سمير حسن-عدنهدد بيان أول وزعه مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بمدينة زنجبار اليمنية مساء أمس الثلاثاء بتصفية عدد من طياري الجيش اليمني، وعرض البيان مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تفيد
في العثور عليهم.
وقال سكان محليون في زنجبار عاصمة محافظة أبين بجنوب اليمن، إن مسلحين توزعوا في عدد من التقاطعات داخل المدينة ووزعوا بيانا حمل اسم "بيان هام من أنصار الشريعة في ولاية أبين المحروسة بالله تعالى"، وذلك في تصرف هو الأول من نوعه منذ أعلنت تلك الجماعة المسلحة سيطرتها على المدينة منتصف الشهر الماضي.
وتضمن البيان أسماء 12 طيارا قال إنهم مطلوبون للمسلحين بينهم قائد مطار العند الحربي في مدينة لحج الجند الوصابي، وأركان الحرب في المطار مفتاح الماربي، ومدير العمليات عدنان الأصبحي.
واستعرض البيان المنطقة التي ينحدر منها الطيارون كل على حدة ونوع المقاتلات التي يقودونها، كما حدد مكافأة قدرها خمسة ملايين ريال يمني (نحو 23 ألف دولار) لمن يساهم في القبض عليهم أو قتلهم.
ولوحظ في البيان المذيل بتوقيع أنصار الشريعة في أبين أنه لم يأت على ذكر تنظيم القاعدة أو الولايات المتحدة التي تعد العدو الأول للتنظيم، حيث اكتفى البيان بوصف من يخوضون حرباً ضدهم في أبين بأنهم "جنود وجحافل الطغاة الذين لا يقر قرارهم إذا شاهدوا المتوشح بالإيمان وسلاح الكفاح يسيطر على الأرض".
مواجهات
وكانت المواجهات بين تلك الجماعات المسلحة وقوات الجيش اليمني المرابطة على تخوم المدينة منذ ثلاثة أسابيع قد تصاعدت حدتها خلال اليومين الماضيين بعد تعزيزات أمنية للجيش وتكثيف القصف الجوي والمدفعي على المدينة.
وفي اتصال هاتفي مع الجزيرة نت وصف أحد سكان زنجبار ما يجري بأنه "حرب حقيقية شبيهة بسيناريو حروب صعدة التي أعادت السلطة الآن إنتاجها في أبين تحت لافتات أخرى"، واعتبر أن المدنيين هم وقود تلك الحرب التي لا يعرفون أسبابها أو الهدف منها.
وأضاف أن سكان زنجبار نزحوا منها بعد أن قتل العشرات منهم جراء القصف المتبادل بين الطرفين، ولم يبق إلا نحو 150 شابا بهدف حراسة منازل ذويهم خوفاً من تعرضها للنهب.
وعن المسلحين ذكر شاهد العيان أنهم كانوا في بادئ الأمر قليلي العدد والعدة، لكن الحال تغيّر الآن حيث زادت أعدادهم كما باتوا يمتلكون عتادا وأسلحة ثقيلة ومركبات.
نزوح الآلاف
من جهة أخرى تحدث الناشط الحقوقي في عدن أسامة الشرمي للجزيرة نت مؤكدا أن آلاف السكان في محافظة أبين هجروا مساكنهم ونزحوا باتجاه عدن ولحج وشقرة والبيضاء هربا من المواجهات الدائرة في مناطقهم.
وقدر الشرمي أعداد النازحين من زنجبار والمناطق المجاورة لها بنحو 80% من تعداد السكان في تلك المناطق والمقدر بنحو 45 ألف نسمة، مشيرا إلى أن "الحكومة اليمنية لم تقم بأي دور لإغاثتهم، كما أن دور منظمات الإغاثة الدولية تجاههم ما زال ضعيفا جداً ولا يرقى إلى مستوى وحجم المشكلة".
وكان النائب البرلماني رئيس حزب الإصلاح المعارض بعدن إنصاف علي مايو قال إن محافظة عدن وحدها استقبلت أكثر من 15 ألف نازح حسب بيانات أولية، مضيفاً أن الدولة لم تقم بواجبها تجاه إيواء النازحين أو تقديم الرعاية الصحية لهم.
جدير بالذكر أن أحزاب اللقاء المشترك المعارض للرئيس علي عبد الله صالح اتهمته بتسليم المحافظة لتلك الجماعات في محاولة لحرف مسار الثورة الشعبية التي تطالب بإسقاطه من حكم اليمن.