أولاً :- عليك تشخيص الأفكار المولدة للاكتئاب ... فإن نظرتنا للأمور تؤثر بشكل مباشر على طريقة تعاملنا معها وتأثرنا بها .
مثلاً , البعض يتوقع أو يريد أن تكون الحياة بلا أية مشكلة , كلها نجاحات وكلها أفراح وسعادة , بلا مرض ولا عناء , ولذا فهو يضجر ويكتئب لمجرد بروز أية مشكلة أو تعثر أو فشل في حياته .
وهذه الرؤية مخالفة للواقع , فالحياة فيها حلو ومر ,وصعب وسهل , ولا زهرة فيها بلا شوك . ونقرأ في القرآن قوله تعالى : ( لقد خلقنا الانسان في كبد ) والكبد يعني التعب والشقاء , ولو درسنا حياة كل السعداء في العالم لما وجدنا شخصاً واحداً تخلو حياته من المتاعب أو المصائب ... نعم هو يسير بهذه المتاعب نحو اهدافه في الحياة فيشعر بالرضا والسعادة .
( البعض الآخر ينظر الى الحياة بنظارة سوداء معتمة , فيرى كل شيء فيها مظلماً وكئيباً , في الوقت الذي لو تأمل قليلاً لوجد في نفسه من النعم ما لا تعد ولا تحصى مما فضله الله تعالى بها , ولوجد في الحياة من حوله نهاراً وشمساً وضياءً وأرضاً وسماءً وشجراً وماءً وناساً طيبين وأهلاً وأصدقاء يحبونه ... وحتى الليل فهو جميل لأنه يحمل لنا الهدوء والسكينة وتأتي معه النجوم المتلئلئة والقمر المنير...
خذي ورقة وقلماً واكتبي فيها قائمة بالملكات والصفات الحسنة , من العقل والبصر والنظر والحواس ... الى الأشياء التي تعرفينها وستجدينها قائمة طويلة و قد لا تنتهي .
واكتبي في طرف آخر ما ينقصك ....إنه محدود , ويمكن التعويض عنه أو امتلاكه بالسعي المتواصل ومزيد من الصبر .
وتذكري دوماً قوله تعالى : ( إن مع العسر يسراً ) فمهما كانت ظروفك صعبة فإنها ستنجلي بإذن الله , وأمامك أياماً سعيدة وحلوة .
ثانياً : للمحيط الذي يعيشه الانسان أثر كبير على حالته النفسية ... ابتعدي عن الناس المملين والمضجرين والسخفاء والفاسدين لأنهم يزيدونك ضجراً وكآبة .
واقتربي من الناس الفرحين , المستبشرين , المؤمنين , الصابرين , الهادئين , الحكيمين , المحترمين , الذين تشعرين بكرامتك معهم .
وكذلك أجواء البيت , العمل ,...اعملي على تجديد الأثاث ولو بتغيير ترتيبه , ونظافة محيطك ولوكان بسيطاً , وأناقة ملبسك ولو كان رخيصاً .
وابدأي يومك مبكراً بالصلاة , بقراءة القرآن , أو الدعاء, ومن ثم الرياضة , النشاط , فان بداية اليوم تبعث بالروح في سائر لحظاته , وقابلي من يعرفك بالتحية والسلام وبوجه بشوش , وكلمي الناس بثقة وحيوية ونشاط .
ثالثاً :- اهتمي بالراحة والنوم بمقدار كاف , حاولي الاسترخاء قبل النوم , وبقراءة القرآن أو الاذكار , أو قراءة كتاب ترتاحين له .
اهتمي بالرياضة والمشي , والاستراحة بالذهاب الى الاماكن المريحة السليمة ...حديقة ,مكتبة , زيارة أقارب , التسوق ...وأيضاً حضور الصلاة في المسجد فانه مدعاة لسكون النفس وترويجها:
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وتذكري دوماً أن ( الله لطيف بعباده ) فهو يحبك ويرعاك وهو الرؤوف الرحيم .
أخيراً , بعض حالات الاكتئاب الشديدة تحتاج الى مراجعة الطبيب النفسي فإذا احتجت الى ذلك فلا تترددي , وليس في ذلك عيب أو نقص , لأن الحالات النفسية تطرأ على الانسان كالحالات الجسدية , ومن ثم يمكن معالجتها . مع تمنياتنا لك بالصحة والتوفيق [b]