ألا يكون طرفا في المحادثات الرامية لإنهاء النزاع الدائر في بلاده بين قواته وقوات المعارضة.
وتحركت قوات المعارضة جنوبا من معقلها في منطقة جبال نفوسة مطلع الشهر الجاري حتى وصلت الى مسافة 50 كيلومترا من طرابلس حيث تدور معارك ضارية مع قوات القذافي.
ويقول مارك دويل مراسل بي بي سي الذي زار جبهة القتال بالقرب من مدينة بير الغنام إن تقدم قوات المعارضة يواجه بمقاومة شديدة. وقد قتل موظفا إسعاف أثناء صدهم هجوما من قوات القذافي.
فيما تقول المعارضة إن قوات الحكومة قد منيت بخسائر فادحة، إلا أنه لم يتم التمكن من ذلك.
وساطة إفريقية من ناحية أخرى أعلن القادة الافارقة المجتمعون في جنوب إفريقيا لبحث جهود التوسط لحل النزاع في ليبيا أن أطراف النزاع هناك ستبدأ حوارا وطنيا بهدف التوصل الى وقف لاطلاق نار شامل ومصالحة وطنية.
وفي بيان صدر بعد انتهاء اجتماعات الاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا قالت اللجنة الخاصة بالشؤون الليبية في الاتحاد إنه سيتم اتخاذ إجراءات لعملية انتقالية اضافة الى جدول زمني للانتقال نحو الديموقراطية.
وجدد البيان أيضا دعوة الاتحاد الافريقي الى وقف فوري لاطلاق النار لإتاحة المجال امام المفاوضات، كما رحب بموافقة العقيد القذافي على "ألا يكون طرفا في عملية المفاوضات"، ولم يعط البيان أي تفصيلات أخرى.
تعزيز المكاسب ويقول مراسل بي بي سي الموجود حاليا في منطقة بير عياض ذات الموقع الاستراتيجي على الطريق إلى العاصمة إن القتال المتواصل منذ يوم الأحد اندلع حينما حاولت قوات الحكومة القضاء على المعارضين بمهاجمة صفوفهم الخلفية.
ويضيف دويل إن قوات المعارضة انطلقت نزولا من جبال نفوسة في أوائل شهر حزيران/يونيو الجاري، وتقول إنها اقتربت من مداخل طرابلس، إلا أنها ووجهت بمعارضة شديدة من قوات القذافي.
ويشير المراسل إلى أنه رغم عدم ثبات خط المواجهة إلا أنه يبدو أن المعارضة تعزز مواقعها في الجبال الغربية شيئا فشيئا.
ويعتقد أن خط المواجهة قد انتقل الآن شمال بير عياض إلى منطقة تقرب من بير الغنام.
ويقول مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إنه سمع إطلاق نار كثيف من صوارسخ ومدافع رشاشة.
فيما صرح جمعة القماطي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء بأن بير الغنام ذات موقع مهم لأنها لا تبعد أكثر من 30 كيلومترا جنوب الزاوية، المدخل الغربي للعاصمة.
واستولت قوات المعارضة على الزاوية التي توجد فيها معامل لتكرير النفط في آذار/مارس الماضي، قبل أن تدفعها القوات الحكومية خارج المدينة، واندلع القتال ثانية هناك هذا الشهر.
"انتخابات" وتشير تقارير إلى أن الحكومة الليبية قد جددت عرضها الأحد بإجراء انتخابات تحسم فيه مسألة بقاء القذافي في السلطة.
ونقلت تقارير عن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي اقتراح الحكومة "فترة من الحوار الوطني وانتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
"فإذا قرر الشعب الليبي أن على القذافي الرحيل فسيرحل"، كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن إبراهيم، وإذا قرر بقاءه فسيبقى".
إلا أنه أضاف أن القذافي لن يرحل إلى منفى خارج البلاد.
وكان سيف الإسلام القذافي ـ ابن الرئيس الليبي ـ أول من طرح فكرة الانتخابات وذلك أوائل الشهر.
ودعت إيطاليا ـ منذ ذلك الحين ـ إلى تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، في أعقاب شن حلف شمال الأطلسي (الناتو) غارة على طرابلس في 19 حزيران الجاري أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين.
كما انتقد غارات الناتو جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا الذي التقى بالقذافي في طرابلس الشهر الماضي.
وقال زوما "لقد فقد مدنيون حياتهم بسبب هذه الغارات، وعانت البنية التحتية الأهلية من أضرار جسيمة.
من ناحية أخرى وصل 100 ليبي إلى طرابلس على متن سفينة أقلتهم من معقل المعارضة في بنغازي شرقي البلاد.
والسفينة تابعة للصليب الأحمر، وكانت قد نقلت الجمعة نحو 300 شخص في الاتجاه المعاكس.
ويقول مراسلون إن العديد ممن وصلوا إلى طرابلس هم عائلات بأطفال صغار ومسنين كما يبدو.