معها تماماً.
وقال العرابى فى تصريحات للمحررين الدبلوماسيين عقب أدائه اليمين الدستورية، إن مصر ستعود إلى دورها الريادى فى مختلف الدوائر سواء كانت إسلامية أو عربية أو أفريقية وأوربية أو أمريكية، معربا عن سعادته بتكليفه وزيرا للخارجية ولقائه اليوم مع المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة حيث أعطاه عددا من التوجيهات تدور حول مصالح مصر فى العالم.
وأكد العرابى أنه سيكون عند حسن ظن الشعب المصرى، مشيرا أنه سيبدأ اليوم غدا زيارة إلى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية لرئاسة الوفد المصرى فى الاجتماع الوزارى للإعداد للقمة الأفريقية التى يرأس وفد مصر فيها الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجارى.
وقال العرابى إن أفريقيا هى أحد أولويات السياسة الخارجية المصرية وأن تنمية العلاقات مع أفريقيا لن تركز على ملفات بعينها وأن اتجاه السياسة المصرية الأفريقية هو التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة فى كافة المجالات بغض النظر عن الاختلافات فى بعض الملفات مثل مياه النيل.
أوضح أنه تم تكليفه بالسفر إلى جوبا يوم 8 يوليو القادم وستكون تلك ثانى مهمة خارجية بعد تولى الوزارة مما يعكس الاهتمام بالملف الأفريقى والسودان، مؤكدا أن الاهتمام بأفريقيا بما لا ينفى الاهتمام بقضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية والقضايا العربية والاقتصادية وأحوال المصريين فى الخارج، مشيرا إلى أنه لن يطغى ملف على ملف آخر فى السياسة المصرية الخارجية.
وأكد العرابى أن وزارة الخارجية المصرية عريقة ومليئة بالكفاءات التى تستطيع التعامل مع كافة الملفات بالتوازى.
وأضاف أن هناك ملفات تحظى باهتمام مثل أمن دول الخليج والذى يعتبر من الموضوعات الحيوية بالنسبة لمصر ولا يوجد به أى مساومة أو تفريط فيه وكذلك الأوضاع فى ليبيا والسودان والقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر ستستخدم القوة الناعمة فى علاقاتها مع كافة الدول التى تشمل الأبعاد الثقافى والاقتصادى والاجتماعى إلى جانب البعد السياسى.
وكشف اليوم الأول لاستلام وزير الخارجية محمد العرابى مهام منصبه الجديد بعد حلفه اليمين الدستورية اليوم الأحد عن تفاؤل كبير يملؤه رغم ما تكتظ به الخارجية من ملفات شائكة وقضايا جدلية سواء فى ملف المصالحة الفلسطينية والمعابر والانفتاح على دول العالم عموما وأفريقيا على وجه الخصوص، إضافة إلى الإشكالية الإيرانية.
وكان أول اتصال يجريه العرابى فور توليه منصبه الجديد وزيرا للخارجية مع والدته التى انهالت عليه بسيل من الدعوات بالتوفيق فى مهمته الجديدة بما يحقق آمال وطموحات المصريين.
وما بين مشهدين جمعا العرابى مع سلفه الدكتور نبيل العربى الذى غادر الخارجية إلى منصبه الجديد أمينا عاما للجامعة العربية بدا العرابى مختلفا رغم القاسم المشترك بين اللقاءين بغلبة الابتسامة والطابع الهادئ على الأخير بينما يغلب على سلفه العربى نوع من الصرامة والجدية.
فى المشهد الأول عندما التقى العرابى سلفه العربى عقب إعلان ترشيحه لمنصب وزير الخارجية وكان العربى فى جولة بأوروبا عاد بعدها ليفاجئ بقرار الترشيح ظهر العرابى أثناء اللقاء فى موقف التلميذ الذى يلتقى أستاذه بتواضع شديد. كان العرابى حريصا جداً فى تصريحاته فى حضور العربى وملتزما بكل معايير اللياقة الدبلوماسية لتلميذ مع أستاذه، على حد وصفه.
وظهر ذلك بوضوح فى حوار لم يستغرق ثوانى حرص خلاله العرابى على الأنحاء قليلا فى مصافحته العربى الذى قال له مداعبا ابتسم فرد العرابى بكل هدوء طبعا يا أفندم الفترة الجايه محتاجة تفاؤل. كبيرا.
فى المشهد الثانى كان العرابى مختلفا رغم حفاظه على تواضعه وابتسامته حيث بدا فى موقف الرجل المسئول الذى بدأ مشوار من التحدى مع عدد من القضايا والملفات التى سوف تكشف الأيام والشهور المقبلة عن مدى حنكته وخبرته الدبلوماسية فى التعامل معها.
وكان وزير الخارجية محمد العرابى قد التقى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر وزارة الخارجية بعد ساعات قليلة من حلف الأول اليمين الدستورية أمام المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى فيما اسماه الوزير العرابى أنه لقاء تسليم واستلام لمهام وزارة الخارجية.