إثيوبيين في إطار قوات حفظ السلام بالمنطقة. وجاءت تلك التصريحات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بثت اليوم الاثنين حيث أكد البشير عزم بلاده إعادة نشر قواتها في أبيي حال وصول القوة الإثيوبية، لكنه حذر من أن عدم احترام الاتفاق المتعلق بمنطقة أبيي من قبل دولة الجنوب الجديدة قد يفضي إلى نزاع عسكري. وشدد البشير على أن القوات المسلحة السودانية اضطرت في الماضي للقتال عندما حاول الجنوبيون فرض سياسة الأمر الواقع في أبيي، لافتا إلى أن تقسيم السودان تم بغرض تحقيق السلام الذي تسعى الخرطوم للحفاظ عليه. ولفت إلى أن القوات الإثيوبية ستمتلك تفويضا من قبل مجلس الأمن لتحقيق السلام بمنطقة أبيي معربا عن ترحيبه بالمشروع الأميركي لنشر هذه القوات القادرة -وفق تعبيره- على أداء مهامها خلافا للقوات الحالية التي فشلت في مهمتها في إشارة إلى قوات يونميس. مسؤولية الانفصال وردا على سؤال عما إذا كان يتحمل مسؤولية انفصال الجنوب عن السودان، أجاب البشير "نعم" مضيفا أن الانفصال كان الثمن المستحق لتحقيق السلام بالمنطقة رغم أنه كان يفضل الحفاظ على وحدة السودان. وأضاف البشير أنه كان لابد من احترام إرادة الشعب في الجنوب تفاديا لعودة الصراع المسلح بين الطرفين، وأكد بأن أرادة الشعب في الجنوب كان لا بد من احترامها لتفادي العودة إلى الصراع المسلح. تجدر الإشارة إلى أن جنوب السودان أعلن السبت انفصاله رسميا وحضر البشير احتفالات الدولة الوليدة بالعاصمة جوبا، مع العلم أن هناك العديد من القضايا الخلافية لا تزال عالقة بين الطرفين بخصوص ترسيم الحدود ومنطقة أبيي وتقاسم الثروة النفطية. وأجبر القتال الدائر في أبيي وغيرها من المناطق الحدودية في جنوب كردفان 170 ألف شخص على الفرار من ديارهم خلال الفترة التي سبقت إعلان انفصال الجنوب. جنوب كردفان وكانت وكالة الأنباء السودانية قد نقلت عن والي جنوب كردفان أحمد هارون قوله الأحد إن القوات المسلحة السودانية تواصل تقدمها في كافة المحاور لتأمين كافة المناطق وحفظ أمن واستقرار المواطنين في القرى. وأكد هارون استقرار الأحوال الأمنية بمدينة الدلنج وعودة الحياة لطبيعتها في أعقاب أحداث شهدتها المنطقة مؤخرا، بينما كشفت مصادر عسكرية عن اعتقال ثلاثة من أفراد الجيش الشعبي -الذراع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان- كانوا متمركزين بأحد جبال المدينة بعد تبادل قصير لإطلاق النار. وفي نفس السياق، أكد الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالخرطوم إبراهيم غندور في تصريحات إعلامية الأحد أن الجيش السوداني لا يحشد قواته بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإنما ينتشر بشكل طبيعي في إطار مسؤولياته لتأمين الأوضاع بالعديد من الولايات الحدودية. من ناحية أخرى رحبت حركة العدل والمساواة أكبر الفصائل المسلحة المتمردة في إقليم دارفور بانفصال الجنوب، في بيان رسمي نشر السبت. وحملت الحركة في بيانها حكومة البشير مسؤولية تقسيم البلاد لأنها لم تجعل الوحدة أمرا جذابا لمواطني الجنوب، وطالبت الخرطوم باستيعاب الدرس -في إشارة إلى النزاع بإقليم دارفور- لتجنب تقسيم جزء آخر من السودان.