السياحة، إن الانخفاض فى أعداد المعتمرين المصريين والتى تعد الأقوى من نظرائها من الدول التى تشهد حالات من الاضطرابات السياسية، حيث بدأ حجم الإشغال فى الانخفاض منذ بداية شهر ربيع الأول "عمرة المولد النبوى" والتى كان يتزايد فيه أعداد المعتمرين المصريين فى السنوات السابقة حيث كانت تتعد نسب الأشغال للمصريين الـ 90% ، مقارنة بهذا العام والتى لم تصل لنسبة الـ 40%.
يأتى ذلك فى الوقت الذى توقع فيه عاملون فى العمرة فى السعودية أن تسجيل المملكة خسائر تصل إلى 30 % نتيجة انخفاض عدد المعتمرين الوافدين من الدول العربية التى تشهد اضطرابات سياسية، مؤكدين أن حركة العمرة من الدول التى تشهد اضطرابات سياسية قد توقفت تماما، كما حدث مع معتمرى تونس وليبيا لموسم العمرة الأول هذه العام والذى تزامن مع ذكرى المولد النبوى.
وأرجع عبد اللطيف مصطفى أحدى المصريين العاملين بإحدى الشركات السياحية السعودية السبب فى تراجع أعداد المعتمرين المصريين هذا العام نتيجة للأحداث السياسية الجارية وحالة الترقب لدى المصريين من الأوضاع الحالية، متوقعا حدوث انتعاشة طفيفة فى أعداد المعتمرين خلال شهر رمضان المعظم بنسب تصل إلى 70%، نتيجة لحرص المصريين على أداء العمرة فى الشهر المعظم، لكنه استبعد أن تعود حالة الإشغال إلى طبيعتها قبل الثورة.
واستبعد محمد مختار المنسق فى إحدى شركات السياحة الدينية المصرية وجود أية ارتفاعات فى أسعار العمرة هذا العام، لافتا إلى تنافس الشركات على تقديم أفضل ما عندها لجذب المعتمريين وتقديم أفضل الأسعار التنافسية، كما أن هناك عددا من الشركات قامت بتخفيض أسعارها هذا العام لتشجيع المعتمريين.
وتوقع مستثمر فى مجال الفنادق المخصصة لاستقبال حملات العمرة فى مكة المكرمة حدوث انخفاضا بنسبة 40 % للمعتمرين من مصر، والمقدر عددهم بـ 770 ألف معتمر سنويا، لافتا إلى أن حملات العمرة من تونس، والتى يقدر عدد معتمريها بـ 30 ألف شخص سنويا قد توقفت نهائيا منذ بدء الأحداث السياسية فى البلاد، متوقعا 5 آلاف منهم فقط الفترة الحالية وعمرة رمضان.
ولفت إلى أن حملات العمرة القادمة من ليبيا قد توقفت بالكامل، حيث ألغيت كل حجوزات المعتمرين الليبيين، المقدر عددهم بـ 80 ألف معتمر سنويا، كما سجلت غالبية الشركات العاملة فى العمرة خسائر فى موسم العمرة الأول، الذى صادف ذكرى المولد النبوى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى رصدت فيه جولة لليوم السابع ارتفاع أعداد المعتمرين من دول إسلامية تشهد حالة من الاستقرار السياسى مثل تركيا، والتى ارتفع عدد معتمريها فى الموسم 10 % مما أدى إلى تخفيف حجم الخسائر المتوقعة.
وكانت الثورات العربية والاضطرابات السياسية والأمنية المصاحبة لها قد أجهضت خطط ملايين من المواطنين السعوديين الذين اعتادوا قضاء إجازاتهم الصيفية خارج بلادهم للسفر هذا العام، فى الوقت الذى عززت فى المقابل إقبالهم على السياحة الداخلية، وذلك وفقا لمصادر سياحية.