ويعتبر "بورغرو حوار الثقافات" أكبر مهرجان شعبي ثقافي تنظمه البلدية ويهدف إلى ترسيخ قواعد التعايش وإقامة علاقة تكامليّة بين الشريحة المهاجرة والسكان الأصليين في مجتمع متعدد الثقافات.
وتستند هذه التظاهرة إلى الاحترام المتبادل والتسامح الثقافيّ والفكريّ في مدينة تقطنها أكثر من 90 جنسية مختلفة، فيما يعتبر من جهة أخرى مهرجانا يؤكد التوأمة بين مدينتي ري ودي جانيرو البرازيلية ومدينة أنتويرب البلجيكية.
ثقافة وتراث
وعلى مدار اليوم الذي بدأ التحضير له منذ الساعة السادسة صباحا، اصطفت الخيام التجارية التي تبارى من خلالها التجار في عرض بضاعتهم بأرخص الأسعار، جنبا إلى جنب مع الخيام الثقافية التي نظمتها الجمعيات الثقافية الموجودة بالحي والتي تعود إلى أصول ثقافية متعددة، أظهرها المنظمون من خلال الفعاليات التي نظموها والأكلات الشعبية الخاصة بكل منطقة.
وعلى الرغم من الطقس الماطر فإنه لم يمنع استمرار الفعاليات التي كانت منتشرة على طول الشارع، حيث نصبت البلدية مسرحين كبيرين في مكانين مختلفين للعروض الموسيقية المتنوعة، في حين حفلت الخيام بالألعاب المتنوعة التي قصدها الأطفال بشكل خاص، حيث كانوا هم الشريحة المستهدفة هذا العام في أنشطة المهرجان.
وشاركت مؤسسة أصدقاء فلسطين في المهرجان بخيمة اشتملت على ألعاب للأطفال على أجهزة الحاسوب، إضافة إلى الفلافل الفلسطيني الذي عبق المكان برائحته، وهي المشاركة الرابعة للمؤسسة في هذا المهرجان، كما أكد مدير المؤسسة السيد هشام عوكل في حديثه للجزيرة نت.
وأوضح أن مشاركتهم تأتي من واقع التزامهم بالقضية الفلسطينية ونشر الثقافة والتراث الفلسطيني حتى لو بأبسط الأشياء، خاصة في مدن تحمل كل هذا التنوع الثقافي.
ثلاثون فرقة
وشارك في المهرجان أكثر من ثلاثين فرقة فنية راقصة، فجالت طوال ساعتين الشوارع الرئيسية، وتميزت كل فرقة بملابسها الخاصة المتعددة الألوان ورقصاتها المتنوعة التي عبرت كل واحدة منها عن ثقافة المنطقة التي تنتمي إليها.
وعلى إيقاع السامبا البرازيلية احتشد الجمهور على كلا الجانبين وشارك بالتصفيق والتقاط الصور والفيديوهات عبر هواتفهم المحمولة، إضافة إلى عدد كبير من الصحفيين الذين تابعوا العروض، إلا أن المشاركين في الفرق لم يقدموا فقط من البرازيل وإنما كانت هناك فرق بلجيكية مشاركة ساهمت في ترسيخ المفهوم الأساسي للمهرجان وهو حوار الثقافات.
وفي حديثها للجزيرة نت أكدت منظمة المهرجان السيدة مونيك فان دينيندا أن "الإعداد لهذا اليوم يأخذ وقتا طويلا كي يظهر بهذا الشكل الذي يليق بالمدينة، ولهذا فإننا نستقدم فرقا متعددة تحمل رسالة ثقافية تراثية واضحة، إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي نقوم بتنظيمها في هذا اليوم والتي نركز فيها على قطاع الشباب".
وذكرت فان دينيندا أن عددا من الشعراء المقيمين في المدينة شاركوا في الدورات السابقة من المهرجان بقراءات شعرية في الشارع أمام الجمهور العشوائي، غير أن هذا العام خلا من المشاركة الشعرية رغبة من المنظمين في التغيير في البرنامج المطروح، كي لا يصاب الجمهور بالسأم.
يذكر أن مهرجان "بورغرو حوار الثقافات" يجرى بالتعاون بين بلدية حي بورغرهاوت وبلدية مدينة أنتويرب، إضافة إلى عدد من المنظمات الخيرية والثقافية الفاعلة في المجتمع البلجيكي.