الله صالح" بتهريبهم بهدف كسب المزيد من التأييد الدولي، نفى مصدر مسؤول ذلك واتهم "عناصر منشقة" عن الجيش اليمني بالضلوع في عملية التهريب.
وهاجم القيادي في أحزاب اللقاء المشترك نايف القانص النظام اليمني متهما إياه بتهريب عناصر القاعدة من السجن "بطريقة لا أخلاقية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن".
ولفت القانص إلى التزامن بين الهروب وزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان لصنعاء، وعد ذلك دليلا قويا على افتعال ملف القاعدة من قبل النظام لكسب التأييد الأميركي السعودي.
واعتبر القانص في حديث للجزيرة نت أن القاعدة لعبة مصطنعة يستخدمها النظام متى ما أراد كما فعل سابقا في أبين وحاليا يريد جرها إلى مدينة عدن المهمة.
وتوقع أن تحدث عمليات الهروب آثارا سلبية على الوطن بكامله فضلا عن جر الثورة الشعبية وصرفها عن منهجها السلمي إلى المواجهة المسلحة بين عناصر القاعدة وأفراد الجيش المؤيدين للثورة.
نفق
وكان مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية قد اعترف الأربعاء بفرار 63 عنصرا ينتمون لتنظيم القاعدة من سجن في المكلا، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء المساجين صدر عليهم أحكام قضائية بمدد مختلفة وبعضهم مازالوا رهن المحاكمة.
ووفقا للبيان فإن "عملية الهروب تمت بواسطة حفر نفق طوله 35 مترا تسرب منه السجناء بعد قتلهم أحد حراس السجن".
تشكيك
لكن الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري شكك في تلك الرواية.
وذكر عددا من الشواهد رأى أنها تدين السلطات في عملية تهريب هذه العناصر منها "عزل مدير سجن المكلا قبل عشرة أيام من عملية الفرار، وتعيين آخر مكانه وعدم تعيين أفراد حراسة في البوابة الخلفية للسجن".
وأضاف البكيري للجزيرة نت أن حديث السلطة عن وجود نفق تم حفره دليل آخر على أن القصة تكرار لسيناريو الفرار الكبير الذي حدث في صنعاء عام 2006 من سجن الأمن السياسي.
واعتبر عملية هروب المكلا "ورقة ضغط أخيرة يستخدمها نظام صالح للحصول على الدعم والمساندة في هذه اللحظة الحاسمة" .
أما الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر فاتهم السلطات بتهريب السجناء وقال إن هذه هي المرة الرابعة التي يفر فيها السجناء المنتمون لتنظيم القاعدة من السجون، "ففي صنعاء فر أكثر من ستين شخصا من سجن الأمن السياسي المحصن الذي لا تخرج منه نسمة هواء".
دفاع
في المقابل دافع أحمد الصوفي السكرتير الصحفي للرئيس صالح عن النظام نافيا عنه تهمة التعمد في تهريب السجناء.
وقال الصوفي للجزيرة نت إن السجناء فروا بإيعاز وحماية الجزء المنشق عن الجيش الذين أصبحوا مأوى لهؤلاء الفارين.
وأضاف أن المكلا منذ اندلاع الاحتجاجات "انقسمت عسكريا إلى قوتين إحداهما مؤيدة للشرعية والأخرى مساندة للخارجين على القانون، وهؤلاء هم الذين استولوا على السجن وكسروا الأغلال وقتلوا الجنود وأطلقوا سراح هؤلاء المسجونين".
وأشار الصوفي إلى "وجود صلة عضوية في هذا التوقيت بين القاعدة والمجموعة المارقة من شرعية القوات المسلحة".