من 40 دولة عربية وأجنبية، من بينهم نخبة من الشعراء والأدباء.
وأشاد أبو غازي بفكرة البينالي بوصفه يجمع الفن التشكيلي مع الشعر والموسيقى والغناء، ويمتزج بالشارع ويختلط بالناس، ويشهد مشاركة الجمهور والمؤسسات الأهلية في فعالياته، وقال إنه "احتفال بعد الربيع العربي، الذي فتح لنا آفاق المستقبل".
وكرم المهرجان عددا من مبدعي الصورة والكلمة المسموعة والمرئية، من بينهم مدكور ثابت وسعيد اللاوندي وسعيد الشيمي والإعلامي اللبناني زاهي وهبي.
ويمتد البينالي الدولي الذي تنظمه مؤسسة بيت الشاعر الثقافية، وصالون الخريف الفرنسي، وجمعية تواصل للثقافة والفنون، حتى نهاية يونيو/ حزيران الجاري، وتم اختيار إثيوبيا ضيفة شرف المهرجان.
فعاليات
وتضم فعاليات المهرجان معارض للفن التشكيلي، وورش عمل لرسم جداريات، وأمسيات شعرية وفكرية ونقدية، جميعها توثق وتشرح وتحتفي بالثورة المصرية، وتجعلها موضوعا رئيسا لكل المبدعين والفنانين المشاركين في المهرجان.
ويشارك في فعاليات المهرجان فنانون نقلوا انطباعاتهم وتأثرهم بالثورة فى أعمال، تنوعت بين التصوير الزيتي والنحت والفوتوغرافيا، وتعقد ندوات وورش عمل يومية في فنون الرسم والنحت بمشاركة فنانين من الشباب مع فناني أوروبا.
وأكد رئيس البينالي الفنان والناقد عبد الرازق عكاشة، عضو مجلس "صالون الخريف" الفرنسي أنه "من رحم القوة الأخلاقية يولد الإبداع، وأن الفساد والاستبداد والقبح يسرع بسقوط الأنظمة السياسية".
وأضاف عكاشة في حديثه مع الجزيرة نت أن رسالة البينالي هي دعم القوة الثورية المصرية بعجلات دفع إبداعية، لتمتزج الأخلاق والقيم الجمالية بالإبداع، في معادلة سهلة لشعب عرف عبر تاريخه الرسم والفن والثقافة، التي حركت المواطن البسيط إلى أن يكتب ويرسم ويصنع "النكتة" ليسقط النظام.
جمعة الإبداع
ودعا رئيس البينالي إلى الإعداد لـ"جمعة الإبداع ومليونية الفكر"، لتعلن جماهير الشعب المصري، التي شاركت في ثورة التحرير العظيمة، أنها صامدة أمام أي محاولة لاغتصاب الوعي البصري، أو الإظلام الفكري أو الحجر على الإبداع الفني على حد قوله.
من ناحيته عبر رئيس صالون الخريف الفرنسي نويل كوريه عن سعادته بـ"جسر الحرية الذي تم تشييده بين بينالي الثقافة والفنون الدولي، وبين صالون الخريف الفرنسي، ليشهد الحدث الحلم الجديد للمجتمع المصري".
وأكد كوريه أن فناني أوروبا جاؤوا إلى مصر من أجل الحوار والتعارف والنقد، وكتابة دستور بصري وإنساني جديد، وصنع علاقات بلا حدود.
وبدورها أكدت مديرة البينالي الفنانة هبة حزين أنه في زمن الخوف يموت الإبداع وتنتحر الموهبة، وفي زمن الحرية يتجلى الإبداع ويشع بريقه، ويسعى ليتوج بالريشة والقلم، عظمة الثورة المصرية.
ولفتت هبة حزين في حديث مع الجزيرة نت إلى أنه منذ اندلاع الشرارة الأولى للثورة كان الإبداع أداة الثوار، الذين نسجوا مطالبهم في قوالب إبداعية بالكلمة واللحن والقصيدة واللوحة والكاريكاتير والصورة، فالثورة كانت الزلزال المفجر للطاقات الإبداعية.
وأعربت ضيفة الشرف الفنانة التشكيلية الفرنسية مونيك باروني عن سعادتها بدفء المناخ الإنساني المصري، وتدفق المشاعر والمعاني الفنية، وقالت إنها سوف تعمل على تجسيد تلك المعاني في أعمالها الفنية ولوحاتها القادمة.
وشهد المسرح المكشوف بدار الأوبرا أولى الأمسيات الشعرية، وضمت الأمسية نخبة من الشعراء المصريين والعرب، من بينهم ضيف البينالي الإعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي، الذي ألقى عدة قصائد من بينها "شم النسيم: تحية إلى مصر وشبابها وشهدائها"، و"ضحكتك ميدان التحرير: إلى طفلة".