وضمت فعاليات البينالي أربعة معارض للفن التشكيلي، احتوت أكثر من 150 عملا فنيا، في مجالات الرسم والنحت والتركيب، جسدت رؤى ومدارس فنية متنوعة، دارت جميعها حول فكرة مركزية هي الثورة بمعانيها المتعددة، وجسدتها أعمال 120 فنانا من 40 دولة.
ثراء وتفرد
وأكد أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة إيهاب عبد الله أن أعمال الفائزين متميزة جدا، وتنم عن ثراء وتفرد الحضارة العربية والإسلامية العريقة، التي تتميز بالتنوع والتكامل والثراء والإبداع، ومن الطبيعي أن تفرز لنا فنانين كبارا موهوبين ومبدعين.
وشارك في البينالي الفنان العراقي إياد شلبي الذي كرس جهده الفكري والفني "لوجه" الشهيد منذ عقود، ولا يخط إلا عنهم، فهي فكرته الوحيدة، فهؤلاء الشهداء ليسوا أمواتا بل أحياء يعيشون بيننا، لذا زينهم بألوان زاهية مبهجة لفرحة صنعوها لأهلهم، وبفضلهم نجحت الثورة وهلت نسائم الحرية.
وأكد شلبي في حديث للجزيرة نت أن ثورة مصر هي ثورة كل العرب، فمصر هي أم الدنيا ورأس الهرم، وهي تضحي وتبذل لنهضة الدول العربية كلها، ومع الأسف كان الرأس مشوها، ولكن الثورة أبرزت الوجه المصري الحقيقي المشرق، ويأمل أن تستكمل مصر الطريق، وتظل نموذجا لكل العرب.
وتنتمي لوحات الفنان العراقي إلى المدرسة التجريدية، فمن بعيد يبدو الوجه واضحا، ومن قريب نجد الحزن والغضب، وتبدو الجروح بارزة بسطح اللوحة من ألم المعاناة.
ثورة شاملة
بدورها قالت الفنانة والشاعرة الإماراتية وفاء خازندار للجزيرة نت إنها جاءت إلى مصر لمشاركتها فرحتها بالثورة المباركة.
وأضافت أن فكرة الثورة هامة بمعناها الشامل والإنساني الواسع، الثورة على الطغيان والاستبداد والتقاليد البالية، الثورة على كل ما يقيد الحريات وعقل الإنسان، وتبدو شخوص لوحات خازندار سابحة محلقة بأطراف طويلة حرة.
ومن ناحيتها وصفت الفنانة التشكيلية عبير حمدي في حديث للجزيرة نت البينالي بأنه عمل جماعي أهلي رائع، تم بإعداد جيد وفي توقيت مناسب، وفيه نتواصل في تجمع فني اختير له فنانون إنتاجهم الإبداعي ناضج ومتميز، مما يتيح تبادل الخبرات الفنية والثقافية والعلمية، وتنوع الرؤى والتقنيات.
وشاركت الفنانة عبير، التي فازت بجائزة أوسكار البينالي، بلوحة تمثل فيها مصر امرأة صامدة وقوية رغم الأعباء، يعلو وجهها هالات النور، وبجوارها طيور ترمز لروح الشهداء المحلقة، التي خرجت من حطام الأرض إلى رحابة السماء.
وشارك أيضا الفنان التشكيلي طارق شعبان بلوحة عن غزة، تؤكد المصير المشترك لمصر وفلسطين، وتوضح محاولات المحتل الصهيوني لشن حملات تغييب للوعي المصري والعربي، ويبدو بالعمل النخيل والأهرامات رمزا لأصالة التاريخ وقوة الوطن، وقدرته على استعادة مكانته.
الحراك الفني
من جانبه يرى أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا مصطفى العزبي أن البينالي فعالية حيوية للفن التشكيلي، وتضم فنانين عالميين تزيد من ثرائه، وهو احتفالية تنمي الحراك الفني والثقافي المجتمعي، وهذه ضرورة وأولوية للمرحلة المقبلة.
وشارك العزبي بأعمال نحت خشبية تعبر عن مرحلة الثورة التي ألهمته، ويعالج فكرة حركة الناس في الشارع والميدان، التي تبدو محبوسة ومطحونة ثم تتحرك وتخرج للثورة.
وقدم الفائز بجائزة أوسكار البينالي النحات السعودي محمد الثقفي أعمالا فنية مركبة تحية لشهداء الثورة، عبارة عن لبنات في بناء يخلد فيه جثامين الشهداء، وتحيطهم آيات قرآنية وستائر الكعبة الشريفة.