آذار لدعم الثورة السورية بإسطنبول اليوم، بالتزامن مع وصول وفد من المعارضة لروسيا واحتجاجات الجاليات السورية بعدة دول. كل ذلك في قوت وصل فيه الجيش إلى حدود لبنان.
ويعقد اللقاء التشاوري الذي يضم عددا من الشخصيات المستقلة في دمشق الاثنين تحت شعار "سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية"، ويهدف إلى التشاور بشأن الوضع الراهن في سوريا وسبل الخروج من الأزمة.
وقال المحامي أنور البني إنها المرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا التي تعقد فيها شخصيات مستقلة اجتماعا بشكل علني، لافتا إلى أن الاجتماع "لن يضم أحزابا معارضة".
وأضاف البني، الذي أمضى خمسة أعوام في السجن، أن هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو مائة مثقف ويستمر يوما واحدا "يهدف إلى بحث الوضع للخروج من الأزمة".
وقال معارض لفرانس برس رفض كشف هويته إن "المعارضين رفضوا عرض الحوار الذي تقدم به النظام السوري، مطالبين أولا بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين وانسحاب الدبابات من الشوارع".
من جانبه، أعلن الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو لفرانس برس أن "المعارضين لن يحاوروا النظام إذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلك".
وأضاف كيلو الذي سجن ثلاثة أعوام لتوقيعه "إعلان دمشق" أنه من حق الناس أن يتظاهروا سلميا، وأنه يجب الإفراج عن المعتقلين. وعلى السلطات أن تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة، وإلا "فلن ينجح الحوار".
مؤتمر إسطنبول
وفي مدينة إسطنبول التركية اختتم مؤتمر ائتلاف شباب الخامس عشر من آذار لدعم الثورة السورية بانتخاب لجنة مكلّفة بالتنسيق بين النشطاء السوريين في صفحات الإنترنت المعارضة للنظام السوري.
وقال البيان الختامي للمؤتمر إن النظام في سوريا فاقد للشرعية، وحمل الرئيس بشار الأسد مسؤولية ما سماه الجرائم والفساد في سوريا، كما طالب البيان الجيش السوري بممارسة دوره الطبيعي في حماية الشعب والوطن.
وفي سياق متصل أفاد مراسل الجزيرة في موسكو بأن وفدا يمثل المعارضة السورية برئاسة رضوان زيادة مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان, سيبدأ الاثنين في موسكو لقاءات مع الصحفيين ومجموعة من المستشرقين الروس.
كما سيعقد بعد غد الثلاثاء لقاء مغلق مع ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الاتحادي الروسي، والممثل الخاص للرئيس الروسي إلى السودان وليبيا.
عمان ولندن
في غضون ذلك نظم المئات من أبناء الجالية السورية في الأردن وقفة أمام السفارة التركية في عمان لشكر أنقرة على جهودها في إغاثة اللاجئين السوريين الهاربين من الوضع في بلدهم.
ودعا المشاركون تركيا إلى تركيز جهودها على وقف إراقة دماء المتظاهرين والمدنيين السوريين، ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام السوري وتندد بالرئيس بشار الأسد.
وفي سياق متصل تظاهر مغتربون سوريون أمام وزارة الخارجية البريطانية الأحد، وحذروا في رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية وليام هيغ من أن السياسة الحالية التي تتبناها حكومته تجاه سوريا من شأنها أن "تؤجج حالة معقدة وتخرج الوضع عن نطاق السيطرة".
وقال المتظاهرون في رسالتهم إنهم يعتقدون أن ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة السورية سيؤدي إلى التقليل من التأثير البريطاني في الشؤون السورية بدلا من تفعيله، معتبرين الانخراط النشط ليس فقط أفضل وسيلة ممكنة لأي جهة تريد أن يكون لها رأي في المسائل السورية، بل هي أيضا الطريقة الوحيدة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
مؤامرة وإرهابيون
في المقابل، قال وزير الدفاع السوري العماد علي حبيب إن بلاده تتعرض لمؤامرة تأخذ أشكالا عدة، حيث تمارس عليها ضغوط مستمرة ومتصاعدة في محاولة للتدويل والتدخل الخارجي ودعم الانقسام والاقتتال الداخلي.
وبين نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة في كلمة له أثناء احتفال بتخريج دورتي القيادة والأركان العليا والدفاع الوطني، أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية عملت على فرض إجراءات ضد سوريا، ومحاولة استصدار قرار من مجلس الأمن.
وقال حبيب إن "المتورطين في المؤامرة" عمدوا إلى شن حملة تضليلية عبر عدد من القنوات الناطقة بالعربية والأجنبية في محاولة لتأجيج نار الفتنة والتحريض على القتل، في الوقت الذي يتعامون فيه عن رؤية حقيقة "الممارسات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية المسلحة" التي زرعت الموت في كل مكان من الوطن وروعت المواطنين.
الجيش قرب لبنان
ميدانيا، دخل الجيش السوري الأحد بلدة القصير القريبة من لبنان، وذلك غداة قتل قوات الأمن لخمسة متظاهرين مساء السبت.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الألمانية إن الجنود كانوا في ضواحي بلدة القصير، الواقعة على بعد 15 كيلومترا من الحدود مع لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني إن الكثير من الأسر -خاصة النساء والأطفال- فروا من القصير منذ ليل السبت متجهين إلى لبنان.
كما ذكر المرصد أيضا أن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص خمسة مدنيين في جنازات تحولت إلى احتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد مساء السبت.
وقتل محتجان في الكسوة (جنوب دمشق) في جنازات لعدد من المحتجين الذين قتلوا الجمعة.
كما سقط ثلاثة مدنيين آخرين أثناء اعتقالات جرت في مداهمات من منزل إلى منزل في منطقة برزة في دمشق وفي بلدة القصير غربي مدينة حمص على مقربة من حدود لبنان.
وأفاد المرصد بأنه منذ بدء الاحتجاجات قتل 1342 مدنيا و343 شرطيا وجنديا، في حين قال المتحدث باسم الجيش السوري إن 1300 عنصر من قوات الأمن السورية قتلوا في الأحداث الأخيرة.
في سياق متصل أعلن ملازم أول عبد الله عودة من اللواء السابع والثمانين من الجيش السوري انشقاقه وانضمامه لمن وصفهم بالثوار السوريين.
ودعا عودة جميع "الشرفاء في الجيش" إلى الانشقاق بعد أن تحولت المؤسسة العسكرية إلى أداة لقتل الشعب السوري، حسب قوله.