الفنانين على غرار إيف سان لوران وفازاريلي وسيزار، في ما يتعلق بالتصاميم والأزياء المبتكرة لمسرحياته التي اشتهرت بضخامة تأثيرها.
ولد رولان بوتي في 13 كانون الثاني/يناير 1924 وهو كان في التاسعة من عمره عندما ارتاد مدرسة الرقص في أوبرا باريس التي ألفها وهو ابن روز ريبيتو مصممة أزياء المسارح في الأوبرا. وهي كانت قد صممت له أخفاف الرقص الشهيرة خاصته.
في العام 1944 استقال من فرقة باليه أوبرا باريس وهو في العشرين من عمره. وفي العام 1945، أسس بدعم مالي من والده فرقة "ليه باليه دي شانزيليزي" وقد كان لكل من بيكاسو وكوكتو وبريفير مساهمات في أعماله التي لقيت نجاحا منذ البداية ومنها العرض المسرحي الراقص "لو جون أوم إي لا مور" (الشاب والموت).
في العام 1948، أسس فرقة "ليه بالي دو باري، رولان بوتي" لينطلق في مسيرة عالمية. فعمل خصوصا في لندن حيث تعاون في العام 1953 مع أورسن ويليس في إطار المسرحية الراقصة "ذي لايدي إن ذي أيس".
بعدها توجه إلى هوليوود حيث استقر أربع سنوات. هناك جمع في الفيلم الاستعراضي "هانس كريشتين أندرسن" زيزي جانمير وداني كيي، ثم جعلها ترقص مع بينغ كروسبي في "أنيثينغ غوز". وفي العام 1954، صور فيلم "دادي لونغ ليغز" مع فريد أستير وليسلس كايرون.
بعدما عاد إلى باريس متأثرا بالسينما الأميركية، عرف الفرنسيين على المسرح الاستعراضي مؤسسا فرقة "لا روفو ديه باليه دو باري".
في العام 1960، شارك كل من زيزي جانمير ومويرا شيرير وسيد تشاريس في فيلم "ليه كولان نوار" من إخراج ترينس يونغ.
وفي العام التالي، سطع نجم زيزي في دار الموسيقى الفرنسية "ألمبرا" عندما ظهرت وهي ترتدي زيا من تصميم إيف سان لوران في مسرحية "مون تروك آن بلوم" التي اشتهرت بها.
في الستينات، حصد رولان بوتي شهرة عالمية في لندن وميلانو مع نوريف ومارغو فونتين وكذلك في جوهانسبورغ...
أما في بداية السبعينات، بعد تسلم إدارة العروض الراقصة في أوبرا باريس لفترة وجيزة، عاد إلى كازينو باريس مع مسرحية "لا روفو" ومن ثم مسرحية "زيزي جو تيم" التي أهداها إلى زوجته.. وقد شارك فيها إرتي وإيف سان لوران وفازاريلي وسيزار في تصميم الديكورات والأزياء، وغي بيار وجان فرا وميشال لوغران وسيرج غانسبورغ في الأغاني. فلقيت نجاحا لكنها لم تكن مربحة على الصعيد المالي.
وفي العام 1972، دعي لإحياء الاوبرا البلدية في مرسيليا، فتم إنشاء فرقة "ليه باليه دو مرسييل" التي صمم لها رولان بوتي رقصاتها لمدة 26 عاما. كما استمر في العمل مع أوبرا باريس ومسرح لاسكالا في ميلانو ومسرح الباليه الأميركي.
وتبقى زيزي جانمير التي أنجب معها ابنتهما فالنتين في العام 1955، في قلب ابتكاراته.
استمرت نشاطاته خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. وفي العام 2008 عرضت أوبرا باريس أعماله وصمم رقصات "لاست بارادايس" لفرقة الباليه الوطنية الصينية. والعام الماضي أعاد عرض في اوبرا باريس ثلاث من أبرز مسرحياته، وهي "لو ران ديفو" و "لو لو" و "لو جون أوم إي لا مور".