يأتي هذا التأجيل بعد سماح السلطات البريطانية لمحامي صلاح، المعتقل في لندن منذ أكثر من أسبوع بعد اتهامه بمعاداة السامية، بزيارته في سجن "بيد فورد" التابع لإدارة الهجرة شمال لندن.
وقال المحامون الذين التقوا بصلاح إن الزيارة استمرت لأكثر من ساعيتن ومن دون أي حواجز.
وحول الزيارة قال الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية من لندن المحامي زاهي نجيدات وعضو طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح, إنهم متفائلون بشأن ملف التوقيف، مضيفا أنه لو أراد الشيخ الإذعان للأوامر البريطانية لاستطاع العودة إلى البلاد في أي لحظة.
وأشار إلى أن صلاح قرر أن يواجه الظلم الذي وقع بحقه, ليس عليه كشخص فقط بل على الأفكار والمعتقدات التي يحملها.
وعد بلفور
في غضون ذلك عبر رئيس الحكومة الفلسطنية المقالة إسماعيل هنية عن تضامن الحكومة والشعب الفلسطيني مع "شيخ الأقصى" رائد صلاح، معتبرا الاعتداء أو التضييق عليه بمنزلة اعتداء على كل الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.
ووصف هنية في وقفة تضامنية لمجلس الوزراء أثناء عقده في غزة الثلاثاء، القرار البريطاني بأنه "استمرار في سياسة الانحياز الكامل للاحتلال، ويستحضر وعد بلفور الذي وضع فلسطين تحت الانتداب والاحتلال".
وعبر عن رفضه المطلق للقرار البريطاني الذي يشكل "اعتداء على أبسط حقوق الإنسان"، وشدد على "حق الشيخ صلاح الكامل في التنقل والحركة في كل مكان في العالم باعتباره رسول حرية وكرامة الإنسان وحقوقه".
كما طالب المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية بالتدخل الفوري لوقف قرار اعتقال صلاح، ومستهجنا وصول القرار البريطاني إلى اعتقاله "تحت ظروف سيئة".
وأوضح هنية أن الشيخ صلاح هو "عنوان يعبر عن حضور أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48"، وأضاف أنه لا يترك ساحة ولا ميدانا إلا خاضه من أجل القضية والشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن صلاح موجود في بريطانيا لينطلق منها للمشاركة في أسطول الحرية 2، ليسهم في كسر الحصار عن غزة وإنهاء معاناة أهلها في امتداد لمشاركته في أسطول الحرية1.
مظاهرة وإدانة
وكان متظاهرون بريطانيون مناصرون لحقوق الشعب الفلسطيني نظموا الاثنين اعتصاما صامتا أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في لندن استنكارا لقرار الحكومة سجن الشيخ صلاح ومحاولة إسكات صوته المنتقد للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وشارك في المظاهرة نشطاء سلام وسياسيون وممثلون عن عدة منظمات سياسية ودينية ووفد من حركة ناطوري كارتا اليهودية تقدمهم أعضاء في مجلس العموم البريطاني.
كما تظاهر الاثنين أيضا أمام مركز احتجاز الشيخ صلاح عدد من النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية، منددين باحتجاز الشيخ ومطالبين بإطلاقه فورا.
في سياق متصل دان المفكر الأميركي الشهير نعوم تشومسكي اعتقال السلطات البريطانية لصلاح، وتهديده بالترحيل بتهمة دخول البلاد دون ترخيص.
وأثنى تشومسكي على دور الشيخ صلاح في تمثيل المجتمع العربي، وناشد السلطات البريطانية بالإفراج الفوري عنه.