نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن الآلاف من سكان بلدة معرة النعمان في شمال سوريا نزحوا فرارا من قوات الجيش التي تزحف نحو البلدة مدعومة بالدبابات ضمن حملة عسكرية
تستهدف تطويق الاحتجاجات المطالبة بتغيير نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال شهود عيان إن مكبرات الصوت في مساجد معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب والتي تقع على الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بحلب ثاني أكبر المدن؛ كانت تحذر السكان من اقتراب قوات الجيش وتدعوهم إلى النجاة بأرواحهم وعائلاتهم.
ويقول سكان إن القوات السورية تقدمت إلى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور حيث جرت حملة عسكرية قبل أيام أعقبت إعلان الحكومة مقتل 120 رجل أمن في المنطقة على يد مسلحين.
وقد تدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب والقرى الواقعة في الصحراء إلى الشرق بينما اتجه البعض إلى تركيا المجاورة التي فر إليها بالفعل أكثر من 8500 سوري.
وأقامت السلطات التركية مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين. علما بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن في وقت سابق أن بلاده لن تغلق أبوابها أمام السوريين الذين يحاولون النجاة بأرواحهم من أعمال العنف التي تشهدها بلادهم.
جمع شهادات
وقد وصل خبراء الأمم المتحدة إلى الحدود التركية مع سوريا لجمع شهادات عما وُصف بالعمليات الانتقامية ضد السوريين لقمع الانتفاضة التي انطلقت في مدينة درعا قبل ثلاثة أشهر ثم طالت معظم المدن السورية.
في حين نقلت رويترز عن لاجئين فارين وصفا لعمليات إطلاق النار التي قامت بها القوات السورية ومسلحون علويون موالون للرئيس بشار يعرفون بـ"الشبيحة"، إضافة إلى إحراق الأراضي والمحاصيل الزراعية.
من جهة أخرى أعادت السلطات السورية فتح حدودها البرية مع الأردن بشكل جزئي اعتبارا من اليوم الأربعاء وفق ما نقلته وكالة يونايتد برس عن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال طاهر العدوان.
وكانت السلطات السورية أغلقت المعبر الحدودي البري مع الأردن في أبريل/ نيسان الماضي إثر الأحداث التي شهدتها مدينة درعا التي نفذ بها الجيش السوري عملية عسكرية واسعة النطاق لقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية والإصلاح.
سقوط النظام
يأتي ذلك بينما استمر خروج المظاهرات المطالبة بسقوط النظام في عدة مدن وقرى سورية، في حين انتشرت دبابات ومدرعات في عدد من المناطق بشرق سوريا التي يغلب عليها الطابع القبلي ومنها دير الزور والبوكمال على الحدود مع العراق.
في الأثناء نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المقدم حسين هرموش -وهو ضابط منشق عن الجيش السوري- وجود خلافات في صفوف الجيش، مؤكدا أنه سعى مع بعض الجنود لوضع أفخاخ تعوق تقدم الجيش نحو جسر الشغور وتتيح الوقت للمدنيين كي يتمكنوا من الفرار ومغادرة البلدة.
كما نقلت الوكالة عن شهود وقوع مواجهات بين فصائل مختلفة من الجيش في جسر الشغور، حيث روى أحدهم وقوع مواجهة الأحد الماضي بين أربع دبابات وبقية القوات، في حين تحدث آخر عن تدمير جسور بهدف منع تقدم الجيش.
مؤتمر إنقاذ
وفي مسعى لإنهاء الأزمة، دعت شخصيات سورية إلى إقامة مؤتمر إنقاذ وطني في العاصمة دمشق يستهدف "الخروج بالوطن من الطريق المسدود الذي سببه تصلب المواقف الرسمية من احتجاجات الشارع السوري المطالبة بالتغيير السلمي".
ولفت بيان أصدرته هذه الشخصيات إلى أن المؤتمر لا يستهدف تفعيل الحوار الوطني بسبب غياب الأرضية المناسبة للحوار، وإنما يرغب في تدارس سبل حماية الوطن من الانهيار، وصولاً إلى تشكيل لجنة تأسيسية ممثلة لكافة مكوِّنات المجتمع السوري تخول بالنظر في المطالب الشعبية.
كما عبر البيان عن الرغبة في الحيلولة دون إثارة مشاعر الكراهية والطائفية والتقسيم في المجتمع السوري، مع تهيئة الأجواء لحوار وطني جاد وشامل بين السوريين.
وخلص البيان إلى ضرورة تشكيل هيئة تأسيسية منتخبة بشكل ديمقراطي نزيه وشفاف من قبل الشعب، تعكس كافة ألوان الطيف الوطني، تخول بالنظر في مطالب السوريين وترتيب الإجراءات التي تحقق تطلعاتهم.