وسمعت في أجواء المدينة أصوات إطلاق الرصاص والمضادات الأرضية، تعبيرا عن فرحة الليبيين بالقرار التاريخي، حسب تعبيرهم.
وتجمع آلاف الثوار في ساحة التحرير، مؤكدين في هتافاتهم أن ساعات الخلاص من نظام القذافي "باتت معدودة".
وبينما وزع سكان المدينة الحلوى والمشروبات على المارة، حملت السيارات أعلام الاستقلال والدول الصديقة والشقيقة.
كشف حساب
وفي أول رد فعل من الثوار، اعتبر منسق ائتلاف 17 فبراير في بنغازي عبد السلام المسماري المذكرة طريقا إلى إنصاف ضحايا 42 عاما من الإرهاب والقتل والتنكيل والتزييف الذي حل بالشعب الليبي.
وأكد في تصريح للجزيرة نت أنها مذكرة تجعل من القذافي شخصية "منبوذة"، مشيرا إلى أنها قد تؤدي إلى ابتعاد وانشقاق أقرب المقربين منه، تحسبا لصدور مذكرات اعتقال بشأنهم.
وإذا ما وقع القذافي -بحسب المسماري- في يد الثوار فستصبح محاكمته أمام القضاء الوطني، ودعا إلى تسليمه للسلطات القضائية المحلية، قائلا إن لديهم كشف حساب طويلا مع القذافي وأعوانه، وأن تحقيق العدالة مسألة تكاملية بين القضاء الدولي والقضاء الوطني.
وقال المسماري في هذا الصدد إن القاضي الليبي أكثر قدرة على تقييم أدلة الاتهام، لأنه عاش جرائم ومشانق القذافي.
وأكد أن هناك إجماعا شعبيا على ملاحقة القذافي قضائيا، مضيفا أن العالم سوف يشاهد قريبا القذافي وهو يساق إلى ساحة القضاء لنيل جزائه على جرائمه في حق الشعب الليبي، وأضاف أن قوات الثوار بدأت تزحف على العاصمة طرابلس من مختلف جبهات القتال.
ومن جهته وصف المسؤول العام لاتحاد ثوار ليبيا فيصل ساطي المذكرة بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وأدلى ساطي بتصريح للجزيرة نت عقب إعلان القرار قائلا إنه جاء في الوقت المناسب لتضييق الخناق على القذافي، وقال "هذا أقل ما يحدث لهؤلاء المجرمين لما اقترفوه في حق الشعب الليبي من جرائم ضد الإنسانية"، متمنيا التعجيل بالاعتقال الذي توقع أن يأخذ حيزا من الوقت.
ويدعم المسؤول مسار المجلس الوطني الانتقالي الآن لوقف حمام الدم الليبي بأي شكل من الأشكال.
خارج اللعبة
وقال المعارض عبد النبي أبو سيف ياسين للجزيرة نت إن الشعب كان في انتظار سماع هذا الخبر منذ فترة طويلة.
وأكد أن الدول الغربية حاولت جاهدة منح فرصة للقذافي وأعوانه للخروج من البلاد، لكن القذافي رفض جميع المبادرات، وبالتالي أصبحت بوابات الهروب "محدودة"، موضحا أن القذافي حاليا "مجرم حرب دولي".
وتحدثت شخصيات عدة في ساحة التحرير للجزيرة نت، منهم ناصر الهدار الذي قال إن القذافي انتهى بالنسبة له منذ 17 فبراير.
ورحب الناشط السياسي عيسى عبد القيوم بالقرار، وقال إنه لا يمثل العدالة في قضية واحدة فقط، بل سوف يمتد إلى تمثيل قضية قتل 1200 سجين بمعتقل بوسليم في ضواحي طرابلس عام 1996، وقضية حقن أكثر من 400 طفل ليبي بالإيدز، وقضية لوكربي، مؤكدا أن القذافي وابنه سيف الإسلام خرجا بعد صدور المذكرة من اللعبة السياسية بالكامل.
وبينما وصف المتظاهر عبد الرسول العبيدي هذه اللحظات بالتاريخية، قال طارق بن كاطو إن الفرحة الكبيرة ستكتمل عند تحرير العاصمة من قبضة القذافي.