ألقت السلطات الباكستانية القبض على خمسة مرشدين باكستانيين قدموا معلومات استخبارية لوكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) قبل مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين
أميركيين لم تكشف عنهم إن القبض على الخمسة -بينهم ضابط برتبة رائد- يعد آخر دليل على تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان.
وكان المرشدون الخمسة قد نسخوا لوحات السيارات التي كانت تتردد على مجمع بن لادن الذي يقع على بعد خمسين كليومترا إلى الشمال الغربي من العاصمة إسلام آباد، وقدموا معلومات استخبارية للمخابرات الأميركية التي شنت غارة على المجمع مطلع مايو/أيار الماضي وقتلت بن لادن.
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية الاعتقال تأتي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الحصول على دعم باكستان من أجل التوسط لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وقال مسؤولون أميركيون إن مصير المرشدين الخمسة غير واضح حتى الآن، ولكنهم قالوا إن مدير سي آي أي ليون بانيتا توجه الأسبوع الماضي إلى إسلام آباد للاجتماع مع مسؤولين في الجيش والمخابرات الباكستانية.
ويرى البعض في واشنطن أن قيام باكستان باعتقال هؤلاء المرشدين يوضح مدى الانفصال الشديد في الأولويات بين واشنطن وإسلام آباد "في وقت يفترض بهما أن يتحالفا في مكافحة تنظيم القاعدة".
وتعليقا على حكم مايكل موريل -نائب مدير سي آي أي- على مدى تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب الذي قال إنه لا يتجاوز ثلاثة من عشرة، أكد السفير الباكستاني لدى واشنطن حسين حقاني أن أجهزة مخابرات البلدين تعمل وفق شروط متفق عليها.
بينما أكد مسؤولون أميركيون أن الأجهزة الأمنية الباكستانية توقفت عن التعاون منذ قيام متعاقد مع سي آي أي بقتل باكستانيين اثنين في أحد شوارع لاهور في يناير/كانون الثاني، وقالوا إن السلطات الباكستانية رفضت منح تأشيرات دخول لضباط مخابرات أميركيين من أجل العمل في باكستان، وهددت بوضع قيود على عمليات الطائرات بدون طيار.
تبعات
وأشارت نيويورك تايمز إلى إن الأميركيين يخشون من أن يؤدي هذا التوتر بين البلدين إلى التأثير على مستقبل برنامج الطائرات بدون طيار.
وقال مسؤولون أميركيون إن بانيتا دعا في لقاءاته مع الباكستانيين إلى السماح للطائرات دون الطيار بالتحليق على نطاق أوسع في المناطق القبلية شمال غرب البلاد.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن التوتر يهدد أيضا مشروعا طموحا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يرمي إلى تدريب قوات باكستانية مساندة لمكافحة القاعدة وحركة طالبان في تلك المناطق القبلية.
وقد أقر مسؤولون باكستانيون وأميركيون بأن ذلك البرنامج قد انتهى، وغادر البلاد على أثر ذلك آخر 120 مستشارا أميركيا.
ومن المؤشرات الأخرى على السخط الأميركي المتنامي ما قاله النائب الجمهوري الذي يدير لجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب مايك روجرز من أنه يعتقد بأن عناصر في جهاز المخابرات الباكستاني والجيش ساهموا في اختفاء بن لادن، ولكنه لم يقدم دليلا على ذلك.
وحذر روجرز من أن المشرعين وإدارة أوباما قد يفرضون قيودا على المساعدات العسكرية التي تتلقاها باكستان سنويا وتبلغ ملياري دولار، بما في ذلك تبادل المعلومات بشأن نشاطات المسلحين في كراتشي ولاهور وغيرهما.