الرياض 26 يونيو حزيران (رويترز) - قال مصدر قريب من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لرويترز إن الرئيس اليمني اصيب في وقت سابق من الشهر
الحالي اثر انفجار قنبلة كانت مزروعة في مسجد داخل القصر الرئاسي لكنه يتعافى وسيعود لليمن قريبا.
وظلت صحة صالح ومصيره مثار تقارير متضاربة خلال الأسابيع الثلاثة التي مضت منذ الهجوم الذي دفعه إلى العلاج في مستشفى بالعاصمة السعودية الرياض. وملابسات الهجوم الذي وقع في الثالث من يونيو حزيران غير واضحة.
وقال المصدر الذي كان مع صالح أثناء الهجوم "القنبلة انفجرت في مكان كان قريبا جدا من صالح ومن حسن حظه أنه نجا."
واتهم مسؤولون يمنيون مؤخرا اتحاد قبائل حاشد بقصف القصر وهو ما نفته حاشد. ورفض المصدر تحديد من الذي يعتقد أنه زرع القنبلة.
وترك صالح وراءه دولة شبه فاشلة هزتها شهور من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ أكثر من 30 عاما. وانشق بعض قادة الجيش في الوقت الذي يواجه فيه اليمن تمردا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ونشاطا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ومضى المصدر يقول إن أقل من 40 في المئة من جسم صالح أصيب بحروق في إشارة إلى المعلومات التي كانت متداولة على نطاق واسع بشأن تفاصيل إصابات صالح. كما أصيب نحو 39 يمنيا آخر بينهم رئيس الوزراء واثنان من نواب رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي البرلمان ونقلوا للعلاج في مستشفيات مختلفة بأنحاء المملكة العربية السعودية.
وتابع المصدر الذي أصيب أيضا في ساقيه وصدره أثناء الهجوم "بعد انفجار القنبلة اطلقت عدة صواريخ في اتجاه المسجد لكن أشخاصا من الخارج كانوا قد أخرجوا الرئيس بالفعل."
وذكر المصدر في الرياض أن صحة صالح تحسنت في المستشفى بشكل يسمح له بالعودة إلى اليمن قريبا. وأردف قائلا "صالح يريد مخاطبة الشعب اليمني عبر التلفزيون اليمني قريبا جدا."
وكان احمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني قال في صنعاء اليوم إن صالح سيظهر امام وسائل الإعلام خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.
وفي الأسبوع الماضي قال دبلوماسي غربي لرويترز إن من غير المرجح ان يعود صالح لوطنه قريبا نظرا لان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ما زالتا تضغطان لنقل السلطة بموجب اقتراح قائم رعته دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة في اليمن.
وتخشى السعودية وواشنطن أن يستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فراغ السلطة وصراعات قبلية لشن هجمات في اليمن وخارجه.
وقال المصدر إن صالح ظل على معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو على فراشه في المستشفى وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظم. وأضاف أنه لدى عودته فإنه يعتزم اقتراح حلين جديدين.
ومضى يقول "الأول هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا" مضيفا "ثاني أمر سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء."
وظل صالح شخصية لا يمكن التكهن بنواياها وتراجع ثلاث مرات عن اتفاق نقل السلطة الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي في اللحظة الأخيرة.
ويدعو اقتراح مجلس التعاون الخليجي إلى أن ينقل صالح السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي الذي يقوم حاليا بأعمال الرئيس كخطوة نحو تشكيل حكومة جديدة والاستعداد للانتخابات.
وقال المصدر "المسألة المهمة هي أن صالح يريد تسليما سلميا للسلطة وهذا لن يحدث بين يوم وليلة وتشكيل حكومة ائتلافية يستغرق وقتا."