خرج مئات الآلاف اليمنيين في 17 محافظة يمنية من بينها صنعاء وتعز في "جمعة الشرعية الثورية" لإعلاء شرعية الثورة والمطالبة بإسقاط نظام علي عبد الله صالح. في المقابل احتشد مؤيدو الأخير بصنعاء
ومحافظات أخرى فيما أطلقوا عليه "جمعة الولاء لله وللقائد".
ففي أكبر المظاهرات، احتشد عشرات الآلاف في ساحة الحرية بتعز في جمعة هي الأولى بالساحة منذ اقتحامها من طرف قوات الأمن نهاية الشهر الماضي وإحراق خيامها.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتشكيل مجلس انتقالي مؤقت، رافضين عودة صالح إلى البلاد بعد انتهاء فترة علاجه بالسعودية.
وقدر مراسل الجزيرة بتعز حمدي بوكاري أعداد المتظاهرين بمئات الآلاف، وقال إنهم "طالبوا بضرورة الإسراع في تشكيل مجلس انتقالي" مشيرا إلى أن "هذا اليوم الاستثنائي يمر في أجواء هادئة".
بدوره وصف الصحفي اليمني محمد اللطيفي في تصريح للجزيرة متحدثا من تعز مظاهرات اليوم بـ"الحاشدة" وقال إن هدفها تأكيد "شرعية الثورة وإعلائها والمطالبة بإسقاط النظام الحاكم".
ولفت إلى أن شباب الثورة رفعوا شعارات من قبيل "يا سعودية لن يعود" في إشارة إلى رفضهم عودة صالح للبلاد، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب "مستاؤون من الموقف السعودي من الأزمة الراهنة".
وأضاف اللطيفي أن المعتصمين أكدوا على أن ثورتهم متواصلة "ولا يهمهم ما يحاك في الغرف المغلقة" في إشارة إلى الاتصالات السياسية التي تتم بين عدد من القوى الإقليمية والكبرى.
ولم يختلف المشهد في العاصمة صنعاء حيث خرج الآلاف من معارضي النظام للتأكيد على شرعية الثورة في مقابل الشرعية الدستورية التي يلوح بها النظام الحاكم.
وقال مراسل الجزيرة أحمد الشلفي إن المتظاهرين رفعوا شعارات تدعو صالح للرحيل وتؤكد استمرارية النضال إلى حين إسقاط بقايا فلول نظامه.
ولفت المراسل إلى وجود استياء عام بين شباب الثورة من ما وصفوه بـ"التدخلات السعودية والأميركية" مشيرا إلى أن هناك اعتقادا راسخا بوجود "مؤامرة حقيقية" تحاك ضد الثورة التي بدأت منذ أربعة أشهر.
"السفير الشيخ"
ضمن هذا الإطار انتقد الكاتب الصحفي نجيب اليافع في تصريح للجزيرة الدور الذي يقوم به السفير الأميركي في صنعاء الذي تحول إلى "شيخ من شيوخ اليمن".
وقال اليافع إن هذا السفير "يريد فرض رؤيته على الشعب اليمني" رغما عن إرادة الأخير.
وأكد على أن البلاد تعيش مرحلة حاسمة متمنيا انتقالا دستوريا سلسا كما وقع في تونس ورافضا النموذج الليبي وما ارتبط به من "مجلس انتقالي لوجود فوارق كبيرة" بين اليمن وليبيا.
كما شهدت 17 محافظة يمنية أخرى مظاهرات تعارض استمرار صالح في الحكم وتدعوه إلى التنحي بعد 33 سنة من تسلمه السلطة في اليمن.
"جمعة الولاء"
في الجهة المقابلة، خرج الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني في "جمعة الولاء لله وللقائد" مرددين شعارات عبرت عن تأييدها لصالح ودعت له بالشفاء مع أركان حكمه الذين يتلقون العلاج في المملكة العربية السعودية منذ الرابع من الشهر الجاري.
وتم تنظيم مظاهرات مماثلة بالمحافظات اليمنية للتأكيد على التمسك بالشرعية الدستورية، و"رفض العنف والفوضى والانقلاب على السلطة".
وقد رفع مؤيدو صالح لافتات كتب عليها "لا للزج باليمن في الفتن والفوضى"، وأخرى ترفض الحرب الأهلية والعنف.
مجلس انتقالي
سياسيا، قالت اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية باليمن إنها في صدد استكمال مشاوراتها النهائية مع قوى الثورة الشبابية وبقية الأطراف السياسية للإعلان عن مجلس الرئاسة الانتقالي.
وقال بيان اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة إن اللجنة قامت بمشاورات عدة مع الأطراف السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج على خلفية مطالبات ساحات الحرية وميادين التغيير بالانتقال إلى المرحلة الانتقالية وفقا للشرعية الثورية.
وأضافت اللجنة أنها توصلت إلى التوافق بشأن عدد من الأسماء الوطنية والتي ستحظى بمساندتها في حال الإعلان عن المجلس الانتقالي.
من جهته، تعهد الرئيس اليمني أمس بتجاوز الأزمة التي تشهدها البلاد، وجدد تأكيده على تمسكه بمنصبه كرئيس للبلاد.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن صالح قوله لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في اتصال هاتفي إن "اليمن قادر على تجاوز الأزمة الراهنة وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني".